المغرب العربي

تونس ليبيا و السودان هدف واحد للاستقرار واقتلاع أشواك الإخوان


من تونس مرورا بليبيا وصولا إلى السودان، تحرك قطار الاستقرار يبحث عن محطات يلتقي فيها الفرقاء لرسم طريق السلام الدائم.

مبادرات تابعتها “العين الإخبارية” وهي تتصدر المشهد السياسي في الدول الثلاث، خلال أسبوعين، ترنو إلى رسم خارطة طريق نحو سلام دائم يلم الشمل ويداوي ندوب الماضي.

“إنقاذ تونس”

فمن تونس، اختلفت المبادرات والتسميات، لكنها تقاطعت عن مفترق طرق واحد تؤدي تفرعاته إلى سكة إنقاذ البلاد.

“الأمل الأخير لإنقاذ تونس”.. عنوان حملته مبادرة أطلقها عدد من جنرالات الجيش التونسي، قبل نحو أسبوعين، وموجهة للرئيس قيس سعيد.

والمبادرة التي نشرها العميد مختار بن نصير الرئيس السابق للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، تطالب بإعادة البلاد إلى المسار الصحيح وتجنيبها أي عواقب قد تطرأ جراء انسداد الأفق السياسية.

ولأن الجيش أدرى بمخاطر لا يعرفها غيره، أوضح الجنرالات المتقاعدون أن الدافع وراء رسالتهم هي “المخاطر الجسيمة التي تهدد تونس”، لاسيما وأن “الفساد بات منتشرا، والبلاد أصبحت على شفير انهيار اقتصادي حقيقي”.

وتضمنت رسالة العسكريين المتقاعدين، أن يلقي الرئيس التونسي خطابا في البرلمان، بحضور كل الفرقاء السياسيين، ويدعو فيه إلى وقف كافة التجاذبات، من أجل تجاوز التحديات على كافة أوجهها سواء فيروس كورونا أو الوضع الاقتصادي الصعب.

نافذة أخرى على شاطئ إنقاذ البلاد، فتحها الرئيس التونسي قيس سعيد، عبر مبادرة أعلنها الأسبوع الماضي، تتضمن حوارا وطنيا، يقود لنظام سياسي جديد وتعديل لدستور 2014 الذي قال “كله أقفال”، بانتظار أن يستجيب لها الخصوم.

دعوة رئاسية جاءت في مسعى من سعيّد لحل الأزمة السياسية الحادة التي تعصف بالبلاد، جرّاء خلاف حول الصلاحيات والتحالفات والقرارات بين قصر قرطاج ورئيس الحكومة هشام المشيشي المدعوم من رئيس البرلمان وزعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي الذي لا يملك غير اختيار دق الأسافين بين أبناء البلد لضمان بقائه على الكرسي.

أزمة خانقة اختلقها الإخوان الذين يستثمرون في الفوضى من خلال محاولات خلق حالة من الاستقطاب الحاد يسفر عن مواجهات و”حروب” سياسية تلهي الرأي العام عن المشاكل الحقيقية للبلاد.

وفي الوقت الذي يزرع فيه إخوان تونس الأشواك على طريق الاستقرار، يحاول سعيد مد جسر الحوار في محاولة لقطع الطريق على فرع يدرك أن أجندته لن تتحقق إلا في ظلام النزاعات.

استقرار ليبيا

إلى ليبيا التي بدأت لتوها تتحسس نسائم الفرج، بعد تشكيل حكومة وطنية ومجلس رئاسي، وضعا ملف المصالحة وتوحيد مؤسسات الدولة، على رأس أولوياتهما، للوصول إلى حل دائم ينقذ بلد مزقت أوصاله عشرية من الحرب.

وعلى وقع مؤتمر “برلين 2” الذي ينعقد اليوم الأربعاء في العاصمة الألمانية، استبقت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، الفعالية الدولية بالإعلان عن خارطة للمصالحة والانتخابات وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد.

خارطةٌ رسمتها مبادرة “استقرار ليبيا” التي تحدثت عنها المنقوش، وتتضمن رؤية محلية وأجندة زمنية للمصالحة والانتخابات.

وحول الهدف من المبادرة، أوضحت وزيرة الخارجية أنها “تهدف ولأول مرة أن يأخذ الشعب الليبي زمام أمره ويقود بنفسه هذه العملية بالتعاون مع الدول المشاركة والداعمة لاستقرار بلادنا”.

وستتضمن المبادرة-بحسب المنقوش- إنشاء مجموعة عمل دولية تترأسها ليبيا، على أن تنعقد بصورة دورية على مستوى وزراء الخارجية، بهدف “دعم وتعزيز الرؤية الليبية لحل الأزمة بما فيها تكريس السيادة الوطنية وتحرير القرار الليبي ودعم ومساندة السلطات الليبية في تنفيذ خططها السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية”

ولأن ملف إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا يشكل نقطة مركزية في أجندة لقاء برلين، لفتت وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش إلى أن المبادرة ستعمل على خلق آليات تنفيذية لوضع برنامج زمني واضح لانسحاب هؤلاء.

كما ستركز المبادرة على “خلق آليات تنفيذية لحل المشاكل الأمنية والاقتصادية، تهدف إلى توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة، وتفعيل اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ شروطه” وفق ما ذكرته الوزيرة.

طريق السودان

السودان الذي بدأ يتعافى من سُم دسه الإخوان في أوصاله، هو الآخر يخشى من تعثر إنجازات وضعته على طريق الانعتاق من الإخوان والانفتاح على الآخر.

ولأجل “توحيد قوى الثورة وتحقيق السلام الشامل وتحصين الانتقال الديمقراطي” في البلاد، طرح رئيس الوزراء السوداني، أمس الثلاثاء، مبادرة حملت عنوان “الأزمة الوطنية وقضايا الانتقال – الطريق إلى الأمام”.

وتتضمن مبادرة حمدوك، محاربة الفساد، وتصفية تمكين نظام الإخوان وركائزه، وتكوين جيش وطني موحد، ووقف الانقسام بين قوى الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق عمر البشير، إضافة إلى تحقيق العدالة والسيادة الوطنية، وإنهاء تعدد مراكز القرار، وتأسيس المجلس التشريعي (البرلمان) في غضون شهر.

وبغض النظر عن الخلفيات التي دعت حمدوك إلى تقديم مبادرته في هذا التوقيت، ومدى واقعية معالجتها وفرص نجاحها، إلا أن التحديات الثمانية التي تخللتها تتقاطع عند مرسى الاستقرار والوحدة وإنقاذ البلاد .

مبادرات في الدول الثلاث رسمت أحلام شعوب في غد أفضل مفعم بالأمل والأمن والاستقرار والسلام، خال من أشواك التطرف والإخوان، عبر جدار صد تصنعه لُحمة الأوطان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى