إيران

تونس الجسر التجاري لإيران لفك عزلتها الدولية


تتطلع تونس إلى تعزيز علاقاتها التجارية مع إيران، التي تطمح من جانبها إلى تعزيز حضورها في السوق الأفريقية، وتسعى إلى أن تكون تونس “جسرها” لتحقيق هذا المطمح وفك عزلتها الدولية.

 

وبدأت وزارة التجارة التونسية تحركات لتعزيز التعاون مع الجانب الإيراني. بعد 24 ساعة فقط من زيارة أداها الرئيس التونسي، قيس سعيد، إلى طهران لتقديم واجب العزاء في الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، وفق ما كشفته مجلة “جون أفريك”.

وقالت المجلة في تقريرها إن وزارة التجارة التونسية “تسعى إلى تعزيز التعاون” مع الجانب الإيراني، وبدأت التحضير لاجتماع مرتقب للجنة التونسية الإيرانية المشتركة. بينما وعدت رئيسة ديوان الوزارة لمياء عبروق بجعل تونس “منصة لتسهيل تصدير المنتجات الإيرانية إلى أنحاء أفريقيا”.

ولا تخفي طهران في المقابل رغبتها في جعل التجارة مع أفريقيا “أولوية” وفق تقرير “جون أفريك” الذي اعتبر أن مستوى العلاقات التجارية بين تونس وإيران لا يزال ضعيفا لكنه قابل للتطور رغم “المخاطر”.

وبلغت التجارة بين طهران والقارة 1.3 مليار دولار في السنة المالية مارس 2022 – مارس 2023. بزيادة 2.24% مقارنة بالسنة المالية السابقة. بحسب الأرقام المطروحة خلال المؤتمر الاقتصادي الإيراني-الأفريقي الثاني الذي انعقد في أبريل الماضي.

وتأتي في صدارة قائمة الشركاء الأفارقة الرئيسيين لطهران جنوب أفريقيا وموزمبيق وغانا.

وبحسب الأرقام التي طرحها التقرير فقد صدرت إيران النفط والأسمدة والصلب من بين بضائع بقيمة 1.2 مليار دولار إلى 49 دولة أفريقية واستوردت منتجات زراعية ومعادن .ولحوما بقيمة 95.3 مليون دولار من 23 دولة، وتخطط طهران للوصول إلى حجم تجارة يصل إلى 10 مليارات دولار في غضون ثلاث سنوات.

وكان الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي قد جعل أفريقيا “أولوية” لكن حجم المبادلات التجارية لا يزال محدودا. حيث تمثل أقل من 1% من إجمالي تجارة إيران مع مختلف الشركاء في العالم.

وقال الباحث كليمان ثيرمي، في مذكرة من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية. نُشرت في ديسمبر 2022 “يواجه النفوذ الإيراني في القارة الأفريقية دائمًا نفس العقبات: غياب التكامل الاقتصادي بين الدول المنتجة للمواد الخام. أو المسافات الجغرافية أو حتى الوعود الإيرانية بمساعدات التنمية التي غالبا لا تحترمها طهران”.

ووفقا لـ “جون أفريك” فإن تونس لا تملك الكثير لتقدمه لطهران. لا الحبوب ولا المواد الخام التي يمكن تصديرها، ولكن قد يكون الفوسفات أحد الموارد التي تشكل سوقا مهمة لطهران التي تستورد الكثير منه لصنع الأسمدة. كما يمكن أن تستفيد طهران من موقع تونس الجغرافي وشراكاتها الاقتصادية المتعددة.

وخلص التقرير إلى أن تونس توفر إمكانيات متعددة لطهران لاختراق الأسواق الصعبة وفك عزلتها الدبلوماسية. مشيرا إلى أن تونس تستفيد في هذا الباب من مواقعها كعضو في السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا. وعضو مراقب في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) وشريك مميز للاتحاد الأوروبي.

وعلى الجانب التونسي، وبينما يبدو أن الرئيس قيس سعيد قد أغلق الباب بشكل نهائي أمام قرض من صندوق النقد الدولي، وبالتالي أمام الضمان المالي الأمريكي. فإن تونس تبحث بشكل محموم عن “دول صديقة” لسد عجز موازنتها، وفقا للتقرير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى