الشرق الأوسط

تصعيد غير مسبوق بين حزب الله وإسرائيل.. لبنان أمام شبح الحرب


تبادلت إسرائيل وحزب الله اليوم الأحد أعنف إطلاق للنار منذ بداية المواجهات بينهما على خلفية حرب غزة، إذ نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفا مكثفا منذ ما يقرب من عام من الحرب عبر جنوب لبنان، في حين أعلنت الجماعة اللبنانية مسؤوليتها عن هجمات صاروخية على أهداف عسكرية في شمال إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب نحو 290 هدفا أمس السبت بما في ذلك آلاف فوهات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله، مضيفا أنه سيواصل ضرب أهداف للجماعة المتحالفة مع إيران، بينما قالت الأخيرة على قناتها على تيلغرام “قامت المقاومة ‏الإسلامية يوم الأحد باستهداف قاعدة ومطار رامات ديفيد بعشرات من الصواريخ من ‏نوع فادي 1 وفادي 2، وذلك ردا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مختلف ‏المناطق اللبنانية”.

وتعد الهجمات الصاروخية على رامات ديفيد أعمق ضربات يعلن حزب الله المسؤولية عنها منذ بدء الأعمال القتالية.

وأعلنت فصائل مسلحة عراقية متحالفة مع إيران في بيان مسؤوليتها عن هجوم بطائرات مسيرة على إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد.

وقال حزب الله  إنه استهدف بعشرات الصواريخ مجمعات صناعات عسكرية إسرائيلية وقاعدة جوية رئيسية قرب مدينة حيفا، بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي شنّ غارات مكثفة على أهداف للحزب في جنوب لبنان بينها “آلاف” من قاذفات الصواريخ.

وأصيب  12 إسرائيليا  بجروح متوسطة جراء قصف صاروخي من لبنان باتجاه شمال إسرائيل . وذكر موقع 0404  الإسرائيلي اليوم الأحد أن صاروخا أصاب بصورة مباشرة منزلا في بلدة كريات بياليك جنوب حيفا ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص تم نقلهم إلى المستشفى.

بدورها أفادت قناة 14 الإسرائيلية بإصابة مباشرة في مبنيين في كريات بياليك، مشيرة إلى إطلاق حزب الله اللبناني صباح الأحد وابلا كثيفا من الصواريخ على المستوطنات في الشمال.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أن حزب الله أطلق حوالي 85 صاروخا من لبنان على شمال إسرائيل. وأعلنت قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل الأحد أنها أمرت بإغلاق كل المدارس في مناطق شمال البلاد القريبة من الحدود مع لبنان، بعد إطلاق حزب الله دفعات من الصواريخ في وقت مبكر.

وأفادت الجبهة الداخلية بأن المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى ستبقى مغلقة حتى الساعة السادسة مساء الاثنين (15:00 ت غ).

وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية اليوم الأحد إن تعليمات صدرت للمستشفيات في شمال إسرائيل بنقل عملياتها إلى منشآت تتمتع بحماية إضافية من نيران الصواريخ والقذائف، مضيفة أن مستشفى رمبام في مدينة حيفا سينقل المرضى إلى منشأته الآمنة تحت الأرض.

تضرر مبان في شمال اسرائيل بسبب رشقات صاروخية من حزب الله
تضرر مبان في شمال اسرائيل بسبب رشقات صاروخية من حزب الله

وحذّرت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان الأحد من أن المنطقة تقترب من “كارثة وشيكة”، وسط ارتفاع منسوب التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، مشددة على أن الحل العسكري لن يفيد أي طرف.

وقالت المنسقة الأممية جينين هينيس-بلاسخارت على منصة إكس “مع اقتراب المنطقة من كارثة وشيكة، لا يمكن التشديد بما يكفي على أنّه لا يوجد حلّ عسكري من شأنه أن يوفّر الأمان لأيّ طرف”.

وأبدى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قلقه حيال التصعيد بين إسرائيل ولبنان، لكنه قال إن قتل إسرائيل قياديا كبيرا في حزب الله يعاقب الجماعة التي تصنفها واشنطن جماعة إرهابية.

وكان يشير على ما يبدو للرجل الثاني في القيادة الميدانية لقوات الرضوان التي تعتبر من قوات النخبة ابراهيم عقيل الذي اغتالته اسرائيل ومجموعة أخرى من القيادات الكبيرة في الرضوان.

وأضاف سوليفان للصحفيين في ولاية ديلاوير الأميركية “على الرغم من أن خطر التصعيد حقيقي، فإننا نعتقد في الواقع أن هناك أيضا طريقا فريدا للتوصل لوقف الأعمال القتالية ولحل دائم يجعل الناس على جانبي الحدود يشعرون بالأمان”.

وألغى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي زيارة كانت مقررة لنيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتتبادل إسرائيل والحزب المدعوم من طهران القصف عبر الحدود منذ قرابة 11 شهرا على خلفية الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس في قطاع غزة.

وتصاعدت حدة المواجهات بينهما هذا الأسبوع، مع سلسلة تفجيرات طالت أجهزة اتصال يستخدمها عناصره في عملية منسوبة للدولة العبرية، وإعلان الأخيرة شنّ ضربة جوية في معقله بالضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة استهدفت اجتماعا لقيادة قوة الرضوان، وحدات النخبة في حزب الله.

وأعلنت إسرائيل السبت شنّ “غارات واسعة” على أهداف للحزب في جنوب لبنان مستخدمة “عشرات” المقاتلات.

وقتل 39 شخصا وأصيب قرابة ثلاثة آلاف آخرين بجروح، وفق وزارة الصحة اللبنانية، جراء تفجير آلاف “أجهزة بايجرز” الثلاثاء، ثم أجهزة اتصال لاسلكي الأربعاء يستخدمها عناصر الحزب.

وأقر الأمين العام للحزب حسن نصرالله الخميس بأن حزبه تعرض لضربة “كبيرة وغير مسبوقة” في تاريخه، متوعدا إسرائيل التي لم تعلق على الضربات بـ”حساب عسير”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الأحد أنه رصد “عبور قرابة 85 مقذوفا من لبنان إلى أراضي إسرائيل” بعيد السادسة صباحا (03:00 ت غ)، في حين تمّ إطلاق “قرابة 20 مقذوفا” في دفعة سابقة قرابة الساعة الخامسة.

وكان الحزب نشر خلال الأشهر الماضية مقاطع فيديو قال إن مسيّرات عائدة له التقطتها في أجواء إسرائيل، وحدّد فيها أهدافا عسكرية محتملة بينها القاعدة ومجمع الصناعات العسكرية قرب حيفا.

وارتفعت إلى 45 قتيلا حصيلة القتلى جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعا لمسؤولين عسكريين في حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، وفق حصيلة جديدة أوردتها وزارة الصحة اللبنانية الأحد مع استمرار عمليات رفع الأنقاض لليوم الثالث على التوالي.

وكانت الوزارة أفادت في حصيلة سابقة عن مقتل 37 شخصا، منهم 16 على الأقل نعاهم الحزب بينهم قائدان عسكريان بارزان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى