تفاقُم الأزمة الروسية الأوكرانية يهدد النظام البيئي العالمي

يواجه العالم خطرا كبيرا يتمثل في أزمة غذائية وبيئية مرتقبة، حيث تسببت الأزمة الروسية الأوكرانية فيما أسماه العلماء بالإبادة البيئية، كما أثرت الصراعات على المنتجات الزراعية الأوكرانية بصورة كبيرة والتي كانت تسمى بـ “سلة حبوب العالم”.

وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، فإن شعب أوكرانيا أصبح على دراية قاسية بالحرب والموت، فلن ينسى الشعب الخسائر البشرية التي عانوا منها، حيث تواجه أوكرانيا أيضًا تدميرًا للموئل والطبيعة على نطاق يتردد صداه إلى ما هو أبعد من حدودها، في حين أنه يكاد يكون من المستحيل قياسه، يجب فهم اتساع وعمق هذا الضرر.

انهيار بيئي

وأفادت الصحيفة البريطانية، بأن الأزمة المشتعلة بين أوكرانيا وروسيا كان لها تأثيرات سلبية وخيمة على الأنهار والغابات والحقول الأوكرانية، العديد من المحميات الطبيعية في أوكرانيا – الحياة الحيوانية والبحرية والمياه والتنوع البيولوجي المذهل – تعرضت لأضرار بالغة أو تلوث، حيث تسربت السموم من الصناعات والبنية التحتية المتضررة، ليصبح الأمن الغذائي العالمي في خطر، ولا يسع العالم أن يتجاهل هذا التهديد البيئي المتزايد.

وتابعت أنه تم تسليط الضوء على التهديد الهائل لبيئة أوكرانيا في يونيو، مع الانهيار الاستثنائي لسد نوفا كاخوفكا الضخم، الذي تسبب في تراجع أحد أكبر خزانات المياه في أوروبا، حيث أدى هذا إلى فيضان كارثي دمر أكثر من 40 مدينة وقرية وواحدة من أكثر المناطق الزراعية قيمة في العالم، وتم سكب أطنان من النفط في نهر دنيبرو، كما تم نثر عدد لا يحصى من الألغام الأرضية في النهر والبحر الأسود، مما أدى إلى تسرب السموم أيضًا.

كارثة تهدد العالم

وأكدت الصحيفة أن العالم يشعر بقلق اليوم من أن تلوح في الأفق كارثة بيئية أكبر حجمًا في محطة زابوريزهيا للطاقة النووية في أوكرانيا. حيث زار رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، زابوريزهزهيا في يونيو ووصف الوضع بأنه “متقلب للغاية”. إن اللعب بالمتفجرات في محطة للطاقة النووية يهدد بضرر بيئي لأوكرانيا وأوروبا بأسرها فالتلوث النووي لا يتوقف عند الحدود.

وتابعت أنه عقب انتهاء الأزمة الروسية الأوكرانية، يتعين أن تسترشد إعادة إعمار أوكرانيا وصناعاتها بأهداف خضراء صافية صفرية. وستحتاج أهداف إعادة الإعمار البيئي إلى دعم قوي من المجتمع الدولي، لكن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة الآن. حيث يجب إعطاء الأولوية لتدابير منع المزيد من الكوارث البيئية أو تخفيف الضرر – حتى أثناء الأزمة.