جدل داخل الساحة الفلسطينية.. قيادي في منظمة التحرير يطالب حماس بتحديد ولائها

في تصريحات ترسم ملامح المشهد الفلسطيني لما بعد الحرب، وضع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور، أحمد مجدلاني، حركة حماس أمام خيار استراتيجي ومصيري، مطالبًا إيّاها بتحديد هويتها بشكل قاطع: “هل هي جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية أم امتداد لحركة الإخوان المسلمين؟”.
جاء هذا التحدي المباشر في سياق مداخلة لمجدلاني خلال ورشة عمل بالمغرب، حيث أكد أنّ وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يتبعه إعادة ترتيب للأوضاع الداخلية، ولكن على قاعدة واضحة وهي أنّ منظمة التحرير هي صاحبة الولاية السياسية والقانونية الوحيدة على كافة الأراضي الفلسطينية، وفق ما نقل موقع (أمد).
وأوضح مجدلاني أنّ شروط المصالحة وإنهاء الانقسام اليوم تختلف جذريًا عمّا كانت عليه قبل 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، مشيرًا إلى أنّ “وضع حركة حماس اختلف”، وهناك “ظروف دولية تختلف”.
وشدد مجدلاني على أنّ انضمام أيّ فصيل للنظام السياسي الفلسطيني مرهون بالالتزام بـ “الشرعية الدولية”، معتبرًا أنّ هذا الالتزام هو “سلاحنا الذي نواجه به إسرائيل والأمريكيين”.
وفي إشارة ضمنية إلى ضرورة تخلي حماس عن الأطر الإيديولوجية العابرة للحدود كـ “الإخوان المسلمين”، قال مجدلاني: “لا يمكن أن نكون دولة معترفًا بها من كل العالم، وتكون مكونات النظام السياسي الفلسطيني فيها خلاف على الشرعية الدولية”.
وطالب مجدلاني حركة حماس بضرورة “إجراء مراجعة نقدية شاملة”، رافضًا التصور القائل إنّ “حماس تريد مقاومة، وإنّ منظمة التحرير تخلت عنها”.
وفنّد مجدلاني هذه النقطة، موضحًا أنّ الخلاف ليس على المبدأ، بل على الأسلوب، وأنّ الحركة الوطنية تختار أشكال النضال التي “تنسجم مع المرحلة، وتراكم الإنجازات، وتقلل الخسائر على الشعب الفلسطيني”، في تلميح إلى أنّ النهج الذي اتبعته حماس، كامتداد فكري لحركة الإخوان، لا يخدم بالضرورة الأهداف السياسية الوطنية الفلسطينية.
واعتبر مجدلاني أنّ هذا الخيار الإيديولوجي والسياسي لحماس هو العقبة الأساسية أمام حماية “القضية والحقوق” والممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أنّ منظمة التحرير دفعت “ثمنًا غاليًا” للتمسك بقرارها الوطني الفلسطيني المستقل، ولن تتخلى عنه.