سياسة

تكنولوجيا التخفي: مادة ثورية وراء تفوق الطائرات الأمريكية


تلعب المواد الماصة لموجات الرادار (RAM) دورا محوريا في تحديد فاعلية تخفي الطائرات الحربية، ما يمنحها أفضلية الوجود الشبحي.

ومع تحوّل خاصية التخفي إلى ركن أساسي في تصميم الطائرات العسكرية الحديثة، بات من الضروري دراسة التقنيات المختلفة التي تمكّن الطائرة من تحقيق الشبحية، وأبرز المواد التي تؤثر بشكل مباشر على تصميم المقاتلات وفعاليتها العملياتية.

ما هي المواد الماصة للرادار؟

المقصود بـRAM هي مواد مصممة خصوصا لامتصاص موجات الرادار بدلا من عكسها، ما يقلل من المقطع الراداري للطائرة ويجعلها أقل قابلية للرصد عبر أنظمة الرادار، بحسب مجلة ناشيونال إنترست.

وتزداد أهمية هذه الخاصية في الحروب الحديثة، حيث أصبحت أنظمة الدفاع الجوي أكثر تطورا، وقادرة على كشف وتتبع وتدمير الأهداف الجوية من مسافات بعيدة.

مقاتلة إف-22 رابتور أمريكية

كيف تعمل هذه المواد؟

تقوم المواد الماصة للرادار بخفض المقطع الراداري للطائرة عبر تحويل طاقة موجات الرادار الساقطة إلى حرارة أو إعادة توجيهها بعيدًا عن سطح الطائرة.

بهذه الطريقة، تقل كمية الطاقة المنعكسة إلى الرادار المعادي، ما يمنح الطائرة فرصة أفضل لتفادي الاكتشاف والبقاء في أثناء تنفيذ مهام خلف خطوط العدو، مثل الاستطلاع أو الضربات العميقة أو قمع الدفاعات الجوية.

كيف تُصنع المواد الماصة للرادار؟

تُصنع هذه المواد باستخدام الجزيئات المغناطيسية والبوليمرات المتطورة، وتُطبق كطبقات رقيقة أو صفائح مركبة أو حتى أقمشة ناعمة قابلة للطي تُغلف بها أجزاء محددة من الطائرة مثل مداخل الهواء أو أسطح التحكم.

وفي بعض الحالات، يُدمج هذا النوع من المواد مباشرةً في هيكل الطائرة نفسه، عبر المركّبات المستخدمة في بناء جسم الطائرة.

وفي السنوات الأخيرة، دخلت المواد النانوية والذكية على الخط، وهي قادرة على تغيير خصائصها حسب الظروف المحيطة، ما يُعقّد مهمة الرادارات الحديثة أكثر فأكثر.

أي الطائرات تستخدم المواد الماصة للرادار؟

أشهر التطبيقات المبكرة لهذه التقنية كانت على طائرة لوكهيد إف-117 نايت هوك، أول طائرة شبحية عملياتية في العالم.

وقد اعتمدت الطائرة على مزيج من الأسطح المضلعة وطلاءات المواد الماصة للرادار، ما جعل مقطعها الراداري منخفضا بشكل غير مسبوق حتى بدت “شبه غير مرئية” لرادارات تلك الحقبة، لشتكل بذلك بداية لعصر الطيران الشبحـي.

لاحقا، ومع تطور تقنيات الرادار -كما ظهر في حادثة إسقاط طائرة إف-117 فوق صربيا عام 1999- واصلت الطائرات الحربية تطوير قدراتها على التخفي، من خلال دمج مواد ماصة للرادار أكثر تطورًا. ومن أبرز أمثلة الجيل الجديد لوكهيد مارتن إف-22 رابتور و لوكهيد مارتن إف-35 لايتنينغ II.

ما مدى فاعليتها؟

مقاتلة إف-22 رابتور أمريكية

تعتمد فاعلية المواد الماصة للرادار على عدة عوامل، منها:

– مدى سماكة هذه الألواح.

-نطاق الترددات المستهدفة.

– زاوية سقوط الموجات.

– المتانة في مواجهة الظروف البيئية.

فالتعرض لعوامل مثل المطر، أو أشعة الشمس فوق البنفسجية، أو التغيرات الحرارية يمكن أن يضعف من أداء هذه المواد. لذلك يعمل المصممون باستمرار على تطويرها لتكون أكثر قوة واستدامة.

ماذا يتطلب الحفاظ على الطائرات الشبحية؟

تحتاج الطائرات الشبحية إلى برامج صيانة دقيقة ومكثفة للحفاظ على سلامة طبقات المواد الماصة للرادار، إذ إن أي تدهور في الطلاء قد يؤدي إلى تراجع فعالية التخفي للطائرة ويقلل من فرص بقائها في ساحة المعركة. وهذا بدوره يرفع بشكل كبير من تكاليف الصيانة.

ومع استمرار تطور أنظمة الدفاع الجوي، وارتفاع متطلبات التخفي لمواجهتها، يُتوقع أن يواكب تطوير المواد الماصة للرادار هذه التحديات، باعتبارها العامل الحاسم في بقاء التخفي سلاحا فعالا في الحروب المستقبلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى