حزب الله أغلقت أبواب حل الأزمة مع دول الخليج
عقد الشعب اللبناني أماله بالمبادرة الفرنسية-السعودية التي أتاحت الطريق لتسوية الأزمة بين لبنان ودول الخليج.
وأتى ذلك بعد أن أعاد الاتصال المشترك الذي قام به ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي، برئيس مجلس الوزراء اللبناني.
وهو ما بعث آمالاً بحل هذه الأزمة، المقيدة بكبح تهريب المخدرات، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية. إضافة لإلتزام سياسة النأي بالنفس وردع جماح “حزب الله” من مشاركاته العسكرية بالدول العربية وأهمها باليمن.
وعرف الأسبوع الماضي أول انتقاد علني من ميشال عون رئيس الجمهورية لحليفه حزب الله. حيث ظهر برسالة مصارحة، وسأل الحزب “ما الجدوى من القتال وراء البحور واستعداء الدول العربية؟”.
لكن يتبين أن التقدم الذي حديث لم يعجب المليشيات، فضاعفت من تحركاتها لكبح أي محاولة لحل الأزمة. وأعدت مليشيات “حزب الله” مؤتمراً لجمعية الوفاق البحرينية المحظورة بالبحرين بالضاحية الجنوبية،
إن “حزب الله” يرفض تقديم أعضائه للأمن اللبناني، الذي عنده أوامر حكومية بترحيلهم تطبيقا لقرار رئيس مجلس الوزراء.
بل إن حزب الله يوفر لهم الحماية، وهم ما زالوا في بيروت وغير متخفيين عن الأنظار، وإنما يتحركون بحرية.
وما زالت الضاحية الجنوبية ببيروت بؤرة تجمع لقنوات الحوثيين الإعلامية، الممولة من “حزب الله”.
ولم تتمكن أي حكومة من توقيفهما، رغم امتناع أغلبية اللبنانيين عن هذا الأمر، كما أن هذه القنوات تعمل بدون ترخيص.
وأدهشت المليشيات، الشعب اللبناني الذي يواجه أزمة اقتصادية مدمرة، بحملة إعلانية وأنشطة تقدر بمئات الآلاف الدولارات بذكرى مقتل قاسم سليماني.
حيث جرى نشر العشرات من الصور العملاقة لسليماني، كدليل رمزي للهيمنة على البلد، ما اثار غضب أغلبية اللبنانيين.
وشن أمين عام المليشيات، هجوماً على السعودية، واتهمها بأخذ اللبنانيين الموجودين بأرضها رهينة، بمحاولة فاشلة منه لاستعطاف الرأي العام.
وتغافل حسن نصر الله أنه برغم الأزمة مع دول الخليج، أعلنت السعودية كافة الدول الخليجية عدم المساس باللبنانيين على أراضيها.
تطلب حديث نصر الله ردا عاجلا من رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي. حيث أكد أن “ما قاله نصر الله بحق السعودية لا يمثل موقف الحكومة اللبنانية والفئة الأوسع من اللبنانيين.
مضيفا أنه ليس من منفعة لبنان المساس بأي دولة عربية لاسيما دول الخليج.
وهاجم ميقاتي نصر الله معتبراً أن مواقفه “تمس باللبنانيين من جهة، وبعلاقات لبنان مع أشقائه من جهة أخرى.
بهذا الصدد، استنكر عضو الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، تطاول “حزب الله” بالإساءة للسعودية عبر الاندماج بأدوار إقليمية لا تمت بصلة للبنان.
وقال أبوفاعور “إن لبنان أضحى بلداً مختطفاً من إيران، وأن سياسات حزب الله الإقليمية أضحت حملا على اللبنانيين لا يطاق”.
كشف النائب اللبناني العائد من زيارة السعودية، على أن ما سمعه من المسؤولين السعوديين يبعث الطمأنينة.
وقال: “سمعت تأكيدا أنه بحجم إساءة البعض لعلاقات لبنان العربية وانتمائه. فإن قيادة السعودية تؤكد أن اللبنانيين بالبلاد كما بكافة الخليج العربي، آمنون، ومحصنون ومكرمون، ولن يسمح أن يمسهم أي ضرر”.
ويرى النائب اللبناني أن الأمور تتطلب موقف حقيقي بالتراجع عن الانحياز لإيران أو غيرها عمليا، لا عبر البيانات الغير مفيدة بشيء. وهذا يتطلب وقفة داخلية واضحة تنهي هذا السياق التدميري لعلاقات لبنان العربية”.
وأضاف: “سمعت أيضا أن القيادة السعودية على دراية بحقيقة الموقف الأخوي المحب لمعظم اللبنانيين، وهي تقدرهم على الصعيدين الشعبي والسياسي.
ورأت الإعلامية سكيني، أن خطاب نصر الله هدم المبادرة أثناء لقاء الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي حول الملف اللبناني.
واعتبرت أن حزب الله يقدم علاقاته مع إيران وأجندتها، على مصالح لبنان ومآسي شعبه الذي يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة.
وقالت المدهش أن الفترة الماضية عرفت مراعاة من طرف نصر الله لحليفه التيار الوطني الحر. ولكن الخطاب الأخير هدم هذا الأمر، ما يثير عدة تساؤلات، متعلقة بمستقبل هذا التحالف ومصير الانتخابات المقبلة.