أمريكا

حسابات مزيفة: كيف يؤثر تضليل المشاهير على سباق الانتخابات الأمريكية؟


كشف تحليل لشبكة “سي إن إن” الأمريكية عن استغلال مؤيدين للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب صور مؤثرين أوروبيين للترويج لأجندة المرشح الجمهوري خلال الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

كانت ديبي نيدرلوف واحدة من 17 امرأة أوروبية حقيقية – مؤثرات في مجال الموضة والجمال من هولندا والدنمارك وحتى روسيا – سُرقت صورهن من الإنترنت من قبل جهات مجهولة للترويج لترامب والسيناتور جيه دي فانس، على منصة إكس.

الحسابات المزيفة هي من بين 56 حسابا شخصيًا على إكس رصدتها الشبكة  الأمريكية ضمن حملة منسقة لدعم تذكرة ترامب-فانس قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

يعتقد الخبراء أن هذا قد يكون مجرد غيض من فيض، إذ يكشف تحليل الحسابات الـ 56 المؤيدة لترامب عن نمط منهجي من السلوك، حيث تستخدم جميع الحسابات صورًا لنساء جميلات وشابات – كثيرات منها مسروقة، بينما أنتج البعض الآخر بواسطة الذكاء الاصطناعي – يعلنون دعمهم لترامب.

وفي كثير من الحالات، وجدت الشبكة أن الصور قد تم التلاعب بها لإضافة شعارات ترامب وMAGA إلى ملابس غير ذات علامة تجارية، وكلها مع تعليقات توضيحية تدعو إلى التصويت.

كما تنشر الحسابات رسائل مماثلة، والتي غالبًا ما تتضمن أخطاء في اللغة الإنجليزية (وهي علامة محتملة على التدخل الأجنبي، وفقًا للخبراء)، وأحيانًا تعيد نشر بعضها البعض. وجرى إنشاء معظمها في الأشهر القليلة الماضية وشهدت نموًا سريعًا في عدد متابعيها؛ جميعها تعطي موقعها على أنه في الولايات المتحدة. خمسة عشر من الحسابات المزيفة تحمل علامات زرقاء – من المفترض أن تشير إلى أنها تم التحقق منها – وتم تحديد ثمانية منها على أنها تستخدم صورًا مسروقة.

كما تواصلت شبكة “سي إن إن” مع جميع النساء الأوروبيات الحقيقيات اللاتي تم التعرف عليهن في سياق التحقيق المشترك وتمكنت من مقابلة أربع منهن. وفي حديثها إلى الشبكة من منزلها في مدينة ترير الألمانية، قالت نيدرلوف إن هذه ليست المرة الأولى التي تُسرق فيها صورها وتُستخدم دون موافقتها. لكنها لم تعلم قط باستخدام صورتها للترويج لأي نوع من الأجندة السياسية قبل ذلك.

نشر الحساب المزيف الذي يستخدم صور نيدرلوف رسائل محملة بنظريات المؤامرة تزعم زوراً أن الانتخابات الأمريكية مزورة وأن ترامب واجه المزيد من محاولات الاغتيال.

يأتي ظهور الحسابات المزيفة على إكس مع ارتفاع حرارة السباق الرئاسي لعام 2024 بين هاريس وترامب، وتنامي نشر معلومات مضللة ورسائل مصممة لبث الانقسام بين الناخبين على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإكس.

ووفق الشبكة فإن “هذه الحسابات المزيفة وجدت مرتعا خصبا لها تحت قيادة إيلون ماسك، حيث قامت شركة إكس بإزالة العديد من الآليات والفرق المصممة لمنع نشر الأكاذيب ونظريات المؤامرة على المنصة”.

وفتحت المفوضية الأوروبية تحقيقا مع “إكس” العام الماضي في مزاعم عدم امتثاله لقانون الخدمات الرقمية التاريخي للكتلة، وهو لائحة تسعى إلى منع الأنشطة الضارة عبر الإنترنت وانتشار المعلومات المضللة، مع الحد من قوة منصات التواصل الاجتماعي.

تم تصميم التشريع لحماية المستهلكين مثل نيدرلوف، لكنها وغيرها من المؤثرين الأوروبيين الذين قابلتهم شبكة سي إن إن قالوا إنهم واجهوا صعوبة في إقناع منصات التواصل الاجتماعي باتخاذ أي إجراء عندما يشيرون إلى استخدام صورهم دون موافقتهم، أو سرقة هوياتهم، مما يعكس التحديات التي تواجه إنفاذ القانون ويسلط الضوء على التهديد المتزايد لاستقلالية المرأة الجسدية في المجال عبر الإنترنت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى