تطبيعا مع السعودية.. هرتسوغ يستعجل في خطاب بالكونغرس الأميركي
صرح الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في خطاب ألقاه بالكونغرس الأميركي اليوم الأربعاء إن “يد إسرائيل ممدودة لأي شريك سلام قريب أو بعيد”.
مضيفا “نصلي من أجل السلام مع السعودية”، في أحدث مؤشر على مساعي الدولة العبرية لتطبيع علاقاتها مع الممكلة، في وقت لا تزال فيه الرياض متمسكة بموقفها الواضح إزاء واحد من الملفات الأكثر حساسية.
وأعرب هرتسوغ عن شكره لواشنطن على الجهود التي تبذلها بغية التوصل إلى اتفاق سلام بين تل أبيب والسعودية، مضيفا بالقول “نصلي من أجل ذلك اليوم”.
وقال “هذه بالنسبة لي لحظة فخر وفرح أن أقف أمام الكونغرس، شعب إسرائيل ممتن إلى ما لا نهاية للوعد القديم الذي تم الوفاء به والصداقة التي نشأت بيننا على طول الطريق”.
وتطرق الرئيس الإسرائيلي إلى اتفاقات السلام التي وقعتها بلاده مع دول عربية عام 2020 (الإمارات والبحرين والمغرب والسودان) والتي تعرف بـ”اتفاقات إبراهيم”.
وقال “منذ توقيع الاتفاقيات زار أكثر من مليون إسرائيلي هذه الدول وهذا تعبير واضح عن رغبتنا في الاندماج بالمنطقة”.
وتابع “هذا سلام راسخ في الثقة والأمل والازدهار وهو تغيير حقيقي في قواعد اللعبة، كل واحدة من هذه الاتفاقيات التاريخية التي غيرت مسار الشرق الأوسط تم تحقيقها بمساعدة أعظم صديق لنا، الولايات المتحدة” وأردف “يد إسرائيل ممدودة وقلوبنا منفتحة على أي شريك سلام قريب أو بعيد”.
وتابع “نشكر الولايات المتحدة على عملها تجاه تعزيز السلام بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية وهي دولة رائدة في المنطقة وفي العالم الإسلامي بأسره ونصلي أن يأتي هذا اليوم وأن يجلب معه ثورة حقيقية في تاريخ الشرق الأوسط وفي تاريخ العالم بشكل عام”.
ولا تقيم السعودية أي علاقات مع إسرائيل وتؤكد عادة أنها ترفض تطبيع العلاقات قبل حل القضية الفلسطينية، كما لم تعترض الرياض على إقامة جارتيها الخليجيتين الإمارات والبحرين علاقات مع إسرائيل في عام 2020.
الرئيس الإسرائيلي: “لا يمكن للعالم أن يظل غير مبال بالدعوات لتدمير إسرائيل”
كما جددت الممكلة موقفها تجاه التطبيع مع إسرائيل خلال القمة العربية الأخيرة التي أفضت إلى إجماع القادة العرب على أن القضية الفلسطينية قضية مركزية، متمسكين بالحقوق الفلسطينية بما في ذلك إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.
وتطرح الرياض شروطا أخرى من بينها بناء برنامج نووي سلمي للأغراض المدنية وهو ما تعترض عليه إسرائل إلى جانب رفضها أي تفوق عسكري للسعودية في المنطقة.
وتطرق الرئيس الإسرائيلي في كلمته للبرنامج النووي الإيراني قائلا “دولة إسرائيل عازمة على منع إيران من امتلاك قدرات نووية”، مضيفا “لا يمكن للعالم أن يظل غير مبال بالدعوات لتدمير إسرائيل، يجب على إسرائيل والولايات المتحدة منع التهديد”.
وتابع “هناك احتمال أن تصبح إيران دولة عتبة نووية، إما بسبب تجاهل أفعالها أو كجزء من تسوية دبلوماسية معها وهذا أمر لا يمكن تصوره”.
وتمتلك تل أبيب أسلحة نووية غير خاضعة للرقابة الدولية حيث لا تقر بامتلاكها وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها.
كما تطرق هرتسوغ في كلمته إلى الاحتجاجات التي تشهدها إسرائيل منذ 28 أسبوعا على خطة الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو لـ”إصلاح القضاء” والتي تقول إنها تهدف إلى إعادة التوازن بين السلطات (التشريعية والقضائية والتنفيذية)، فيما تعتبرها المعارضة “انقلابا سلطويا”.
وقال “إسرائيل تفتخر بديمقراطيتها وحماية الأقليات وحقوق الفرد التي يشرعها الكنيست وتحافظ عليها المحكمة العليا ونظام قضائي مستقل”.
ومضى هرتسوغ الذي استضاف على مدى شهور مفاوضات بين الائتلاف الحكومي والمعارضة لم تفض إلى نتائج “سأستمر ببذل قصارى جهدي للتوصل إلى إجماع عام واسع والحفاظ على الديمقراطية الإسرائيلية”.
ووصل الرئيس الإسرائيلي إلى العاصمة الأميركية واشنطن الثلاثاء في زيارة دبلوماسية هي الثانية له، التقى خلالها الرئيس الأميركي جو بايدن.