سياسة

تفاصيل جديدة عن عملية قتل زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن


كشفت مجلة أمربكية كواليس جديدة عن عملية قتل زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن، وكيفية تلقي الرئيس الأسبق، باراك أوباما، الخبر.

“مبروك، قتلت أسامة بن لادن”، بهذه الكلمات زف رئيس أركان الجيش الباكستاني أشفق كياني الخبر للرئيس الأمريكي خلال الساعات التي تلت المداهمة التي نفذتها قوات العمليات الخاصة الأمريكية وأسفرت عن مقتل أخطر رجل في العالم في ذلك الوقت، بحسب مجلة “بوليتيكو” الأمريكية.

وظهرت قوات الجيش الباكستاني في المجمع السكني لعائلة بن لادن في مدينة أبوت آباد الباكستانية، وحصلت على تأكيد من أفراد العائلة بمقتله، وفق الرواية الجديدة التي نشرتها بولتيكو في الذكرى العاشرة لمقتل زعيم تنظيم القاعدة.

طول بن لادن

وبعدها، طلب الأدميرال ويليام ماكرافين، الذي أشرف على تنفيذ المداهمة قبل 10 سنوات، من أحد أفراد قوة “سيل البحرية” (قوات خاصة)، ويدعى نيفي سيل، للرقود بجانب جثمان بن لادن، الذي وضع داخل حقيبة للجثث، من أجل الحصول على قياس تقريبي لطوله.

وأوضح ماكرافين: “علمت أن طول بن لادن كان حوالي 6.4 أقدام.. رأيت بعض شباب سيل البحرية يقفون بالجوار فقلت لأحدهم: يا بني، ما طولك؟، فقال: سيدي، طولي 6.2 قدم. فقاله له: أحتاج منك أن ترقد هنا”.

وأورد ماكرافين هذه الشهادة في كتابه “قصص البحر” أو “سي ستوريز”، كما وردت بعض التفاصيل في شهادة أوباما التي ضمنها في كتابه “أرض الميعاد”.

وعبرت فرقة “سيل البحرية” بعد ذلك الحدود إلى مدينة جلال آباد في أفغانستان ومعهم جثمان بن لادن، وكان ذلك قبل ساعات على إعلان البيت الأبيض مقتل زعيم تنظيم القاعدة.

ووفق مايك ليتر، المدير السابق للمركز الوطني لمكافحة الإرهاب، كسر أوباما الجمود بمزحة ألقاها خلال اجتماع عبر تقنية الفيديو كونفرنس.

ومازح أوباما ماكرافين، قائلًا: “لقد فجرت لتوك مروحية هليكوبتر بقيمة 65 مليون دولار، وليس لديك ما يكفي من المال لشراء شريط قياس؟”، في سخرية من طريقته في قياس طول جثمان بن لادن.

خيارات أوباما الصعبة

وتصف الرواية الجديدة التي كتبها جاريت جراف في مجلة “بوليتيكو” أيضًا القرار الصعب لتحديد ما إذا كان سيتم القيام بعملية المداهمة من الأساس أم لا.

لكن معالم النصحية معروفة، إذ حثت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون على اتخاذ إجراء على مضض، بينما شدد نائب الرئيس آنذاك جو بايدن على توخي الحذر.

ووفق النائب السابق لمستشار الأمن القومي بن رودس، عمل بايدن كثيرًا على باكستان على مدار سنوات، وحدد بالفعل مخاطر حدوث خطأ، واحتمال وقوع مواجهة مع الباكستانيين.

وشدد بايدن حينها على احتمال رد الفعل السلبي في باكستان، التي أغضبها التوغل في أراضيها. كما خشيت الولايات المتحدة أن إبلاغ السلطات الباكستانية بالعملية قبل إنطلاقها، يمكن أن يتسبب في حدوث تسريب للمعلومات من شأنه أن يفسد الأمر كله.

وقال جون برينان المدير السابق لـ”وكالة المخابرات المركزية” الأمريكية: “أعتقد أن جو بايدن كان أكثر قلقًا حول احتمالية فشل المهمة. وما سيعنيه ذلك بالنسبة لباراك أوباما وإمكانية وصوله لفترة ولاية ثانية على رأس الإدارة الأمريكية

وبعد مناقشة بغرفة العمليات، سحب بايدن كل من رودس ورئيس أركان البيت الأبيض دينيس ماكدونو إلى غرفة اجتماعات صغيرة.

وسأل بايدن: “هل تعتقدون أنه “أي أوباما” سيفعل ذلك “سيأخذ قرار  القيام بالمداهمة”؟”، وقال الاثنان: “نعم، بالتأكيد. لقد قال دائمًا إنه سيفعل.”

وقال رودس: “الأمر المثير للاهتمام في ذلك هو أن بايدن قال: (انظرا، أرى أن دوري هو محاولة توسيع خياراته)، بمعنى أن بايدن كان يحاول التأكد من أن أوباما لديه مساحة كبيرة لاتخاذ قراره”.

دور ممثل هوليوود

وانتشرت الأخبار في أرجاء واشنطن وعبر الإنترنت بينما استعد أوباما لإخبار الأمة بأن المطاردة انتهت، وسارع مساعدوه لمحاولة إيصال المراسلين إلى البيت الأبيض من أجل الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي لإعلان مقتل بن لادن.

لكن في تطور غريب، كان من بين أول من علموا شيئا عما حدث قبل حتى الإعلان الرسمي، بل وكشف عنه كان الممثل الشهير دواين جونسون المعروف باسم “ذا روك”.

وكتب “ّذا روك” تغريدة الساعة 10:24 مساء يوم 1 مايو/أيار عام 2011: “وصلتني معلومة ستصدم العالم.. أرض الأحرار.. موطن الشجعان، فخور لكوني أمريكي”.

وقال رودس إن الإدارة صدمت عن كيفية وصول الممثل الشهير للمعلومات، مضيفا: “كيف علم ذا روك بشأن الأمر. لا أملك أدنى فكرة من أين يحصل على معلوماته لكنها معلومات جيدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى