سياسة

حماس تربط التخلي عن السلاح بقيام دولة فلسطينية


اشترطت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” إقامة دولة فلسطينية مستقلة للتخلي عن سلاحها، فيما يبدو أن الحركة تستثمر الزخم الدبلوماسي الذي يشهده حل الدولتين، في مواجهة الضغوط الإسرائيلية والغربية لإنهاء حكمها لقطاع غزة.

وأكدت الحركة في بيان أن “المقاومة وسلاحها استحقاق وطني وقانوني ما دام الاحتلال قائما، وقد أقرته المواثيق والأعراف الدولية، ولا يمكن التخلي عنهما إلا باستعادة حقوقنا الوطنية كاملة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس”.

ويبدو أن حماس ترسل برسالة للشعب الفلسطيني بأنها مستعدة لتقديم تضحيات من أجل تحقيق الهدف الأسمى وهو الدولة، وأنها ليست متمسكة بالسلاح كهدف في حد ذاته.

ولا يستبعد أن يكون هذا الإعلان موجهًا للدول العربية التي تدعو حماس لنزع سلاحها والتخلي عن السلطة، في وقت ترفض فيه إسرائيل بشدة أي مبدأ للتفاوض على أساس تسليم السلاح مقابل دولة فلسطينية، وتعتبرها منظمة إرهابية هدفها تدمير الدولة العبرية.

وتثير هذه القضية تباينا داخل المجتمع الدولي، حيث ترى بعض الدول في هذا الإعلان فرصة للدفع نحو حل الدولتين وتأييد مسار سياسي، بينما قد تستمر بلدان أخرى في تصنيف حماس كمنظمة إرهابية وتطالب بنزع سلاحها دون شروط.

ووصلت المفاوضات غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل إلى طريق مسدود الأسبوع الماضي. وتهدف المباحثات إلى ضمان وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما في الحرب الدائرة في غزة والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.

وحذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، خلال تفقد قواته في القطاع، بأن “المعركة ستستمر بلا هوادة” ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

وقال زامير في بيان عسكري “بتقديري أننا سنعرف خلال الأيام المقبلة إن كنا سنتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح رهائننا. وإلا، فإن المعركة ستستمر بلا هوادة”.

واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.

ومن بين 251 رهينة احتجزوا خلال الهجوم، لا يزال 49 محتجزين في غزة، من بينهم 27 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.

وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة وعمليات عسكرية لا تزال متواصلة في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 60332 فلسطينيا معظمهم من المدنيين ونصفهم تقريبا أطفال ونساء ومسنون، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة ذات مصداقية. كما قتل 898 جنديا إسرائيليا وفق الحصيلة الرسمية للجيش.

وبعد حوالى 22 شهرا من الحرب يواجه القطاع خطر “مجاعة شاملة” بحسب الامم المتحدة، خصوصا وأن سكانه الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة ويعتمدون في شكل أساسي على المساعدات يعيشون في ظل حصار إسرائيلي مُحكم.

وقال رئيس الأركان إن “الحملة الحالية من الاتهامات الزائفة بشأن مجاعة مفتعلة هي محاولة متعمدة ومخطط لها وكاذبة لاتهام جيش أخلاقي بارتكاب جرائم حرب”، مؤكدا أن “حركة حماس هي المسؤولة عن قتل سكان قطاع غزة ومعاناتهم”.

وتأتي هذه الزيارة إلى غزة في الوقت الذي يُعيد فيه الجيش الإسرائيلي تموضع قواته في الأراضي الفلسطينية منذ عدة أيام.

وأثار نشر الجهاد الاسلامي شريطي فيديو لرهينتين ضجة في إسرائيل، وأعاد إحياء النقاش حول ضرورة التوصل إلى اتفاق بين الحكومة وحماس في أسرع وقت ممكن لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن.

وفي مقطعي الفيديو، ظهر الرهينتان متعبين ونحيلين، في مشاهد يحاكي الوضع الإنساني الراهن في غزة. وتجمع مئات الأشخاص، في وقت سابق من اليوم السبت، وقد ارتدى معظمهم ملابس سوداء، في ساحة تل أبيب التي بات يطلق عليها “ساحة الرهائن”، وصارت ملتقى لعائلات الرهائن والمتظاهرين المطالبين بوقف القتال.

ووصل إلى الساحة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيرا على الأقدام للقاء عائلات الرهائن، بحسب صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ونشرتها وسائل إعلام إسرائيلية.

وقال يوتام كوهين، شقيق الرهينة نمرود كوهين، “يجب أن تنتهي الحرب. لن تُنهي الحكومة الإسرائيلية الحرب بإرادتها. … يجب إيقافها… لم يعد هناك وقت”.

كما حضر آدم حجاج، قريب الرهينة الألماني الاسرائيلي روم براسلافسكي الذي ظهر في فيديو الجهاد الإسلامي، قائلا “لم أستطع مشاهدة ذلك المقطع أكثر من مرة… لا يمكننا تحمّل أكثر من ذلك، ولا دقيقة واحدة أخرى، دون إعادته”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى