إيران

خامنئي يغازل أوروبا ويهاجم واشنطن


 صرح المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي الثلاثاء إن إيران “ليست مستاءة من أوروبا” وإنها مستعدة للعمل مع دول “تتجنب التبعية العمياء لسياسات” الولايات المتحدة. في خطاب أقل تشنجا وتهجما على الأوروبيين. يوحي في توقيته إلى سعى إيران للتهدئة وتخفيف جبهات المواجهة خاصة بعد الاتفاق مع خصمها الإقليمي السعودية على استئناف العلاقات بعد سنوات من العداء والقطيعة.

وفي خطاب ألقاه في مدينة مشهد المقدسة (شمال شرق) في اليوم الأول من العام الجديد في التقويم الفارسي (نوروز). انتقد خامنئي الولايات المتحدة متهما إياها بإثارة الحركة الاحتجاجية التي هزت إيران بعد وفاة مهسا أميني في سبتمبر.

وأضاف من مرقد الإمام رضا “إن الغرب كان يعمل على عزل إيران غير أن ما تحقق على أرض الواقع كان تراجع علاقاتنا مع الغرب وتعزيز هذه العلاقات مع اسيا”. لافتا إلى أن “العلاقات السياسية والاقتصادية والفنية والعلمية تستمر مع دول اسيا كما أن طهران انضمت إلى معاهدات هامة”، بحسب وكالة ‘إرنا’ المحلية للأنباء.

وتابع خامنئي “نحن لسنا مستائين من أوروبا ومستعدون للتعامل مع أي من الدول الأوروبية التي تتجنب التبعية العمياء لسياسات أمريكا”. في ما يبدو أنه اتجاه إيراني لمهادنة الأوروبيين في خضم تنامي التوتر مع واشنطن وإسرائيل.

وقد يعقب تصريحات خامنئي بوادر ايجابية كأن يتم الإفراج عن العديد من المحتجزين الأوروبيين أو من مزدوجي الجنسية ممن اعتقلتهم السلطات في خضم الاحتجاجات الشعبية الأخيرة واتهمتهم بالعمل على تأجيج المظاهرات أو التجسس.

وفي الأشهر الأخيرة، نددت دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بـ”قمع” طهران الاحتجاجات. التي اندلعت عقب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 عاما) في 16 سبتمبر بعد توقيفها لدى شرطة الأخلاق بتهمة عدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

وبحسب السلطات قُتل مئات الأشخاص بينهم عناصر من قوات الأمن. في سياق هذه التظاهرات التي تراجعت في الأسابيع الأخيرة.

وفي تصريح مماثل أدلى به في يناير أعاد خامنئي أعلى مرجعية دينية وسياسية في إيران. تأكيد أن “الشعب الإيراني تمكن من الصمود بقوة أمام سلسلة طويلة من المؤامرات التي حاكها العدو بما فيها الانقلاب وفرض العقوبات وممارسة الضغوط السياسية والحرب الإعلامية”، بحسب وكالة ‘ارنا’.

وأضافت الوكالة نقلا عن خامنئي “ما يسعى إليه الأعداء تحت عنوان التغيير هو تغيير هوية الجمهورية الإسلامية و هدفهم الأساسي إزالة كل ما يذكر الشعب بالإسلام الأصيل. العدو يحارب كل ما يشرع الإسلام الثوري في البلاد ويسعى وراء تشكيل حكومة موالية له في إيران”.

أشار إلى أنه “لم يكن هناك تدخل” من إيران في الصراع في أوكرانيا، في حين تتهم بعض الدول طهران بدعم روسيا، خصوصا من خلال تزويدها بمسيّرات. مضيفا “ليست هناك أي مشاركة من جانبنا” في هذه الحرب التي “بدأتها الولايات المتحدة والتي تعتبر مصانع السلاح الأكثر استفادة منها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى