سياسة

تقرير: قطر تستهدف الصحفيين الدوليين


كشفت وكالة أسوشيتد برس بأن قطر “الحليف الرئيسي” للولايات المتحدة في الخليج العربي، تواجه تدقيقا متزايدا بشأن علاقاتها بالإرهاب، بعد أن أقامت عائلة صحفي أمريكي مقتول دعوى قضائية اتهمت فيها النظام بالدوحة بأنها مسؤولة عن قتله.

الحليف الرئيسي

وأعلنت عائلة ستيفن سوتلوف في دعوى قضائية يوم الجمعة إن مؤسسات قطرية بارزة أرسلت 800 ألف دولار إلى “قاض” تابع لتنظيم “داعش” أمر بقتل سوتلوف وصحفي أمريكي آخر، هو جيمس فولي.

حيث تم قطع رأس الاثنين في سوريا عام 2014، وتم تصوير عملية القتل ونشرها في مقاطع فيديو دعائية مروعة.

وذكرت عائلة سوتلوف في بيان جاء بدعواها القضائية: “نريد أن نفعل كل ما في وسعنا للتأكد من عدم معاناة أي أسرة أخرى مما عانينا”.

يذكر أنه في وقت سابق من هذا العام، صنف بايدن قطر كحليف رئيسي من خارج الناتو، وقال بايدن في يناير أثناء استضافته لأمير قطر الحاكم، تميم بن حمد آل ثاني، في البيت الأبيض: “قطر صديق جيد وشريك موثوق”.

انتقادات المسؤولين الأمريكيين

لكن قطر، التي كانت من أقوى الداعمين الدوليين للثورة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، واجهت منذ فترة طويلة انتقادات من بعض المسؤولين الأمريكيين لسماحها أو تشجيعها على تمويل الجماعات المتطرفة في سوريا، فضلا عن دعمها المباشر وغير المباشر للإخوان المسلمين وحركة حماس.

وقالت قطر إنها تدين الإرهاب، لكن المسؤولين سلموا أيضا بأن جهودها ربما تكون قد ساعدت الأشخاص الخطأ، إذ قال حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق. في مقابلة عام 2017 مع الصحفي الأمريكي تشارلي روز: “انظر، في سوريا، الجميع ارتكب أخطاء، بما في ذلك بلدك”.

وزعم أن قطر لم تمول قط عن قصد الجماعات المتطرفة في سوريا وقطعت التمويل عن أي جماعة علمت أن لديها “أجندة” أخرى.

لكن محامو عائلة سوتلوف في الدعوى القضائية قالوا إن المسؤولين القطريين إما “يعرفون أو يتجاهلون بتهور” حقيقة أن إرهابيي داعش الذين يمولونهم سيستهدفون الأمريكيين بالخطف والتعذيب والقتل.

ولا يمكن عادة مقاضاة الدول الأجنبية والمسؤولين الحكوميين في المحاكم الأمريكية. لكن قانون مكافحة الإرهاب الأمريكي يسمح لضحايا الإرهاب بالسعي للحصول على تعويضات من الكيانات الخاصة المرتبطة بالحكومات.

وتُعتبر قطر الخيرية وبنك قطر الوطني هما أبرز المتهمين في قضية سوتلوف، إذ سهّلا عن عمد تمويل الجماعات الإرهابية.

وبحسب الدعوى فإن المؤسسة الخيرية والبنك قدموا 800 ألف دولار إلى فاضل السالم، الذي وصل إلى سوريا قادما من تركيا ثم تزعم فصيل إرهابي تابع لتنظيم داعش وبعدها أصبح “قاضيا شرعيا”.

كما جاء في شكوى سوتلوف أن السالم وقع “حكم الجزاء القانوني” الذي يأمر بقتل فولي وسوتلوف وكذلك هو من قاد القافلة التي نقلت الاثنين من السجن إلى مكان تنفيذ حكم الإعدام الذي أصدره بحقهما.

ولم يرد ممثلو قطر الخيرية وبنك قطر الوطني على الفور على طلبات للتعليق، وبينما يبقى مكان “السالم” الحالي مجهولا أحرز المدعين العامين الأمريكيين تقدما كبيرا في قضايا جنائية منفصلة ضد اثنين من مقاتلي تنظيم داعش البريطانيين المسؤولين عن مقتل سوتلوف وثلاثة أسرى أمريكيين آخرين وهما أليكساندا كوتي والشافعي الشيخ.

وتم الحكم على أليكساندا كوتي بالسجن مدى الحياة، وقالت الأم شيرلي سوتلوف في جلسة النطق بالحكم ضد كوتي: “سنبقى مصدومين إلى الأبد بسبب فقدان ابننا الحبيب، إننا أشخاص تعيش في فيلم رعب”.

الجدير ذكره أيضا أن دعوى سوتلوف المرفوعة في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا لم تكشف عن كيفية الحصول على المعلومات الواردة في الشكوى. لكنها تضمنت مستوى عالي من التفاصيل. مثل رقم حساب مصرفي محدد، ومقاطع من بيان مكتوب بخط اليد للإقرار بالمدفوعات والسجلات القضائية لتنظيم داعش.

وتتهم الدعوى أيضا أن أفراد العائلة المالكة القطرية ومسؤولين حكوميين عملوا مع جماعة الإخوان المسلمين والمخابرات التركية لتمويل الجماعات المتطرفة في سوريا بهدف تقويض نظام الأسد.

كما وردت اتهامات مماثلة عن قطريين بارزين يمولون جماعات إرهابية في قضيتين قضائيتين جاريتين رُفعتا في لندن نيابة عن اللاجئين السوريين.

يقول المحامي المقيم في لندن الذي يمثل اللاجئين بن إميرسون، إن هناك دليلا واضحا على أن المسؤولين الأمريكيين اختاروا غض الطرف عن تمويل الإرهاب القطري في سوريا لأن الولايات المتحدة بحاجة إلى مساعدة قطر في مجالات أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى