خامنئي يسعى لتعزيز نفوذ ميليشيات الحشد الشعبي عبر ضغوط على السوداني
تسعى إيران لتحصين الحشد الشعبي الذي يضم الميليشيات الشيعية الموالية لها بممارسة ضغوط مضادة لتلك التي تمارسها قوى غربية على حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لحل الفصائل المسلحة وحصر السلاح بيد الدولة وهي دعوات تكتسب زخما محليا ودوليا على خلاف رغبة طهران.
وقد أكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خلال لقائه الأربعاء بالسوداني الذي زار العاصمة الإيرانية لبحث عدة ملفات أمنية واقتصادية من ضمنها ملف الحشد الشعبي والتطورات في سوريا، على أهمية الحفاظ على الحشد باعتباره “أحد مكونات السلطة المهمة في العراق والذي ينبغي الحرص على الحفاظ عليه وتعزيزه”.
-
مصدر عراقي: السيستاني يرفض إصدار فتوى لحل الحشد الشعبي
-
اشتباكات مع الجيش العراقي تفضح نفوذ الحشد الشعبي على حساب الدولة
وتشعر ايران التي تقود محور المقاومة بقلق شديد بعد انهيار قوة حزب الله أحد أكبر أذرعها في المنطقة وتحاول في الوقت الراهن ترميم الحشد العراقي وتحصينه من أي اهتزازات باعتباره أيضا أحد الأذرع القوية التي تحركها عند الضرورة في مناكفة الوجود الأميركي والضغوط الدولية التي تتعرض لها.
ونبه خامنئي إلى وجود أدلة على محاولات أميركية لتثبيت وتوسيع وجودهم في بغداد، في حين يحاول السوداني إقناع طهران بإخضاع الميليشيات لحكومته.
وزار السوداني إيران في وقت يسعى فيه لتحقيق توازن بين الحفاظ على العلاقات مع إيران وضمان سيطرة حكومته على الميليشيات المدعومة من طهران قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي من المرجح أن يمارس ضغوطا أكبر على بغداد لتقليص التأثير الإيراني عليها.
وتسعى إيران إلى تثبيت قوتها العسكرية في مساحة كبيرة بالشرق الأوسط، من خلال دعم جماعات مسلحة تقدر بالعشرات ومن بينها الحشد الشعبي في العراق الذي يعتبر ولائه الأكبر لإيران. ويعد الحرس الثوري الإيراني، ذراع نظام طهران في إدارة الجماعات المسلحة في المنطقة.
ويحاول خامنئي التأثير على بغداد لمقاومة الضغوط الأميركية بشأن سلاح الفصائل قائلا بأن “الأدلة والبراهين تشير إلى أن الأميركيين يحاولون تثبيت وتوسيع وجودهم في العراق، وهو ما يجب التصدي له بشكل جدي”، بحسب ما أورده مكتبه.
وأشار إلى “العلاقة الجيدة” بين الحكومة والشعب العراقي. معتبراً أن “الوحدة والتماسك بين مختلف أديان وأعراق العراق أمر ضروري ومهم للغاية”.
-
تعاون عسكري سري بين الحشد الشعبي العراقي ومليشيا الحوثي.. التفاصيل
-
اغتيال قيادي بارز من ميليشيات الحشد الشعبي في محافظة كربلاء
وخاطب خامنئي السوداني، قائلاً “الحشد الشعبي هو أحد مكونات السلطة المهمة في العراق والذي ينبغي الحرص على الحفاظ عليه وتعزيزه”.
ووصف وجود قوات أميركية في العراق بأنه “غير قانوني ويتعارض مع مصالح شعب وحكومة العراق”، مؤكداً أن “الأدلة تشير إلى أن الأميركيين يحاولون تثبيت وتوسيع وجودهم في العراق، الأمر الذي يجب أن نعارضه بشدة فهذا احتلال”.
وتطرق الى المستجدات الاخيرة في المنطقة ولاسيما سوريا. مصرحا أن دور الدول الاجنبية واضح جدا في هذه القضايا.
-
شروط الحلبوسي وتصاعد التوتر مع الحشد: كيف تزيد تعقيدات أزمة رئاسة البرلمان
-
رغم الاعتراضات.. قانون الخدمة للحشد الشعبي في طريقه للتشريع
وتعرضت إيران خلال الأشهر الماضية إلى ضربة قاسية. بمقتل حسن نصرالله زعيم حزب الله في لبنان والإطاحة بنظام حليفها بشار الأسد .
وبينما تحاول طهران المحافظة على سلطتها على الميليشيات التابعة لها في العراق. يريد السوداني أن يخضع هذه الميليشيات لحكومته، مع إدراكه بأن عليه السير في مسار ضيق جدا لكي يضمن بسط سيطرة الدولة العراقية على هذه القوات (الفصائل المسلحة) دون أن يغضب إيران.
وبحسب بيان مكتب السوداني، فإنه أبدى ارتياحه لمفاوضاته في طهران. وأعرب عن أمله في أن تستمر هذه المفاوضات والاتفاقات التي تمت وأن تزيد من توسيع وتعميق العلاقات بين البلدين على العطاء”.
-
هجوم يستهدف قاعدة تضم قوات من الجيش العراقي والحشد
-
العراق.. هل يتحول الحشد إلى نسخة من الحرس الثوري الإيراني؟
وقال رئيس الوزراء العراقي، إن “الشعب والحشد الشعبي والوحدة والتماسك الوطني والمرجعية، مكونات القوة في العراق”.
من جانبه، ذكر المكتب الإعلامي للسوداني في بيان أن لقاء السوداني – خامنئي، شهد استعراض العلاقات الثنائية. وسبل المضي في تطويرها، بما يصبّ في تعزيز المصالح المشتركة بين البلدين.
وبحسب البيان العراقي، جرى التأكيد على ضرورة زيادة التعاون وتنسيق المواقف من أجل دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز الحوار الإقليمي والدولي. والمساهمة في حفظ وحدة وسيادة سوريا والوقوف إلى جانب شعبها.
-
السيستاني يعمل على احتواء تداعيات الأزمة السورية وتأثيرها على العراق
-
إيران تواجه الغضب الشعبي بمظاهرات موالية عمادها مليشيا الباسيج وطلاب أفارقة
كما جرى التشديد على ضرورة “الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني من أجل إنهاء معاناته في ظلّ العدوان الصهيوني المستمر. والعمل على السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة. ودعم الاستقرار في جنوب لبنان”، وفق البيان.
وتطرق السوداني، إلى الدور المحوري الذي يتمتع به العراق اليوم في المنطقة. حيث أشار إلى المكتسبات التي تحققت اليوم بفعل تضحيات العراقيين وانتصارهم على الإرهاب بجهود القوات الأمنية بمختلف صنوفها، مؤكدا أنّ “الحكومة تتحرك اليوم انطلاقاً من مصالح العراق العليا. وبما يضمن الحفاظ على سيادة العراق”.