سياسة

جو بايدن أمام خيار صعب بشأن برنامج إيران النووي


معضلة صعبة للغاية يواجهها الرئيس الأميركي جو بايدن، للتوازن بين محاولة تحسين العلاقات مع العالم العربي ومحاولة إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني.

إلا أن بايدن يرى أن موافقة القادة العرب على عقد اجتماع معه في المملكة العربية السعودية هي فرصة ذهبية لتحسين العلاقات الفاترة مع المنطقة العربية. باعتبارها الشريك الإستراتيجي الجدير بالثقة لأن البديل في حال خسرت الولايات المتحدة مثل هذه الفرصة سيكون تغير الدول العربية خريطة تحالفاتها الدولية من أجل حماية مصالحها وتعزيز قدرتهم على التغلب على سوء تقدير بعض حلفائها الغربيين التقليديين فيما يتعلق بضرورة الدفاع عن أمن المنطقة من تهديد إيران التي يعرف عدوانها للجميع والتي لا تكف عن التهديد وإشعال النيران والحروب في المنطقة.

مأزق بايدن

موقع “ذا هيل” الأميركي، أكد أنه في الوقت الذي كانت تخطط فيه الرياض للحصول على تأكيدات من بايدن بأن واشنطن لا تزال شريكًا موثوقًا به في مواجهة التوسع الإقليمي لإيران. التقى المسؤولون الأميركيون والإيرانيون في الدوحة على أمل إحياء الاتفاق النووي العالمي لعام 2015 مع إيران – وهي نفس الصفقة التي تعارضها الرياض لأنها لن تمنع إيران من تطوير أسلحة نووية على المدى الطويل ولأنها لن تفعل شيئًا لكبح رعاية طهران الإرهابية والأنشطة الإقليمية الأخرى المزعزعة للاستقرار.

وتابع: إنه بالنسبة لواشنطن فإن السؤال هو ما إذا كان بإمكانها طمأنة زعيم الدول العربية التي تسعى لمواجهة نفوذ إيران والتوصل إلى تسوية نووية مؤقتة مع الأخيرة.  فالخطر، بالطبع، هو أن واشنطن بهذه الإستراتيجية ستخسر على الجبهتين، تفشل في إحياء الاتفاق النووي وتغذي المزيد من المخاوف بين المسؤولين السعوديين والعرب من أنهم قد يحتاجون إلى إعادة النظر في اعتمادهم الكبير على واشنطن للأمن الإقليمي، وتعقيبًا على الأزمة. قال مصدر دبلوماسي أميركي، إن بايدن فشل في السابق في تحدي المملكة العربية السعودية، وأي خسارة جديدة ستتحمل الإدارة الأميركية وحدها تبعاتها. فالعرب لن يخسروا شيئًا في النهاية، ووفقًا للموقع. فإن الولايات المتحدة الأميركية تحتاج بشدة لدول الخليج لزيادة إنتاج النفط وخفض الأسعار العالمية وإنقاذ الولايات المتحدة من أسوأ أزمة اقتصادية. حيث يحتاج بايدن بشدة لأي دفعة سياسية تنقذ حزبه الديمقراطي قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.

نوايا إيران الخبيثة

وبحسب الموقع الأميركي، فإن آمال بايدن في تعزيز العلاقات الأميركية السعودية هي مجرد سبب إضافي للتساؤل عن سبب استمرار الإدارة الأميركية في إحياء الاتفاق النووي الذي في أحسن الأحوال من شأنه أن يقيد مساعي إيران النووية فقط حتى انتهاء مدة الاتفاق في السنوات المقبلة، كما أن الدول العربية ترى أن الصفقة لن تقيد برنامج إيران للصواريخ الباليستية ذات الصلة بالأسلحة النووية أو تجبر طهران على تغيير سلوكها الإقليمي، وفي الوقت نفسه فإن الاتفاق لن يجبر المسؤولين الإيرانيين على التعاون مع المفتشين النوويين أكثر مما فعلوا قبل أن يسحب الرئيس ترامب الولايات المتحدة من الصفقة في عام 2018. وأفاد الموقع بأن إيران لم تظهر أي نوايا جيدة قبل انطلاق المفاوضات. حيث أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا في أوائل يونيو يحث طهران على التعاون الكامل مع المفتشين الذين أثناء التحقيق في نشاط نووي مشتبه به في ثلاثة مواقع غير معلنة، ردت طهران بأنها ستفصل 27 كاميرا في المواقع ذات الصلة بالمجال النووي والتي كانت مصممة لمراقبة امتثالها للاتفاق النووي. ما يعني بشكل عام أن التزام بايدن بإحياء الاتفاق النووي ليس فقط إشكالية من حيث كبح النشاط النووي الإيراني. ولكن أيضًا يهدد بتقويض جهوده لإعادة العلاقات مع الرياض وباقي العواصم العربية التي أصبحت ذات أهمية متزايدة للمصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى