سياسة

تصاعد وتيرة الاحتجاجات بكازاخستان … ما القصة؟


ارتفعت وتيرة الاحتجاجات بكازاخستان، منذ الأحد الماضي . احتجاجات نتج عنها ألف جريح وسقوط عشرات القتلى. مما أسفر عنه اضطراب الوضع الداخلي بالبلاد.

واجب حفظ السلام

وأرسلت وزارة الدفاع الروسية، جراء إرتقاع وتيرة الاحتجاجات بكازاخستان، وحدات من قواتها، بنطاق واجب حفظ السلام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي.

حيث صرحت في بيان لها أنه تم نقل أولى الوحدات من قوام القوات الأساسية للمجموعة الروسية لقوات حفظ السلام لكازاخستان. عبر طائرات النقل العسكري الجوي. كما صرحت بأن هاته العملية لا تزال متواصلة.

تدخل أميركي 

وقاد طالب أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، بعد اتصاله مع نظيره الكازاخستاني، مختار تيليوبردي، لتسوية سلمية للأوضاع بكازاخستان.
في بيان ، صرح نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، بأن بلينكن تحدث مع تيليوبردي بشأن حالة الطوارئ المتواصلة بكازاخستان.
كما شدد وزير الخارجية الأميركي، على الدعم الشامل من الولايات المتحدة للمؤسسات الدستورية بكازاخستان وحرية الإعلام. ودعا لحل الأزمة بشكل سلمي واحترام لحقوق الإنسان.

بداية الوقائع 

وتأتي بداية الوقائع بالثاني من يناير، مع خروج المتظاهرين الغاضبين. جراء ارتفاع أسعار الغاز النفطي المسال إلى الشوارع في جاناوزين غربي البلاد، وهي واقعة شبه نادرة في بلد يوصف بـ”الاستبدادي”. 

وامتدت التظاهرات لتصل الى مدينة«أكتاو» الإقليمية الكبرى، على ضفاف بحر قزوين، وغيرها من المناطق المجاورة. وحث قاسم جومارت توكاييف الرئيس الكازاخستاني، بالرابع من يناير السكان على «الحذر» وعدم الرضوخ للاستفزازات.

أعلنت الحكومة في محاولة منها لتهدئة الشعب الغاضب خفض سعر الغاز. لكن ذلك لم يجدي نفعا بل جمعت تظاهرة الآلاف من الأشخاص بعاصمة كازاخستان الاقتصادية. حيث رددوا شعارات منها «نريد استقالة الحكومة!» و«ارحل أيها الرجل العجوز.
وقد أعلن الرئيس حالة الطوارئ بعدة مناطق من التي تشهد تظاهرات أهمها نور سلطان وألماتي مع فرض حظر تجول ليلي.

حضر وسائل التواصل 

وعرفت كازاخستان حضروسائل الاتصال؛ حيث تم رفع الخدمة عن تطبيقات المراسلة كـ«واتساب» و«تلجرام» و«سيجنال» في المساء.
وساهم حضر وسائل الاتصال والإنترنت لتوسع مجال التظاهرات. ولامتصاص غضب الشارع أقال الرئيس الكازاخستاني، رئيس الحكومة وحل مكانه مؤقتا نائب رئيس الوزراء علي خان سميلوف، بالخامس من يناير. لكن يظهر أن المبادرة لم تطفئ اللهيب المشتعل بالشارع الذي قرر مواصلة التظاهرات. وبنفس اليوم أعلنت الشرطة أن أزيد من 200 شخص أوقفوا بعد الاحتجاجات الليلية، وأصيب حوالي مئة شرطي.

 

وبرغم إلقاء الشرطة قنابل صوتية وغازا مسيلا للدموع، اقتحم آلاف المتظاهرين بلدية ألماتي بالخامس يناير والمبنى الإداري الرئيسي بالعاصمة الاقتصادية. وشب حريق بالمبنى ذاته، ثم توجّه المتظاهرون نحو المقر الرئاسي بالمدينة حيث أضرموا النار، تماما كما فعلوا في مبنى البلدية. وسيطروا لفترة وجيزة على المطار.
ورد الرئيس الكازاخستاني بحزم على المتظاهرين معلنًا أنه: سيتولى بنفسه رئاسة مجلس الأمن النافذ الذي كان يتولاه حتى ذلك الوقت سلفه.

تمديد حالة الطوارئ

قامت كازاخستان بتمديد حالة الطوارئ بكافة ارجاء البلاد. في حين تحولت الاحتجاجات لأعمال شغب ارتفعت وتيرتها بمناطق مختلفة من البلاد. وقد طلب الرئيس الكازاخستاني المساعدة من موسكو وحلفائها، ونسب أعمال الشغب إلى إرهابيين تدربوا خارج البلاد. 

وفي بيان من الشرطة الكازاخستانية، قالت فيه أنها أصدرت عملية لمكافحة الإرهاب بألماتي. حيث قتلت عشرات المتظاهرين الذين كانوا يسعون للهيمنة على مبان إدارية ومراكز تابعة للشرطة. وأعلنت عن تسجيل 18 قتيلا وأكثر من 700 جريح بصفوفها.

وكشفت التقارير المحلية الكازاخستانية عن إصابة ألف شخص، علاوة عن توقيف واعتقال ألفي متظاهر. وتهدف الحكومة الكازاخستانية لتهدئة الشارع؛ إذ أمرت بتحديد سقف لأسعار الوقود لمدة ستة أشهر.

تفادي السفر إلى كازاخستان

دعت الحكومة الاتحادية الألمانية مواطنيها بتفادي السفر لكازاخستان على خلفية الاضطرابات التي تعيشها حاليًا.

حيث أعلنت وزارة الخارجية الألمانية عن اغلاق قنصليتها بألماتي، حتى إشعار آخر، وأضافت أن الإشراف القنصلي سيكون متاحًا فقط عبر السفارة في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان.

استنكار الاتحاد الأوروبي

استنكر الاتحاد الأوروبي أعمال العنف بكازاخستان أثناء الاحتجاجات المعارضة لرفع أسعار الغاز وما تبعها من سقوط قتلى بين المحتجين وقوات الأمن. وطالب بإيجاد حل سلمي للأزمة.

وقالت نبيلة ماسارلي المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية، إن الاتحاد يتابع الوضع بكازاخستان عن كثب. لاسيما بعد إعلان الدولة حالة الطوارئ وندين استخدام العنف ونعرب عن أسفنا لخسارة الأرواح.

وأضافت نطالب بوضع حد للعنف وندعو كافة الجهات لإيجاد حل سلمي للأزمة. وقالت إن الاتحاد يؤكد استعداده “لحشد جهوده لدعم الحوار.

ونشبت احتجاجات بالمناطق الغربية من كازاخستان في ظل قرار حكومي برفع أسعار الغاز. ورغم إعلان الحكومة أنها ستراجع الأمر في قرارها بعد وقوع التظاهرات. إلا أن هذه الأخيرة لم تعرف معنى الهدنة بل امتدت لأنحاء أخرى في البلاد. حيث دخل المتظاهرون باشتباكات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن، أسفرت عن وقوع قتلى ومصابين من الجانبين. ما دفع الرئيس قاسم جومارت توكاييف لإقالة الحكومة وإعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى