سياسة

تفاصيل الخطة البديلة لتنظيم الإخوان المسلمين


كشفت المناوشات بين الإعلامي المنشق حسام الغمري وكوادر جماعة الإخوان على شبكات التواصل الاجتماعي جانباً من أدوات الصراع العميق داخل صفوفها وأجيالها.

فإنّ الجيل الذي يسيطر على الجماعة في الوقت الحالي هو جيل الخمسينيات والستينيات من تلاميذ سيد قطب المتهمين في قضية تنظيم 1965، ويصارعهم على قيادة الجماعة جيل السبعينيات من تلاميذ عمر التلمساني، الذي نجح في تجنيدهم وضمهم إلى التنظيم في منتصف السبعينيات بعد خروج الإخوان من السجون، ويتمزق بين الجبهتين جيل الثمانينيات والتسعينيات الذي تربى في الجماعة وهي مستقرة تنظيمياً، وشارك في العمل النقابي والسياسي والإعلامي.

وأظهرت الوثيقة المسرّبة التي نشرها الغمري الصراع الدائر بين أجيال الإخوان، مؤكدة صدور تعليمات إلى اللجان الإعلامية بضرورة تشويه القيادة الإخوانية القديمة وتحميلها فاتورة الفشل الذي لحق بالتنظيم في أكثر ميادين عملها، مستخدمين الإعلام واللجان الإلكترونية التابعة لهم ومجموعات (واتساب) والمجموعات على (تليغرام).

وشددت الوثيقة على ضرورة الحرق الإعلامي للفريق القديم، والإلحاح على وصمه بالفشل، والمطالبة بدعم النائب، “في إشارة إلى القيادي الإخواني حلمي الجزار”، كوسيلة ضغط على الوجوه القديمة ومحاصرتها، وإرساء قواعد جديدة لإدارة العمل تعتمد على الإعلام كوسيلة ضغط على أيّ قيادة حالية أو مستقبلية”. 

وحول الوجه الحقيقي للإخوان داخلياً الذي كشفه الغمري، يرى الكاتب والباحث في الجماعات الإسلاموية عمرو عبد المنعم،  أنّ ما نشره الإعلامي المنشق يكشف التعليمات الداخلية التي رافقت محاولات ترتيب الأوضاع داخل جبهة لندن قبل تولي صلاح عبد الحق قيادة الجماعة، ولا تحمل أيّ مفاجأة في مضمونها، وقيمة التعليمات أنّها تؤكد المؤكد من انعدام القيم لدى الصف الإخواني، فالتآمر بين أفراد الجماعة جينات متوارثة نتيجة تشبّعهم بروح المؤامرة.

وأوضح عبد المنعم أنّ “الخلافات بين أجيال الجماعة لم تعد خافية على أحد، وأنّ خطة دفع حلمي الجزار إلى صدارة المشهد كانت تعتمد على محاصرة المجموعة القديمة “التاريخية”، وتحميلها فاتورة الفشل كاملة، بخطة إعلامية قوامها شيطنة القطبين، مقابل الترويج لحلمي الجزار على أنّه المجدد وجامع شعث الجماعة، والقادر على إتمام المصالحة بين الجبهات وبين الإخوان والدولة المصرية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى