الشرق الأوسط

حزب جبهة العمل الإسلامي يعود إلى جذوره الإخوانية: الأسباب والدوافع


قال الكاتب الصحفي الأردني علي البطران: إنّ حزب جبهة العمل الإسلامي خلال حملته الجارية للانتخابات النيابية التي ستُجرى بعد (5) أيام عاد إلى جذوره الإخوانية. رغم أنّه حاول خلال الأعوام الماضية التخلي عن شعارات الجماعة.

وأضاف في مقالة نشرها عبر موقع (القلعة نيوز) الأردني: “شهدنا في الدورتين الانتخابيتين الماضيتين تكتيكاً بدا أنّه تغير جذري في التفكير والاستراتيجية التي تبعتها أكبر الحركات الإسلامية في الأردن. وأكثرها تنظيماً، ألا وهي التخلي عن الشعار التاريخي للجماعة وذراعها السياسية “حزب جبهة العمل الإسلامي”، وهو شعار “الإسلام هو الحل”. نحو انفتاح أكبر وتحالفات من خارج “الصحن الإخواني”. حملت معها إلى قبة البرلمان أسماء بارزة غير إخوانية (صالح العرموطي ومنصور مراد على سبيل المثال) تحت يافطة جديدة هي “التحالف الوطني للإصلاح”. 

وتابع البطران: “هذه الخطوة السياسية المهمة، لماذا تراجعت “الجماعة” عنها؟ خاصة أنّ شعارها التاريخي “الإسلام هو الحل”، لديه قدرة سحرية على مداعبة مشاعر عشرات آلاف الناخبين. وكانت تفضل الذهاب منفردة، ومخاصمة “حلفائها” المفترضين! .وفي العام 2016 شهدنا جميعاً انعطافة سياسية مهمة للجماعة والحزب، فقد تم طرح شعار “مشاركة وليست مغالبة”، نتج عنها العمل على إنشاء تحالفات واسعة مع شخصيات وطنية سياسية مهمة “وليس مع أحزاب”. كما نتج عنها مراجعات فكرية مهمة، أزاحت الشعار التاريخي “الإسلام هو الحل”، نحو شعار يتناسب أكثر مع هذه المراجعات العميقة. ألا وهو شعار “الإصلاح”، وبالتالي خوض غمار الدورتين الانتخابيتين (2016 ـ 2020) تحت لواء “التحالف الوطني للإصلاح” وكتلته النيابية “الإصلاح”.

وأضاف البطران: “جاءت دورة المجلس العشرين في زمن هدير “طوفان الأقصى”. لتعود حليمة لعادتها القديمة: فمن جهة استطاعت “الجماعة” استدراج حلفاء حزبيين وغير حزبيين لبناء “الملتقى الوطني لدعم المقاومة”، وبمشاركة بارزة ومؤثرة من حزبي الوحدة الشعبية والعمال، ومن جهة أخرى العودة للذهاب منفردين نحو المجلس الـ (20). سواء عبر القائمة العامة (الحزبية)، أو عبر قوائم الدوائر المحلية، وهذه عودة بارزة إلى الجذور الإخوانية، وتم استدعاء الشعار القديم. الذي يعفي من الخوض في السياسة وفي التفاصيل، ولكن بديباجة محدثة هي “بالإسلام نبني الوطن”!

وفي إحالة واضحة لـ “تكييش” التعاطف الشعبي الكبير مع المقاومة الفلسطينية الباسلة. تعمد قادة حملة “الجماعة” إضافة شعار المثلث المقلوب. الذي اعتمدته المقاومة الباسلة في فيديوهات عملياتها المظفرة، لتبدو “الجماعة” وكأنّها الممثل الشرعي والوحيد للمقاومة خلال هذه الدورة الانتخابية! ونشهد عودة قوية عن المراجعات الفكرية والسياسية المهمة التي جرت داخل أروقة الجماعة والحزب. وكان أبرز رموزها المفكر الإسلامي والمراقب العام السابق للجماعة الأستاذ زكي بني أرشيد، نحو الأصول والجذور “الإخوانية”، ربما لاعتقاد، لا أعلم مدى صحته. بأنّ “البضاعة الإخوانية” تبيع أكثر، وتعيد أصواتاً عديدة لجماهير لم يعجبها لا الانفتاح ولا المراجعات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى