تغيير في القمة.. هل ينجح «جنرال الظل» في إعادة تشكيل الغابون؟
تحديات سياسية واقتصادية جسيمة تنتظر رئيس الغابون الجديد بريس أوليغي نغيما، الذي أظهرت مؤشرات شبه نهائية فوزه في الانتخابات.
وفاز رئيس النظام العسكري في الغابون بريس أوليغي نغيما بالانتخابات الرئاسية بنسبة 90.35% من الأصوات. بحسب النتائج الأولية التي أعلنتها وزارة الداخلية اليوم الأحد، وفقا لـ”فرانس برس”.
وكان أوليغي الذي أنهى أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة بونغو في آب/أغسطس 2023. وتولى منصب الرئيس الانتقالي، تعهد بإعادة الديموقراطية إلى البلاد.
تحديات تواجه الرئيس الجديد
وحسب خبراء فرنسيين متخصصين في الشأن الأفريقي. فإن فوز نغيما يضعه أمام مسؤوليات جسيمة وتحديات سياسية واقتصادية خانقة، ليبقى السؤال: هل سينجح في التحوّل من قائد عسكري إلى زعيم مدني يعيد بناء الثقة ويحقق التغيير؟
وقال لوران بيجو، الباحث في “معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية” (IRIS) في حديث إن “بريس أوليغي نغيما أمامه مفترق طرق حقيقي. فإما أن يتحول إلى زعيم مدني قادر على إطلاق إصلاحات عميقة وتحقيق المصالحة الوطنية، أو ينزلق إلى إعادة إنتاج نمط الحكم السلطوي الذي أطاح به”.
واعتبر أن الغابون تواجه تحديات جمّة، أبرزها البطالة المتفشية. والخدمات المتردية إضافة إلى الدين العام الهائل البالغ 73.3% من الناتج المحلي في 2024.
وأضاف أن المواطنين في الغابون، لديهم آمال كبيرة بعد عقود من الفساد وسوء الإدارة في عهد أسرة بونغو.
ورأى أنه من المفترض أن يُعيد هذا الاقتراع البلاد إلى النظام الدستوري. بعد سنوات من الاضطرابات في بلد غني بالنفط ولكن يعاني اقتصادياً.
بدورها، حذرت ماريان دورفال، أستاذة العلوم السياسية في جامعة السوربون في حديث من أن “الإجماع الشعبي الظاهر .قد يتلاشى إذا لم يواكب أوليغي نغيما الوعود بإجراءات ملموسة في الملفات الأكثر إلحاحاً”.
إحصاءات الانتخابات
وتوجه الناخبون في البلد الواقع في وسط إفريقيا أمس بأعداد كبيرة إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات تؤذن بنهاية الحكم العسكري. وتشير أحدث الأرقام غير النهائية الصادرة عن وزارة الداخلية إلى أن نسبة المشاركة بلغت 70.4%.
وفي اليوم التالي للاقتراع كانت شوارع العاصمة ليبرفيل هادئة – خلافا للانتخابات السابقة عامي 2016 و2023 التي تخللتها توترات واضطرابات.
وأدلى الناخبون في هذا البلد البالغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة بأصواتهم وسط ارتفاع في معدلات البطالة وانقطاعات مستمرة للتغذية بالكهرباء. والمياه وضعف في البنى التحتية وديون حكومية ضخمة.
من هو الرئيس الجديد؟
وفي أغسطس/آب 2023، أطاح الجنرال بريس أوليغي نغيما بحكم علي بونغو. وعُرف عنه أنه واحد ممن اعتادوا البقاء في الظل، وهو رجل يحتفظ بهدوء، ولا ينفعل إلا نادرًا.
ولد لأسرة ميسورة ومقربة من عائلة بونغو، وواصل مسيرة والده المهنية في الجيش وترقى سريعا في صفوفه.
وفي سن مبكرة، التحق بالحرس الجمهوري، وظل يصعد في أروقة القصر حتى بات مساعدا للرئيس الأب عمر بونغو، الذي حكم الغابون 41 عاما، لكن الرئيس الابن علي بونغو أقصاه من الدائرة المقربة. وعينه ملحقا عسكريا في سفارتي الغابون بالمغرب والسنغال.
وفي أكتوبر/تشرين الثاني 2018، عاد إلى الغابون. ليتولى رئاسة “جهاز استخبارات الحرس الجمهوري” ليستعيد ثقة “الوريث” ويصعد من جديد في أروقة الحُكم، إلى أن عُين رئيسا للحرس الجمهوري.وبعدما أعلن فوز بونغو الابن بفترة رئاسية ثالثة، في الانتخابات التي جرت في أغسطس 2023. قرر الجنرال القوي إنهاء 55 عاما من حكم أسرة بونغو.
