اخترنا لكم

حزب الله ومسؤوليته عن انفجار بيروت المروع

محمد آل الشيخ


يجب أن تتحسس طول أذنيك إذا صدقت أن ميليشيا حزب الله الإرهابي ليس له علاقة بانفجار ميناء بيروت المروع، والذي دمر ثلث بيروت. فكل المؤشرات والدلائل والشواهد، وكل المضبوطات من المتفجرات والأسلحة، تثبت بما لايدع مجالا للشك أن هذه الميليشات، ومن ورائها ملالي الصفويين الفرس، هم من حولوا لبنان إلى مستودع ضخم للأسلحة والمتفجرات، وتقوم ميليشيات الحزب بدورها في تزويد خلايا الإرهاب الصفوية لتنفيذ ما يأمر به الملالي في طهران. ميليشيا حزب الله، وكما يعترف أمينها العام حسن نصر الله علناً، وببجاحة، وعلى رؤوس الأشهاد، أنه يعمل لأن تكون لبنان (ولاية) من ولايات ملالي طهران، ومنه يتلقى (مصرياته) وأسلحته، وكل ما يحتاجه من أموال وعتاد، هي من إيران، وبالتالي فإن ما يقترفه هذا الحزب من جرائم، ومنها انفجار ميناء بيروت، هو في حقيقته امتداد لما يتلقاه من أوامر طهران، وغني عن القول إن ملالي الفرس الصفويون يهدفون إلى تفريغ لبنان، وسوريا والعراق من غير الشيعة الصفويين، لكي يُلحقونها كولايات من ولايات إيران الصفوية.

ولا يمكن في هذا السياق تبرئة الرئيس باراك أوباما من مسؤولية ما وصلت إليه مؤخراً إيران الملالي من تمدد وتنمر وتوسع وإرهاب، جعل منطقة الشرق الأوسط برمتها على صفيح ساخن، وعربدة إيرانية، من خلال هذا الحزب، الذي هو الذراع الأهم بين أذرعة إيران الإرهابية. وأغلب دول العالم اليوم يجرمون هذا الحزب، بشقيه السياسي والعسكري، لكنهم لا يذهبون إلى المنبع نفسه وتجفيفه، وهو دولة الملالي الصفوية، والسبب لأن أغلب دول أوربا، يتعمدون تجاوز هذه الحقيقة، لأنهم يطمعون في اقتناص الفرص التجارية والاستثمارية في إيران، فيما لو فاز المرشح الأمريكي بايدن، وأعاد تفعيل الاتفاقية الإيرانية النووية مع طهران.

اللبنانيون جميعهم بلا استثناء بما فيهم الشيعة يحملون ميليشا حزب الله مسؤولية انفجار المرفأ، لكنهم لا يصرحون بذلك علناً، لأنهم يعلمون أنهم لو فعلوا فإن التصفية في انتظارهم كما هو أسلوب هذا الحزب الإرهابي مع من يختلفون معه، كما أن القضاة اللبنانيون لا يجرؤون على توجيه أي اتهام له، الأمر الذي جعل النخب اللبنانية تكتفي بالمطالبة بتحقيق دولي لأنهم يدركون أن القضاء المحلي أضعف من أن يتعامل بعدل وشفافية مع هذا الوحش الدموي الكاسر.

وأغلب اللبنانيين، ومنهم عقلاء المنطقة، يخشون من أن يتبوأ المرشح الديمقراطي بايدن المقعد الرئاسي في البيت الأبيض، لأن هذا المرشح سيكمل مسيرة الرئيس أوباما، ويطلق يد ملالي الفرس في المنطقة، وبالطبع سيعوم مسؤولية الإيرانيين عن انفجار الميناء اللبناني، الأمر الذي سيعطي ملالي الفرس الإرهابيون الضوء الأخضر ليعيثوا إرهابا وفسادا في المنطقة، ويكررون غلطة الرئيس الأمريكي بوش الابن عندما قدم لجمهورية الملالي العراق على طبق من ذهب. والسؤال: هل تعلم المنظرون الأمريكيون من غلطتهم الشنيعة أم أن وراء الأكمة ما ورائها؟

إلى اللقاء

* نقلا عن “الجزيرة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى