إيران

تهدئة نووية؟ طهران تفتح أبواب منشآتها أمام التفتيش الدولي


أبدت طهران المنخرطة في مفاوضات نووية مع واشنطن، الأربعاء استعدادها لفتح أبواب منشآتها في وجه مفتشين أميركيين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال تم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، في تحول لافت في موقف طهران التي لطالما عرقلت التفتيش. في وقت تشير فيه تقارير إلى اقتراب مخزونها من اليورانيوم المخصب من النسبة التي تخوّل لها تصنيع سلاح نووي.

وقال رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية محمد إسلامي”إذا أثيرت قضايا. وتم التوصل إلى اتفاق وتم أخذ مطالب إيران في الاعتبار. فإننا سنعيد النظر في احتمال قبول مفتشين أميركيين” من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ويأتي هذا الإعلان في وقت يقوم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بزيارة إلى سلطنة عمان، الوسيط في المحادثات النووية بين واشنطن وطهران.

ومن المقرر أن يزور مسؤول من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران في الأيام المقبلة. والمحادثات التي بدأت في 12 أبريل/نيسان، بوساطة عُمانية، هي الأعلى مستوى بين البلدين منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي أبرم في عام 2015، خلال الولاية الرئاسية الأولى لدونالد ترامب.

وأكد إسلامي أنه منذ ذلك الحين “رفضنا دائما المفتشين من الدول المعادية. لإيران والذين تصرفوا دون مبادئ”، معربا عن استعداده لمراجعة هذا الموقف.

وانتهت الجولة الخامسة من المحادثات الجمعة في روما من دون تحقيق تقدم يذكر. لكن الطرفين أبديا استعدادهما لمواصلة المناقشات.

وتشتبه الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل العدو اللدود لإيران. والتي يعتبرها الخبراء القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، في أن طهران تسعى لامتلاك السلاح النووي. رغم نفيها المتكرر.

ووفق تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تقوم إيران حاليا بتخصيب اليورانيوم حتى 60 بالمئة، وهو ما يفوق بكثير الحد الأقصى البالغ 3.67 بالمئة. الذي سمح به الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع القوى الكبرى والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عام 2018.

ويقدر الخبراء أن اليورانيوم المخصب يمكن أن تكون له تطبيقات عسكرية ابتداء من نسبة 20 بالمئة أما لصنع قنبلة ذرية فيحتاج الأمر إلى نسبة تخصيب تبلغ الـ90.

وفي سياق متصل أكد رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية .اليوم الأربعاء أن أي اتفاق بين إيران والولايات المتحدة يفرض قيودا نووية جديدة على طهران. يجب أن يشمل عمليات تفتيش “صارمة جدا” من الوكالة.

وتابع “أنا متأكد من أنه سيكون كذلك لأنه يعني التزاما جديا للغاية من جانب إيران وهو ما يجب التحقق منه”. ومع ذلك لم يُشر غروسي إلى ضرورة استئناف طهران تنفيذ البروتوكول الإضافي، وهو اتفاق يُوسع نطاق إشراف الوكالة ليشمل عمليات تفتيش مفاجئة للمواقع غير المعلنة. وطبقته الجمهورية الإسلامية بموجب اتفاق عام 2015 حتى انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018.

وردا على سؤال بشأن إذا كان يقصد تطبيق البروتوكول، قال غروسي “أنا عملي جدا”، مضيفا أن هذا لم يكن موضوعا في المحادثات. ورغم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست جزءا من المحادثات، فإنها على تواصل مع الجانبين بمن فيهم المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف.

وقال “لا أعتقد أنهم يناقشون الأمر بهذه الطريقة. لا أرى أن النقاش يدور حول المعايير القانونية الواجب تطبيقها أو عدم تطبيقها. أميل إلى اعتبار هذا أمرا أكثر تخصصا”.

وبينما بدا أن المحادثات تسير في طريق مسدود في ظل. تأكيد الولايات المتحدة مرارا أنه لا ينبغي السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم إطلاقا .وتأكيد طهران أن هذا خط أحمر لأن التخصيب هو حقها غير القابل للتنازل عنه، صرح غروسي بأن سد هذه الفجوة ليس مستحيلا. قائلا “أعتقد أن هناك على الدوام حلا. ليس من المستحيل التوفيق بين وجهتي النظر”.

وفي شأن متصل قال مصدران رسميان إيرانيان في وقت لاحق من اليوم الاربعاء إن طهران .ربما تُوقف تخصيب اليورانيوم إذا أفرجت الولايات المتحدة عن أموال إيرانية مجمدة .واعترفت بحق طهران في تخصيب اليورانيوم للاستخدام المدني بموجب “اتفاق سياسي” قد يُفضي إلى اتفاق نووي أوسع نطاقا.

وأضاف المصدران، المقربان من فريق التفاوض، اليوم الأربعاء أنه “يمكن التوصل إلى تفاهم سياسي مع الولايات المتحدة قريبا” إذا قبلت واشنطن شروط طهران. وقال أحد المصدرين إن الأمر “لم يُناقش بعد” في المحادثات مع الولايات المتحدة.

وبموجب هذا الاتفاق، ستُوقف طهران تخصيب اليورانيوم لمدة عام. وسترسل جزءا من مخزونها عالي التخصيب إلى الخارج، أو تُحوله إلى صفائح وقود نووي لأغراض نووية مدنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى