حظر على طريقة القاعدة ضربة مزدوجة للإخوان في أمريكا

عادت دعوات حظر جماعة الإخوان المسلمين، إلى واجهة الجدل في العاصمة الأمريكية، في نقاش يحمل في طياته جوانب عدة.
ويدور النقاش بين صانعي القرار حول كيفية تعامل الديمقراطيات الغربية مع الحركات الإسلاموية التي تجمع بين العمل السياسي والانخراط في العنف أو دعم التنظيمات المسلحة.
هذه الجماعة، التي تأسست في مصر عام 1928، قدمت على مدى قرن من الزمان نموذجاً بالغ التعقيد، فمن ناحية مارست السياسة في فترات متعددة. ومن ناحية أخرى ارتبطت بتفريخ جماعات أكثر تشدداً ودعمت حركات مسلحة، وفقا لمجلة ناشيونال إنترست الأمريكية.
-
وزير المالية السوداني الإخواني يهاجم أمريكا: أسباب وخلفيات التصعيد
-
التنظيم والدم.. مسار الإخوان من التأسيس إلى السقوط السياسي
في هذا الإطار، يقدم الدبلوماسي الأمريكي السابق روبرت سيلفرمان، رئيس تحرير جيروزاليم ستراتيجيك تريبيون، رؤية مغايرة في مقاله بعنوان “حظر الإخوان المسلمين”.
وخلال مشاركته في بودكاست “إن ذا ناشيونال إنترست” دعا إلى تجنب مقاربة الحظر الشامل والتركيز بدلا من ذلك على تصنيف الفروع الأكثر تورطا في العنف، خاصة تنظيما مصر والسودان.
يوضح سيلفرمان أن هذا النهج أكثر عملية من إعلان شامل، لأنه يحصن القرار الأمريكي ضد الطعون القانونية المحتملة، خاصة وأن بعض الجمعيات الإسلاموية الناشطة في الولايات المتحدة ترتبط – ولو بشكل فضفاض – بمرجعية الإخوان.
-
أوروبا تستفيق.. تحالف من 7 دول لمواجهة نفوذ الإخوان
-
ضغط شعبي وتحقيقات استخباراتية.. هل تسقط ورقة التوت عن الإخوان في كندا؟
يشير الخبير الأمريكي إلى أن التحدي الأساسي لواشنطن ليس سياسيا فحسب، بل قانوني داخلي في المقام الأول. فإعلان حظر شامل قد يُفرغ من مضمونه أمام المحاكم الأمريكية.
لذلك يرى أن السلاح الأكثر فاعلية لا يكمن في البيانات السياسية، بل في الأدوات المالية المتمثلة في الجمع بين سلطة وزارة الخارجية في التصنيف وذراع وزارة الخزانة في فرض العقوبات وتجميد الأصول.
هذه “الضربة المزدوجة” التي يقترحها سيلفرمان تستلهم النجاح الذي حققته واشنطن في تجفيف منابع تمويل تنظيم القاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول.
-
منابر جديدة للإخوان في أميركا.. اختراق المؤسسات وصناعة النفوذ
-
هل تسلل الخطاب الإخواني إلى سيناريوهات هوليوود؟
لكن النقاش الأمريكي يتجاوز الجوانب الإجرائية ليلامس جوهر المشروع الإخواني. فبحسب سيلفرمان، حملت الجماعة منذ نشأتها هدفاً استراتيجياً يتمثل في إحياء الخلافة بعد سقوط السلطنة العثمانية، مما يجعل مشروعها في الأساس سياسياً ذا طموح عابر للحدود.
وبالتالي فإن أدواتها، سواء المشاركة في الانتخابات أو اللجوء إلى العنف، تظل مجرد وسائل للوصول إلى الغاية الكبرى المتمثلة في السلطة وإعادة إنتاج نموذج الخلافة.
ووفق التقرير، فإن هذه المرونة بين العمل السياسي والعنف هي ما يمنح الإخوان قدرة على البقاء والغموض في آن واحد، لكنها في المقابل تُعقّد مهمة واشنطن. فالولايات المتحدة تجد نفسها أمام تنظيم يصعب حصره في خانة واحدة.