سياسة

حميدتي يتعهد لبلينكن بمكافحة التطرف


أكد قائد قوات الدعم السريع في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، اليوم الثلاثاء خلال مكالمة مع وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن ان قوات الدعم السريع تبذل جهودا لمواجهة التطرف والدفاع عن الديمقراطية والحكم المدني في السودان.

واضاف في تغريدة على حسابه بتويتر “انه ناقش مع بلينكن القضايا الملحة والجهود المشتركة من اجل تحقيق الحرية والعدالة والديمقراطية”.

وقال “نحن ندرك حجم التحديات التي تواجهنا ونقف بحزم ضد التطرف الذي يقوض تقدمنا نحو مجتمع عادل وديمقراطي. مشددا “على انه من الضروري حماية شعبنا والدفاع عن قيمنا رغم مشاركة اطراف اخرى في هذه الحرب”.

وجدد حميدتي تعهداته بحماية المدنين الأبرياء في مناطق سيطرة قواته احتراما لكرامة الانسان وقدسية الحياة. مضيفا “سنجري اتصالا آخر لمواصلة الحوار والعمل يدا بيد من أجل بناء مستقبل أكثر إشراقا لشعوبنا”.

ووفقا للخارجية الأميركية فقد تحدث بلينكن أيضا إلى قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان.
وذكرت الخارجية الأميركية أن بلينكن حث الجانبين على الاتفاق على وقف لإطلاق النار. وأكد مسؤولية الطرفين عن ضمان سلامة المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني. فيما قال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس إن الجانبين لم يبديا أي استعداد للتفاوض.

وقال المبعوث إن القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع أدى إلى مقتل 185 شخصا وإصابة أكثر من 1800 وسط ضربات جوية واشتباكات في العاصمة ومخاوف من امتداد الصراع إلى جميع أنحاء البلاد. كما أدى الصراع الدامي إلى إخراج عملية الانتقال إلى الحكم المدني عن مسارها وأثار مخاوف من صراع أوسع.

وافادت قوات “الدعم السريع” الثلاثاء، بأنها وافقت على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة “لفتح مسارات آمنة لعبور المدنيين وإخلاء الجرحى” جراء الاشتباكات المندلعة مع الجيش السوداني منذ 4 أيام.

وذكرت في بيان أنها “وافقت على هدنة مقترحة لمدة أربعة وعشرون ساعة” دون مزيد تفاصيل.
وأوضح البيان أن الموافقة على الهدنة جاءت “بناء على الاتصال المباشر مع وزير الخارجية الأميركي وجهود الدول الشقيقة والصديقة التي أجرت اتصالات مماثلة دعتنا خلالها إلى وقف مؤقت لإطلاق النار من أجل فتح مسارات آمنة لعبور المدنيين وإخلاء الجرحى”.

وأضاف “نؤكد التزام قواتنا بالتوجيهات التي صدرت في هذا الصدد اعتبارا من فجر أمس (الإثنين)”.

وقال الجيش السوداني إن قائدي طرفي الصراع في السودان اتفقا على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة اعتبارا من مساء اليوم الثلاثاء.

وصرح الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، وهو عضو في مجلس السيادة الحاكم، لقناة العربية بأن وقف إطلاق النار سيبدأ في السادسة مساء بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت غرينتش) ولن يتجاوز مدة الأربع والعشرين ساعة المتفق عليها.

وحذرت قوات الدعم السريع من بيانات الخارجية السودانية داعية لعدم التفاعل معها حيث قالت ” تصدر قيادة القوات المسلحة الانقلابية ومن خلفها المتطرفين بيانات متقطعة بإسم وزارة الخارجية في محاولة مكشوفة لشرعنة تصرفاتها بعد ان فقدت مصداقيتها بنشر الأكاذيب التي كشفتها وسائل الإعلام .

وأضافت “ننبه الرأي العام الاقليمي والدولي الى عدم التعامل مع ما ينشر بإسم وزارة الخارجية لان مصدر نشر البيانات هو نفسه الذي يقف خلف قيادة القوات المسلحة الانقلابيين”.

وحقق الدعم السريع تقدما هاما على حساب الجيش وسيطر على العديد من المواقع الإستراتيجية داعيا البرهان ومن معه الى الاستسلام متهما اياه بالتعويل على إسلاميين متشددين.
وأفادت هذه القوات في بيان الثلاثاء إنها تخوض معركة لاسترداد “حقوق شعبنا”.

وأضافت “لقد انطلقت منذ السبت الماضي ثورة جديدة حققت انتصارات متوالية وما زالت مستمرة لبلوغ غاياتها النبيلة وفي مقدمتها تشكيل حكومة مدنية تمضي بنا نحو تحول ديمقراطي حقيقي”.

وردت قوات الدعم السريع على دعوات البرهان لحلها واعتبارها متمردة حيث قالت في بيان الثلاثاء “انه من لا يستطيع حماية نفسه وهو موليا الأدبار لا يملك حق اصدار القرارات وكما قيل – فاقد الشيء لا يعطيه ، وقد بات واضحًا ان القبض على الطغمة الظالمة اقرب من كل وقت مضى”.

 

وتحدثت مصادر عن تعرض دبلوماسيين لاعتداءات حيث تعرضت قافلة دبلوماسية اميركية لاطلاق نار فيما افاد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الامنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن تعرض سفير الاتحاد في السودان ايدن اوهارا لاعتداء في مقر اقامته دون توضيح ان كان السفير تعرض للاذى او الجهة المتورطة.

ومع استمرار القتال قالت شركة مصر للطيران في تغريدة اليوم الثلاثاء إنها أوقفت الرحلات من وإلى السودان حتى إشعار آخر “نظرا لاستمرار حالة عدم الاستقرار الأمني”.

وتصاعد الدخان في العاصمة الخرطوم، وأفاد السكان بسماع دوي الضربات الجوية ونيران المدفعية وإطلاق النار، مما أدى إلى انقطاع الخدمات الأساسية وإلحاق أضرار بالمستشفيات في المدينة التي لم تعتد وقوع أحداث عنف.
وقال بيرتس في تصريحات للصحفيين عبر رابط فيديو “الطرفان المتقاتلان لا يعطيان انطباعا بأنهما يريدان وساطة من أجل سلام بينهما على الفور”.
وأضاف أن الجانبين اتفقا على هدنة إنسانية لمدة ثلاث ساعات. لكن القتال استمر لليوم الثاني على التوالي رغم وعود التهدئة.

والقتال في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين لها منذ يوم السبت هو الأسوأ منذ عقود وينذر بتمزيق السودان بين فصيلين عسكريين تقاسما السلطة خلال فترة انتقالية سياسية صعبة.

ويرأس البرهان مجلس السيادة الحاكم الذي تم تشكيله بعد انقلاب عام 2021 والإطاحة بعمر البشير في 2019 خلال احتجاجات حاشدة. ويشغل حميدتي منصب نائب رئيس المجلس.

وقال مصدران أمنيان مصريان إن مصر والإمارات تعملان على اقتراح لوقف إطلاق النار في السودان لكن دون أن يسفر عن نتائج بعد.

وفي كلمة بثها التلفزيون المصري في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن بلاده تجري “اتصالات لا تنتهي مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لتشجيعهم وحثهم على إيقاف إطلاق النار وحقن دماء السودانيين واستعادة الاستقرار”.

وبموجب خطة انتقالية مدعومة دوليا، كان من المقرر قريبا دمج قوات الدعم السريع مع الجيش. لكن البرهان وصف أمس الاثنين قوات الدعم السريع بأنها جماعة متمردة وأمر بحلها وسط تبادل للاتهامات بين الجانبين.
ووصف حميدتي البرهان بأنه “إسلامي متطرف يقصف المدنيين من الجو”.
ومن شأن استمرار العنف أن يؤدي إلى زعزعة استقرار منطقة مضطربة وأن يلعب دورا في التنافس على النفوذ هناك بين روسيا والولايات المتحدة وقوى أخرى في المنطقة تتودد إلى جهات فاعلة مختلفة في السودان.

ومصر، التي طالما كان التغيير السياسي في الخرطوم مبعث قلق لها، أهم الداعمين للقوات المسلحة السودانية. وأقام حميدتي علاقات مع عدة قوى أجنبية منها الإمارات وروسيا.
وقال الاتحاد الأوروبي إن مبعوثه لدى السودان تعرض لاعتداء في مقر إقامته أمس الاثنين لكنه لم يذكر أي تفاصيل أخرى. وقال البيت الأبيض إنه لا توجد لدى الحكومة الأمريكية أي خطط للقيام بعمليات إجلاء من السودان في الوقت الحالي.

وُغلقت المكاتب والمدارس ومحطات الوقود في العاصمة أمس الاثنين. بينما واجهت المستشفيات والخدمات الصحية على نطاق أوسع معوقات كبيرة في عملها. وقالت لجنة الأطباء المركزية، وهي جماعة نشطاء غير حكومية، إن معظم المستشفيات الكبرى خرجت من الخدمة.

كما أغلقت العربات المدرعة الجسور التي تربط الخرطوم بمدينتي أم درمان وبحري المجاورتين عبر الفرعين الرئيسيين لنهر النيل. كما كان من الصعب اجتياز بعض الطرق المؤدية لهما من العاصمة. وأظهرت لقطات تلفزيونية اندلاع حريق في المطار الدولي داخل المدينة.
ومع انقطاع خدمات المياه والكهرباء أيضا في أجزاء كبيرة من العاصمة، غامر بعض السكان بالخروج لشراء الطعام واصطفوا في طوابير طويلة عند المخابز.

ولم يكن هناك أي وجود للشرطة في شوارع الخرطوم منذ يوم السبت وأبلغ شهود عن وقوع حالات نهب.
وقال عبدالسلام ياسين (33 عاما). وهو صاحب متجر اشترى مخزونا إضافيا قبل عيد الفطر، إنه يخشى من نهب متجره بسبب عدم وجود شعور بالأمن.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بتفجر القتال وحث على العودة إلى الهدوء، قائلا إن الوضع الإنساني غير المستقر بالفعل أصبح كارثيا الآن. وقال مارتن غريفيث منسق المساعدات بالأمم المتحدة إن القتال أدى إلى توقف العديد من برامج المساعدات. واندلع القتال مطلع الأسبوع عقب تصاعد التوتر حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
وأدى الخلاف حول الجدول الزمني لعملية الدمج إلى تأجيل توقيع كان مزمعا هذا الشهر على اتفاق إطاري للانتقال إلى الحكم المدني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى