سياسة

تصاعد نطاق النزاع المسلح في السودان يعقبه تحذيرات من احتمالية حدوث حرب أهلية


ينتقل النزاع في السودان من منطقة إلى أخرى مع غياب أي مؤشر على نهاية قريبة للحرب الدائرة بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، وسط تحذيرات ومخاوف من حرب أهلية جديدة.

وقال شهود إن العنف احتدم في مدينة نيالا بغرب السودان ومناطق أخرى بولاية جنوب دارفور اليوم الأحد، في أحدث فصل من فصول المواجهات المستمرة منذ منتصف أبريل الماضي.

وتسبب الصراع في اندلاع معارك يومية في شوارع العاصمة الخرطوم وتجدد الهجمات العرقية في ولاية غرب دارفور ونزوح أكثر من أربعة ملايين شخص داخل السودان وعبر حدوده إلى تشاد ومصر وجنوب السودان ودول أخرى.

واندلعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في بعض الفترات بمدينة نيالا ثاني أكبر مدن البلاد والمركز الاستراتيجي لإقليم دارفور الهش.

وقال شهود في تصريحات لرويترز إن أحدث موجة من الاشتباكات استمرت ثلاثة أيام وأطلق خلالها الجيش وقوات الدعم السريع قذائف مدفعية. وتسببت الأعمال القتالية في تدمير شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات.

وذكرت هيئة محامي دارفور التي تراقب حقوق الإنسان، أن ثمانية أشخاص على الأقل قُتلوا يوم أمس السبت وحده. وقال شهود إن قتالا اندلع خلال الأيام الماضية في منطقة كبم التي تبعد نحو 100 كيلومتر غربي نيالا مما أودى بحياة العشرات من الأشخاص.

وقالت هيئة محامي دارفور إن رجالا من قبيلة عربية مجهزين بمركبات ادعت أنها تابعة لقوات الدعم السريع، هاجموا المنطقة وأحرقوا جزءا من سوق كبم وداهموا مركز الشرطة في هجوم على قبيلة عربية أخرى، مضيفة أن الهجوم أسفر عن مقتل 24 شخصا. وأعلنت عدة قبائل عربية الولاء لقوات الدعم السريع.

وقالت هيئة محامي دارفور “تنبه الهيئة المكونات الاجتماعية بدارفور من خطورة نقل الصراعات المسلحة إلى دارفور… وعدم الانجرار في الصراعات التي دوافعها السلطة بالمركز (بالأساس)”.

ويهدد القتال العنيف في دارفور بإعادة الإقليم إلى الصراع الدامي في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما ساعدت ميليشيات الجنجويد الجيش في سحق تمرد مجموعات أغلبها غير عربية.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة فقد أسفر الصراع في دارفور عن مقتل نحو 300 ألف شخص. وتطلب المحكمة الجنائية الدولية تسليم مسؤولين سودانيين لمحاكمتهم بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بينهم الرئيس المعزول عمر البشير.

وحذر فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان في يوليو/تموز من أنه لم تظهر أي بوادر على إمكانية الوصول لحل سريع للصراع وهو ما “يهدد بالتحول إلى حرب أهلية عرقية”.

ونجح قائد قوات الدعم السريع في تهدئة التوترات القبلية وموجات العنف إلى حد كبير ما أعاد الاستقرار للإقليم، لكن الدعم السريع سبق أن حذرت من نوايا قائد الجيش وفلول النظام السابق من إشعال حرب قبلية وجر اقليم دارفور مجددا إلى الحرب الأهلية.

وقصف طيران الجيش السوداني أهدافا عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع بمنطقة الباقير وبعض المناطق القريبة من منطقة سوبا الواقعة جنوبي العاصمة السودانية.

 وشهدت بعض أحياء مدينة أم درمان حركة متقطعة للطيران الحربي التابع لسلاح الجو السوداني تصدت لها المضادات الجوية التابعة للدعم السريع.

وفي أم درمان سمع دوي انفجارات عنيفة ناجمة عن عمليات القصف المدفعي في المناطق الوسطى المحيطة بأحياء المدينة القديمة.

وفشلت جهود الوساطة الدبلوماسية حتى الآن واستغل الطرفان فترات وقف إطلاق النار لإعادة تنظيم الصفوف.

وأعلن المستشار السياسي لقوات الدعم السريع يوسف عزت في تصريحات صحفية إن قوات الدعم مستعدة للحوار الذي يقود إلى تغيير قيادة الجيش بهدف تكوين جيش جديد تدمج فيه جميع الجيوش بما فيها الدعم السريع شريطة عدم السيطرة عليه من قبل جهة أو أيدلوجيا بعينها، وفق ما ذكر موقع قناة روسيا نقلا عن مراسله في السودان.

وتعقد القوى السياسية المدنية الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري غدا الاثنين اجتماعا في العاصمة أديس أبابا لبحث سبل إنهاء الحرب والحث على ضرورة الاستجابة الإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى