الشرق الأوسط

حرب غزة بيومها الـ133.. يوميات الرعب


كل الأرقام في غزة تتراكم بشكل ضوئي لترفع منسوب الرعب وتقلص هامش تفاؤل تلاشى تدريجيا تحت وطأة الدمار والموت والخوف.

هكذا تدخل غزة يومها الـ133 من الحرب، لتضيف إلى يومياتها فصلا جديدا لا يكاد يختلف عن سابقه سوى ذلك الفاصل التراكمي من المعاناة، وسط مخاوف كثيرة وآمال قليلة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ قوّاته تنفّذ عمليّة في مجمع ناصر الطبّي المحاصر في مدينة خان يونس بجنوب القطاع، حيث يَشتبه بوجود جثث لرهائن كانت حركة حماس تحتجزهم في المرفق الطبّي، الذي يؤكّد أطبّاء ومسعفون أنّه يواجه وضعا “كارثيا”.

بالتوازي مع ذلك، يكثّف المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة، دعواته لثني إسرائيل عن شنّ هجوم واسع النطاق في رفح، حيث يوجد نحو 1,5 مليون فلسطيني محاصرين على الحدود مع مصر.

وسبق أن حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من شنّ إسرائيل عمليّة في رفح دون وجود خطّة لحفظ سلامة المدنيّين. وقال البيت الأبيض في بيان إنّ بايدن “كرّر موقفه لناحية أنّ عمليّة عسكريّة يجب ألّا تتمّ دون خطّة موثوقة وقابلة للتنفيذ تضمن أمن المدنيّين بالمدينة”.

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيّ اعتراف دولي بدولة فلسطينية خارج إطار استئناف محادثات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية. قائلًا إنّ خطوة كهذه “ستُقدّم مكافأة كبيرة للإرهاب”.

وبعد أيّام من القتال في محيطه مع عناصر حماس، أكّد الجيش الإسرائيلي أنّ قوّاته الخاصّة دخلت مستشفى ناصر، وهو الأكبر في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينفّذ “عمليّة دقيقة ومحدودة” في المستشفى. بعد حصوله على “معلومات استخباريّة موثوقة من عدد من المصادر. بما في ذلك من الرهائن المُفرج عنهم، تُشير إلى أنّ حماس احتجزت رهائن في مستشفى ناصر. وأنّه قد تكون هناك جثث لرهائننا فيه”.

ولم يُقدّم الجيش أدلّة على هذه الاتّهامات أو يردّ على الفور على أسئلة لوكالة فرانس برس بشأن التاريخ الذي كان فيه هؤلاء الرهائن موجودين بمستشفى ناصر. وإذا كان قد سبق للجيش أن حدَّد وجود رهائن بأحد مستشفيات القطاع.

من جهتها، أفادت وزارة الصحّة التابعة لحماس بأن الجيش الإسرائيلي “يقتحم مستشفى. ناصر ويُحوّله إلى ثكنة عسكريّة”. ويستهدف “مقرّ الإسعاف وخيام النازحين ويجرف المقابر الجماعيّة داخل مجمع ناصر الطبّي”.

وأظهرت لقطات فيديو متداولة على وسائل التواصل مسعفين يحاولون. نقل مرضى من جناح العظام بالمستشفى إلى غرف آمنة بعد تعرّضه لقصف.

“خائفون” 

وأفادت وزارة الصحّة التابعة لحماس في غزّة بسقوط 87 قتيلا على الأقلّ في القطاع خلال الساعات الأخيرة. مضيفة أنّ قصفا استهدف مستشفى ناصر خلّف قتيلا وعددا من الجرحى.

وقالت منظّمة أطبّاء بلا حدود إنّ معظم النازحين فرّوا في الأيّام الأخيرة. استجابة لأمر من الجيش بالإخلاء، ليجدوا أنفسهم “بلا مكان يذهبون إليه”. وهو “مشهد مروّع” أصبح فيه القصف “جزءا من الحياة اليوميّة”.

وقالت جميلة زيدان (43 عاما) .التي نزحت مع عائلتها من بلدة خزاعة لفرانس برس “غادر زوجي وابني محمد أمس (الأربعاء) مع آلاف آخرين، لكن لا أدري ما حلّ بهم. انقطع الاتّصال بيننا”. وأضافت زيدان التي بقيت مع بناتها الستّ في مستشفى ناصر “إنّنا خائفون. لم يعد لدينا طعام منذ أيّام، ونشرب ماء ملوّثة”.

وشاهد مصوّرو فرانس برس سحب دخان تتصاعد جرّاء عمليّات قصف جديدة على مدينة خان يونس التي تُشكّل منذ أسابيع محور العمليّات الإسرائيليّة.

وبعد خان يونس التي استحالت ساحة خراب. تؤكّد إسرائيل أنّها تُعدّ لهجوم برّي على مدينة رفح المكتظّة والتي أصبحت الملاذ الأخير لأكثر من مليون مدني فرّوا من القتال.

ويأتي إصرار نتنياهو على المضيّ في الاستعداد لعمليّة برّية في رفح. رغم تحذيرات دوليّة واسعة من الكلفة الإنسانيّة الباهظة لهذا الهجوم. وفي وقتٍ تتواصل المحادثات لمحاولة التوصّل إلى هدنة تتيح إدخال مزيد من المساعدات وتبادل رهائن محتجزين في غزّة بمعتقلين فلسطينيّين لدى إسرائيل.

وبحسب الأمم المتحدة، يتجمّع نحو 1,4 مليون شخص. معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في رفح التي تحوّلت إلى مخيّم ضخم. وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يُقدم الجيش الإسرائيلي حتّى الآن على اجتياحها برّيًّا.

وتُعدّ رفح أيضًا نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات من مصر والتي تُسيطر عليها إسرائيل. والمساعدات عبر هذا المنفذ غير كافية لتلبية حاجات السكّان المهدّدين بمجاعة وأوبئة.

 15 قتيلًا في لبنان 

وأعادت الحرب إشعال التوتّر على حدود إسرائيل الشماليّة مع لبنان. والتي تشهد تبادل إطلاق للقصف يوميًّا بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله حليف حماس.

وشهدت المواجهة تصعيدا ملحوظا مؤخرا. حيث قتلت جنديّة إسرائيليّة جرّاء سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان، بينما شنّ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على بلدات لبنانيّة أدّت إلى مقتل 15 شخصا.

وكانت أعنف الضربات على مدينة النبطية وأدّت إلى مقتل عشرة أشخاص. بحسب حصيلة جديدة الخميس.

وأكّد الجيش الإسرائيلي أنّ القيادي في حزب الله علي محمّد الدبس .ونائبه ومقاتلا ثالثا قتلوا ليل الأربعاء، “في غارة جوية دقيقة. نفّذتها طائرة تابعة للجيش على منشأة عسكرية” في النبطية.

وقبالة سواحل اليمن، تبنّى الحوثيون الخميس هجوما على “سفينة بريطانيّة”. بعدما أبلغت شركتا شحن عن انفجار قرب سفينة في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى