الشرق الأوسط

تغييرات مرتقبة.. السوريون يترقبون حكومة جديدة بآمال معلقة


أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الأربعاء من دبي، أن حكومة جديدة في البلاد ستؤلف مطلع الشهر المقبل، على أن تكون “ممثلة للشعب السوري قدر الإمكان وتراعي تنوعه”. وذلك بالتزامن مع تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر الوطني، في ظل استياء شعبي من أداء الحكومة الحالية ومخاوف بشأن التنوع السياسي في البلاد.

وتواجه الحكومة الجديدة في سورية تحديات على جميع المستويات يتصدرها الوضع المعيشي وانهيار البنية التحتية وسوء الخدمات، إضافة إلى الفوضى الأمنية، في حين ينتظر السوريين بوادر الانفراج.

وفي لقاء حواري في إطار فعاليات القمة العالمية للحكومات في دبي، قال الشيباني إن “الحكومة التي ستطلق في الأول من آذار/مارس المقبل ستكون ممثلة للشعب السوري قدر الإمكان وتراعي تنوعه ونريد أن يشعر الشعب السوري بالثقة تجاهها”.

وكانت هيئة تحرير الشام التي تقود السلطة الجديدة في دمشق، كلّفت بعد يومين من إطاحتها نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر، محمّد البشير .الذي كان يقود حينها حكومة في مناطق سيطرتها في شمال غرب سوريا، تولي رئاسة حكومة تصريف الأعمال حتى الأول من آذار/مارس.

وأكد الشيباني أن الشعب السوري “شريك في التغيير”. مضيفا “جميع التغييرات والتعديلات التي أجريناها خلال الشهرين الماضيين في مسألة خارطة الطريق السياسية كانت منبثقة ومستلهمة من التشاورات مع الجاليات القادمة من الخارج وأيضا من المجتمع المدني في الداخل”.

وغداة إعلانه في 29 كانون الثاني/يناير رئيسا انتقاليا للبلاد. تعهد الشرع إصدار “إعلان دستوري” للمرحلة الانتقالية بعد تشكيل “لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغّر” وحلّ مجلس الشعب.

وذكرت مصادر مطلعة وأنباء متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي أن الرئاسة السورية اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني تضم خمسة رجال وسيدتين. وهم كل من الباحث حسن الدغيم، وهو كاتب وباحث سوري، خريج علوم إسلامية من جامعة دمشق حاصل على دبلوم فقه مقارن. وباحث في شؤون الجماعات الإسلامية.

وماهر علوش وهو كاتب وباحث سوري، له مقالات ودراسات تتعلق بالشأن السوري. بما في ذلك العدالة الانتقالية والمحاسبة في سوريا. ومحمد مستت وهو طبيب سوري، كان يشغل منصب مدير الرعاية الأولية في وزارة الصحة بحكومة الإنقاذ السورية.

ويوسف الهجر، كان يشغل مدير المكتب السياسي لـ “هيئة تحرير الشام”، بالإضافة إلى هند قبوات، وهي سياسية وباحثة وناشطة مجتمع مدني. ومديرة قسم حوار الأديان وحل النزاعات في معهد الأديان والدبلوماسية في جامعة جورج ماسون، وأستاذة زائرة في كلية الحقوق في جامعة هارفارد، وهي رئيسة منظمة “تستقل” المختصة بتعليم النساء. سبق أن شغلت عضوية “الهيئة العليا للمفاوضات” بين عامي 2015 – 2017، والنائب السابق لرئيس مكتب “هيئة التفاوض” في جنيف بين عامي 2017 – 2022.

وضمت اللجنة أيضا هدى الأتاسي، وهي مهندسة معمارية سورية. نشطت في مجال العمل التطوعي والخيري في القطاع الإنساني في سوريا. وعملت على قضايا تمكين المرأة ومساعدة الأطفال، وركزت على النازحين داخل سوريا، والمساعدة في إيواء اللاجئين السوريين في لبنان. وتشغل منصب المديرية الإقليمية لهيئة الإغاثة الإنسانية الدولية.

ويأتي ذلك بعد لقاء أجراه الشرع، مع وفد من “هيئة التفاوض السورية” و”الائتلاف الوطني السوري”. في قصر الشعب بدمشق، لتسليمه الملفات الخاصة بعمل المؤسستين تمهيدا لإعلان حلهما.

وسبق أن أعلن الشرع أنه سيتم تشكيل لجنة تحضيرية. ستجري مشاورات موسعة مع مختلف الأطياف السورية قبل انعقاد المؤتمر.

وكانت الحكومة السورية المؤقتة قد أعلنت في يناير الماضي تأجيل عقد مؤتمر الحوار الوطني حرصا منها على تشكيل لجنة تحضيرية موسعة لهذا المؤتمر تستوعب كافة شرائح ومناطق البلاد. ومن المرتقب أن يضم أكثر من 1000 شخص من مختلف شرائح المجتمع السوري.

وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ذكر الشرع أن إدارته ستمنح الفرصة لجميع فئات المجتمع للمشاركة بالمؤتمر. وأشار إلى أن الحكومة ستترك القرارات المهمة والحساسة في الفترة الانتقالية لتصويت المشاركين في المؤتمر.

وبعد وصولها إلى دمشق، اتخذت الإدارة الجديدة قرارات واسعة النطاق. تشمل حلّ كل الفصائل المسلحة، إضافة الى الجيش والأجهزة الأمنية القائمة في العهد السابق. وإلغاء العمل بالدستور وحلّ مجلس الشعب وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود.

وقال الشرع إن بلاده ستحتاج من أربع إلى خمس سنوات لتنظيم انتخابات.

ومنذ إطاحة الأسد، تشكل دمشق وجهة لوفود دبلوماسية عربية وغربية. تبدي دعمها للسلطات الجديدة وتحثها على إشراك كل المكونات السورية في المرحلة الانتقالية.

وذكر وزير الخارجية السورية خلال مؤتمر صحفي أسعد الشيباني مع نظيره الأردني أيمن الصفدي بالعاصمة عمّان، في ختام جولة خارجية شملت قطر والإمارات. وبحث خلالها الأوضاع في سوريا وسبل التعاون مع هذه الدول.

وقال الشيباني “قررنا التريث بعقد المؤتمر الوطني حتى يتسنى تشكيل لجنة تحضيرية موسعة للمؤتمر تستوعب التمثيل الشامل لسوريا من كافة الشرائح والمحافظات”.

وأضاف أن هذه اللجنة التحضيرية “ستكون حجر أساس في إنشاء الهوية السياسية لسوريا المستقبل”.

ولفت إلى أن الإدارة الجديدة ببلاده “تنظر للتنوع في سوريا على أنه مصدر قوة لبناء دولة موحدة وليس على أنه مشكلة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى