تونس: الهنتاتي يكشف ملابسات اغتيال السبسي.. ما علاقة النهضة؟
جاء في تصريحات الهنتاتي الذي انتمى بوقت سابق لحركة “النهضة”، أنه تمت محاولة اغتياله، وقد وجه إصبع الاتهام للغنوشي.
وقد عالج أيضا قضية وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي. مشيرا أنه قد نظر بالتقرير الطبي العسكري الذي يوضح أنه تم إغتياله عن طريق تسميمه بإشعاعات فلاشت التصوير القاتلة.
وقد تطرق أيضا لصندوق الإخوان الأسود. لافتا أنهم يملكون 3 أجهزة سرية، منبها بنفس الوقت من أن فتح ملفاتهم قد يقود لردود أفعال بشتى الطرق. مشيرا أيضا لطرق الهجمات الإرهابية التي تعرفها تونس عادة حين يضيق الخناق على التنظيم.
وكان السياسي والداعية الإسلامي، الهنتاتي منتميا لحركة النهضة، وقد تم إعتقاله بفعل إنتماءاته وتوجهاته. وقد تخرج من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة وحاز على الدكتوراه بالقرآن الكريم وعلومه، ويتجهز للمشاركة بالانتخابات القادمة.
محاولة اغتيال الهنتاتي
كشف الهنتاتي عن إستهدافه في محاولة إغتيال بالفترة الماضية، موجها اتهامه للغنوشي. حيث قال أوجه اتهامي بذلك لأكثر حزب في الإجرام بالبلاد وهو حركة النهضة، وأيضا الغنوشي رئيس الأجهزة السرية الثلاث لحركة النهضة. حيث لا أحد لديه مصلحة بقتلي غيرهم، ولا أحد يفتي بقتلي إلا هذا الشيخ الزاعم للعلم والمشيخة.
وأضاف: خرجت لصلاة الفجر بالمسجد، إذا بي افاجئ بعطل بمكابح سيارتي رغم أن سيارتي كانت مغلقة. وتأكدت لاحقا من مختص بأنه تم قطع الفرامل ومكبح النجدة ولولا ستر الله لكنت بعداد الموتى.
اغتيال السبسي
وقد عاود الهنتاتي التطرق لقضية وفاة السبسي مشددا أنه تم اغتياله، فقد طرحت هاته القضية عديداعبر لا يفات بالفيسبوك وبعدة مقابلات، ولقد كانت تونس على دراية بهذه المسألة لاسيما رئيس البلاد قيس سعيد.
وأشار أن “فتح القضية سابقا كان سيفتح أبوابا لم يكن سعيد متجهز لها بعد. حيث أن الرجل لم يتولى أي منصب بالدولة التونسية سابقا ولا علاقة له بالمؤسستين العسكرية أو الأمنية. لذلك تحيّن الفرصة المناسبة لفتح هذا الملف، أي أن الباجي قائد السبسي أغتيل وقتل.
وتابع: ” التقرير الطبي العسكري يؤكد ذلك وأملك قانون يحميني وهو قانون النفاذ للمعلومة. إلا أنني لم آخد نسخة منه بل اطلعت عليه فقط وتأكدت أن السبسي قتل”.
ولفت بأنه أغتيل عقب إعلان صراحة، وقد اتعظ سعيد من الخطأ الذي قام به الراحل عندما تكلم قبل أن يبدأ. لهذا سكت ولم يتجاوب وبقي صامتا حتى تحين الفرصة وكانت مناسبة لإثارة هذا الملف”.
وفتحت السلطات التونسية ب 28 ديسمبر الماضي، تحقيقا بقضية وفاة السبسي بعد ما أثارها الهنتاتي. فقدأكد الهنتاتي أنه تسمم بإشعاعات فلاشات التصوير القاتلة في القصر الرئاسي.
إذ تم ضخ مقدار قاتل من الإشعاع النووي عبر فلاش ضوئي محمل بمادة البولونيوم بعملية تصوير تبدو عادية.
وأردف قائلا لا نوجه إتهمانا للمؤسسة العسكرية ولا الطب العسكري وإنما نتفهم كتمان المؤسسة العسكرية بتلك اللحظة لوقائع هذا الخبر.
لكن المؤسسة خرجت عن صمتها حيث تفضلت بمد مجلس الأمن القومي الذي ترأسه قيس سعيد بهذه القضية. حيث أذن بموجب المرسوم 117 لوزيرة العدل جفال بإثارة الدعوى، وفعلا فتح التحقيق الجدي.
وقد أعرب عن سعادته بفتح الملف، حيث لفت بأن النيابة العامة بتونس راسلت المستشفى العسكري لمدها بهذا الملف.
3 أجهزة إخوانية سرية
قال الهنتاتي بأن حركة النهضة تجسد الواجهة السياسية والتجارية من الخارج، لكنها تملك3 أجهزة سرية بالداخل، مالي، عسكري، ومخابراتي.
وأضاف: “أخبر الرأي العام التونسي والعربي والعالمي بأن الأجهزة السرية لحركة النهضة، تطورت تنظيميا وتقنيا بعد الثورة. حيث تحتاج اليوم أكثر من أي وقت لجهازها السري. وعرفت الأجهزة عقب قرارات 25 يوليو الماضي حالة استنفار فائقة وهي بكامل الاستعداد بكافة الاتجاهات وبجميع المستويات لتنفيذ الخطة.
وأكد أن أنصار الغنوشي كانوا على أتم الاستعداد للقيام بأي أمر بغية زيادة لحظة أخرى بالحكم. وأضحى لديهم الآن صراع وجود يستلزم بالنسبة لهم إراقة الدماء وإزهاق الأرواح.
وأطلق الرئيس التونسي ب 25 يوليو الماضي، قرارات استثنائية التونسيين، تتجسد بوقف نشاط البرلمان وإقالة رئيس الحومة هشام المشيشي.
ويرى الهنتاتي أنه “لم يعد للإخوان أي مغزى بالحياة السياسية للتونسيين إلا عن طريق مزاولة الأنشطة الإجرامية.
حيث شدد على أن الإخوان متجهزون لرد الفعل بأي شكل. لهذا أهيب بالمخابرات والمخابرات العامة المدنية وبالقوات الحاملة للسلاح وبالشعب التونسي أن يكون مساندا.
الغنوشي بعين أخرى
وبحسب الهنتاتي فلم يكن الغنوشي يوما ديمقراطيا بالجانب السياسي. معتقدا أنه بالتطلع لهياكل حركة النهضة من الداخل، كان ذلك هدرا للوقت لأنها لم يعد لها وجود.
مردفا: الغنوشي اليوم فاقد لكل شيء رغم إمتلاكه لكل شيء ورغم بقايا آثاره في مؤسسات الدولة”.
وحذر من الفعل الذي قام به سعيد اليوم بأن ثمنه سيكون حياته. ولهذا وجب على الأمن الرئاسي أن يفاقم درجة اليقظة لحماية رئيس البلاد كونه تطرق لأخطر ملف كلف السبسي حياته”.
وأكد بأنه سيكون هو وسعيد بأول قائمة الاغتيال الجديد بالجهاز السري لحركة النهضة. قائلا حقا أنا مهدد بالقتل وإستهدافي هو إستهداف لعائلتي الصغيرة ولعائلتي الكبيرة تونس.
وألتمس الحماية حقا لأنني لم أعد ملك نفسي وقد تواصلت مع الرئاسة بهذا الشأن، وربما أتمكن من الحصول على الحماية قريبا.
شهد شاهد من أهلها
أفاد الهنتاتي “أنه لا ينكر انتماؤه للحركة سابقا. فقد كان ينشط المجال الدعوي الذي يشمل الدراسات الشرعية والعلمية وفيه الدعوى والاستقطاب من المحل الديني. كما أنشط بالمجال الاجتماعي بمساعدة المساجين وفي رعايتهم وتعليم أبنائهم.
وأردف قائلا ذلك لا يلغي إطلاعي على العديد من الأشياء التي قادني إليها الفضول. والثقة التي عندي بالإدانة وفق اعتقادي من منطلق علمي بالشيء ء وإن لم أكن طرفا فيه ولكنني كنت معاينا له.
مضيفا إن الثقة تتأتى من احتسابي بأن أجلي بيد الله وأن تونس تكفل بها الله، لذلك لا أهاب أحدا.
مشددا على أنه لا يعلم أن يردد أحدهم أمامه عبارة “الحركة الإسلامية” عند الحديث عن النهضة.
وقال عن ذلك: “معاذ لله أن يكون الإسلام مدعاة للإجرام وللإرهاب. وتابع بقوله: “لو توفيت قبل الثورة ولو بربع ساعة لمت معتقدا أن الغنوشي صحابي جليل . لكن توضح أن هؤلاء لا صلة لهم بالتونسة ولا بالإسلام ولا بأي مراعاة لخصوصية إنسانية.
وأعلن الرئيس التونسي بمنتصف ديسمبر الماضي عن “مؤامرات” تحاك ضد بلاده، وعن مخططات لاغتيال عدد من المسؤولين.
وقد حذر وقتها مما يخطط له بعض الخونة، الذين باعوا ضمائرهم للمخابرات الأجنبية بغية اغتيال نخبة من المسؤولين. وأشار بأنه توجد مكالمة هاتفية تتحدث عن يوم الاغتيال.
وقد لفت الرئيس التونسي سابقا بأنه يدين أطرافاً سياسية مرجعتيها دينية متطرفة، بالسعي لترتيب مخططات يائسة تصل حد التفكير بالاغتيال.
وتمكنت السلطات الأمنية التونسية، وقتها من الإطاحة بإرهابي خطط لاغتيال الرئيس بزيارة كان سيؤديها لإحدى المدن الساحلية، الواقعة شرقي البلاد.