تصاعد تهديد داعش في بوادي سوريا وتوسيع نطاق أعماله
منذ عام 2014 نجح التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في انتزاع جميع الأراضي التي كان التنظيم الإرهابي يسيطر عليها في العراق وسوريا، وفي 2019 نشر الجيش الأميركي اللقطات الأولى للغارة التي قتل فيها زعيم تنظيم داعش في شمالي سوريا.
ويعاني أهالي سوريا منذ ما يقرب من عقد من الزمن بسبب التنظيم الإرهابي الذي سيطر على البلاد نتيجة الحرب، وقد تحولت أجزاء من سوريا إلى ولاية للتنظيم، وسيطر عليها وتسبب في معاناة واضحة للأهالي من قتل وعمليات إرهابية.
وأظهر مقطع فيديو مشوش جنودا يطلقون النار على عناصر مسلحة على الأرض أثناء توجههم نحو المجمع الذي كان يختبئ فيه أبو بكر البغدادي قبل أن ينتشر عناصر الجيش الأميركي على الأرض ويقتحموا المبنى.
وقتل زعيم داعش الأسبق، أبو إبراهيم القرشي، في فبراير عام 2022، في غارة أميركية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بعد مقتل سلفه أبو بكر البغدادي في إدلب أيضاً، وبعد ذلك شهد التنظيم تشتتًا واضحًا في أراضي سوريا والعراق، وبدأ التنظيم في الانهيار والبحث عن أراضٍ وقاعدة جديدة له وكانت من أهمها قواعده في إفريقيا.
تجنيد أعضاء جدد
في بداية العام الحالي أعلن عدد كبير من سكان مدينة دير الزور عن خوفهم من عودة تنظيم داعش”، وزعماء القبائل والقادة العسكريين والمحللين يعتقدون أن تنظيم داعش الإرهابي قاد عمليات تجنيد أعضاء جدد بين السكان المحليين الذين يعانون من الفقر، ويصبح أكثر جرأة على تنفيذ أعمال العنف من خلال استغلال حالة عدم اليقين والتوتر الناجم عن الفصائل المتحاربة في المناطق الحدودية المتوترة، وتم ابتزاز الشركات التجارية ومداهمة المتاجر، في حين تم اغتيال العديد من القادة المحليين، من الشرطة إلى أعضاء البلدية.
وفي عام 2022 شن ما لا يقل عن 100 مسلح من داعش أكبر هجوم للتنظيم منذ سنوات، على سجن السينا في الحسكة، وأدت العملية التي نسقها القيادي البارز في تنظيم داعش أبو مقداد العراقي، إلى مقتل ما لا يقل عن 140 من أفراد قوات سوريا الديمقراطية، وقاموا بتحرير المئات، من أعضاء التنظيم، بمن فيهم القادة المسجونون منذ فترة طويلة من ذوي الخبرة، مثل أبو دجانة العراقي وأبو حمزة الشرقي.
استغلال الحرب في أوكرانيا
والحرب الروسية في أوكرانيا استقطبت الانتباه الدولي في الوقت الحالي، وهو ما جعل داعش يواصل إستراتيجيته البطيئة والمنهجية للتعافي، مدركاً جيداً أن الظروف التي يمكن أن تغذي هذا التعافي من المرجح أن تتحسن بمرور الوقت، والتنظيم لديه سجل حافل بالصبر، وهو ما وضح منذ البدايات في 2014 وحتى الآن.
وفي ظل استمرار تدهور الاقتصاد وانخفاض قيمة العملة السورية، وبعدما باتت أزمة الغذاء وشيكة، وبما أن جزءاً كبيراً من شمال شرقي سوريا لا يزال متضرراً من الأعمال العدائية مع داعش، سيستمر التنظيم في استغلال المعاناة الاقتصادية وحالة اليأس.
عملية “العودة” السيدة زينب
ومؤخراً وفي نهاية يوليو الماضي، أعلن تنظيم داعش، مسؤوليته عن هجوم بعبوة ناسفة استهدف منطقة السيدة زينب في جنوب دمشق، أحد مواقع الحج الشيعية الرئيسية في سوريا، وقُتل ستة أشخاص وأصيب أكثر من 20 آخرين بجروح في الانفجار، بحسب السلطات السورية.
وقال التنظيم المتطرف في بيان: إن مقاتلين تابعين له نجحوا في اختراق التشديدات الأمنية في المنطقة وتمكنوا من ركن وتفجير دراجة نارية مفخخة على تجمع للزوار الشيعة.
وخلال شهر واحد كانت عمليات داعش كثيفة، حيث كثف تنظيم “داعش” الإرهابي، خلال الأسبوعين الماضيين، من ضرباته في مناطق شمال وشرق سوريا، رغم الحملات الأمنية الموسعة المضادة التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من قوات التحالف الدولي ضد التنظيم الإرهابي.
الخوف من عودة الخلايا النائمة
ويعاني المواطنون في سوريا خوفًا من استيقاظ خلايا تنظيم الدولة الإسلامية داعش النائمة، في الشهور الأخيرة، وحاول العديد من المنتمين إلى تنظيم داعش المحتجزين في مخيم الهول الهروب بعد قصفٍ تركي لإحدى نقاط التفتيش بالمخيم.
ويضم هذا المخيم أكثر من 53 ألف شخص، أغلبهم من الأطفال والنساء المنتمين إلى داعش. حيث يستفيد تنظيم الدولة الإسلامية من الهجمات التي تشنها تركيا، حيث تنتظر الخلايا النائمة فرصة مواتية لتتمكن من القيام بخطوتها.
ويتركز نشاط الخلايا النائمة بشكلٍ أساسي في الجزء الشرقي من منطقة دير الزور، على امتداد الحدود السورية التركية.