تونس.. القضاء يصدر أحكامه في قضية اغتيال شكري بلعيد
قضت محكمة تونسية، الأربعاء، بإعدام 4 أشخاص والسجن المؤبد لـ2 بتهمة اغتيال السياسي التونسي شكري بلعيد المعروف بمعارضته الشديدة لحركة النهضة، خلال فترة حكم الإخوان قبل 11 عاماً، والذي كان أول اغتيال سياسي تشهده البلاد منذ عقود.
واغتيل شكري بلعيد يوم 6 شباط/فبراير 2013 أمام منزله بأربع رصاصات، في ولاية أريانة بالعاصمة التونسية. وقد أحدث اغتياله صدمة في الطبقة السياسية التونسية أسفرت عن استقالة رئيس الحكومة حمادي الجبالي، وهو أحد مؤسسي حركة النهضة الإخوانية.
وذهبت الاتهامات باتجاه جهاز خاص أو تنظيم سري يتبع حركة النهضة، المرتبطة بتنظيم الإخوان الدولي، كشف عن الوجه القبيح للجماعة خلال “عشريتهم السوداء” في تونس.
وأمس الثلاثاء رفعت رئيسة الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الابتدائية في تونس العاصمة جلسة المحاكمة، وذلك للمداولة التي تسبق النطق بالحكم.
وكان حضور شكري بلعيد الإعلامي قد تصاعد بعد الثورة التي اندلعت في كانون الأول/ديسمبر 2010، فانتقد بقوة الائتلاف الذي حكم تونس بعد انتخابات المجلس التأسيسي، ووجه نقده بالأساس لحركة النهضة متهما إياها بالفشل في قيادة المرحلة الانتقالية والرغبة في الهيمنة على المؤسسات والمشهد السياسي.
كما انتقدها لتساهلها مع المتشددين، واتهمها في آخر مداخلة تلفزيونية له يوم 5 شباط/فبراير 2013 على قناة “نسمة” بالتشريع للاغتيال السياسي.
هذا وكشف المحامي عبد الناصر العويني، عضو هيئة الدفاع عن بلعيد عن وصول رسالة تهديد بالتصفية ضد شكري بلعيد قبل أيام من تنفيذ عملية الاغتيال، لكن الأمنيين المسؤولين في تلك الفترة عندما كان علي العريض وزيراً للداخلية، تعاملوا بلا مبالاة تامة مع الموضوع، على حد قوله.
العويني قال إنّ هيئة الدفاع عن بلعيد كانت طوال 11 سنة في حرب ضد المنظومات التي لا تريد كشف الحقيقة، مؤكداً أنّ ملفات المتهمين وأسماءهم الحركية لم يقع الاطلاع عليها إلا خلال هذه الفترة، وهو ما سيجعل هيئة الدفاع تبحث عن دلائل إضافية على تورط عدة أطراف سياسية في عملية الاغتيال ومحاولتها إخفاء كل الحقائق حتى لا تتم إدانتها، وعدّ أن القضاء التونسي يصطدم بتفاصيل محاكمة غير عادية لجريمة قتل غير عادية كذلك.
وفي تصريحات سابقة، قالت عضو هيئة الدفاع إيمان قزارة إنّه قد تبين أنّ الجهاز السري للإخوان الجهة المدبرة لاغتيال بلعيد، متهمة زعيم التنظيم راشد الغنوشي، بـ”الوقوف وراء العملية، باعتباره رئيس الجهاز الذي لا يمكن لأعضائه القيام بأي عمل دون علمه”.
ووجهت الاتهام مباشرة للغنوشي بالتخطيط لاغتيال بلعيد، فيما تولى تنظيم أنصار الشريعة (المحظور) تنفيذ الاغتيال العملية.