تصعيد في غزة وتوسع استيطاني في الضفة.. إسرائيل تفرض معادلات جديدة
في خطوة جديدة تعكس تصاعد السياسات الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية، وافقت الحكومة الإسرائيلية على مخطط يهدف إلى فصل عدد من الأحياء الاستيطانية عن المناطق الفلسطينية المحيطة بها، في خطوة اعتبرها محللون مقدمة لإضفاء الطابع الرسمي على توسع المستوطنات. يأتي هذا القرار في سياق توتر متزايد على الأرض. حيث تسعى تل أبيب إلى تعزيز سيطرتها الأمنية والإدارية في الضفة، مستغلة الأوضاع الإقليمية المضطربة.
-
نذر حرب جديدة: القلق يساور الأوساط الإسرائيلية مع تصاعد التوترات
-
استمرار الغارات الجوية على غزة وسط آمال بتهدئة قريبة
وبينما تبرر الحكومة الإسرائيلية هذه الخطوة باعتبارها جزءًا من سياسة “تنظيم الوضع القائم”، ترى السلطة الفلسطينية والفصائل المقاومة أن القرار بمثابة تحدٍّ صارخ للقوانين الدولية. وتصعيد خطير في مخططات ضم الأراضي الفلسطينية. هذه المستجدات تأتي وسط تصاعد العمليات العسكرية في غزة واستمرار الغارات الإسرائيلية، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة.
الاستيطان يتوسع.. خطة إسرائيلية جديدة لإعادة ترسيم الضفة
وافقت الحكومة الإسرائيلية، الأحد، على خطة تقضي بفصل 13 حيًّا استيطانيًا في الضفة الغربية المحتلة عن محيطها الفلسطيني، تمهيدًا لمنحها وضعًا قانونيًا كمستوطنات مستقلة. وذلك في خطوة تُعدّ سابقة في مسار التوسع الاستيطاني الإسرائيلي.
وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أعلن عن القرار عبر حسابه على منصة “إكس”، مشيرًا إلى أن الحكومة ماضية في “تنظيم المستوطنات بدلًا من إخفائها”. معتبرًا أن هذه الخطوة تشكل تقدمًا على طريق “السيادة الفعلية في يهودا والسامرة”. وفق المصطلح الإسرائيلي المستخدم للإشارة إلى الضفة الغربية. يأتي هذا الإعلان بعد فترة وجيزة من موافقة الحكومة على بناء عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية الجديدة، في تصعيد لسياسات تهويد الضفة الغربية.
الأهداف والدوافع الإسرائيلية
تُبرر الحكومة الإسرائيلية هذه التحركات باعتبارها “ضرورية لأمن المستوطنين”. خاصة بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، والذي زاد من مخاوف تل أبيب من احتمال تنفيذ عمليات مماثلة في الضفة الغربية.
-
الضربات الإسرائيلية تحول صور إلى مدينة منكوبة
-
هل تنهي الضربات الإيرانية الإسرائيلية المتبادلة حرب الظل؟
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن عملياته المستمرة في الضفة تهدف إلى “مكافحة الإرهاب”، مع استهداف من يُشتبه في أنهم مسلحون فلسطينيون.
ردود فعل فلسطينية ودولية
القرار الإسرائيلي قوبل بإدانة شديدة من وزارة الخارجية الفلسطينية. التي وصفته بأنه “انتهاك صارخ للشرعية الدولية”، مؤكدة أن هذا التحرك يعكس نوايا إسرائيل لضم الضفة الغربية بشكل غير معلن.
أما حركة حماس، فقد رأت في الخطوة “محاولة يائسة لفرض وقائع جديدة على الأرض. وتكريس الاحتلال الاستيطاني”، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه المخططات.
على الصعيد الدولي، يواصل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة التحذير من خطورة التوسع الاستيطاني، مؤكدين أن المستوطنات تُعدّ غير قانونية وفق القانون الدولي. وتمثل عقبة رئيسية أمام أي تسوية سياسية للصراع.
-
تفاصيل العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية: ما وراء المداهمات والاعتقالات؟
-
بعد استئناف الحرب في غزة وتصاعد التوترات مع الحوثيين.. واشنطن تعزز وجودها العسكري بالشرق الأوسط
العمليات العسكرية في غزة تتواصل.. قصف وعمليات إخلاء في رفح
في تطور موازٍ، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة. حيث شهدت مدينة رفح غارات مكثفة أسفرت عن مقتل 41 فلسطينيًا خلال الساعات الماضية. وفقًا لتقارير وزارة الصحة في غزة، التي أعلنت أن حصيلة القتلى منذ بدء الحرب تجاوزت 50 ألفًا، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 113 ألفًا.
على وقع القصف المستمر، وجّه الجيش الإسرائيلي إنذارًا عاجلًا لسكان حي تل السلطان في رفح بضرورة الإخلاء الفوري، واصفًا المنطقة بأنها “ساحة قتال خطيرة”. وبحسب المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، فإن العمليات تهدف إلى “ضرب المنظمات الإرهابية”، في إشارة إلى الفصائل الفلسطينية المسلحة.
وفي مشهد متكرر، استخدمت الطائرات الإسرائيلية منشورات لإبلاغ السكان بضرورة الإخلاء والتوجه نحو مناطق “آمنة”. إلا أن العديد من الجهات الحقوقية تشكك في مصداقية هذه الادعاءات، خاصة في ظل تزايد أعداد الضحايا المدنيين، واستمرار الأزمة الإنسانية في القطاع.
-
تحت الضغط العسكري.. حماس تحافظ على خيارات التفاوض مفتوحة
-
غارات إسرائيلية على دمشق تسفر عن مقتل 20 شخصًا
استئناف العمليات العسكرية.. تصعيد بلا أفق
بعد هدنة استمرت أسابيع، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة. مشيرة إلى أنها تسعى لمواصلة الضغط على حماس للإفراج عن الرهائن المحتجزين.
إلا أن هذه الاستراتيجية قوبلت بانتقادات واسعة. حيث ترى الفصائل الفلسطينية أن إسرائيل “تستخدم ملف الرهائن ذريعة لمواصلة عدوانها وتدمير غزة”.
وفي ظل استمرار القصف، زادت معاناة المدنيين الفلسطينيين مع انقطاع الكهرباء ونقص الإمدادات الطبية، بعد أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية. ما أدى إلى تفاقم الأزمة المعيشية لأكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع.