خبراء عن تصنيف حسم إرهابية: يفضح عنف الإخوان دوليا
ضربة قاصمة جديدة تلقاها تنظيم الإخوان بإعلان الولايات المتحدة تصنيف حركة حسم إرهابية، مساء الخميس، بعد ضربات موجعة لأذرعه أيضا في أوروبا، ما يفتح الباب أمام حظر وشيك دوليا.
وخلال أقل من عام، تلقت جماعة الإخوان الإرهابية ضربات موجعة لأذرعها في 3 دول (بريطانيا والنمسا وألمانيا)، تعد مناطق نفوذ أساسية في القارة الأوروبية منذ ستينيات القرن الماضي، ما يفتح الباب أمام حصار شامل للجماعة في كامل القارة خلال الفترة المقبلة.
إدراج حسم كمنظمة إرهابية خطوة وصفها خبراء ومحللون سياسيون بأنها جيدة ونتائجها إيجابية، حيث ستفتح بقوة ملف عنف جماعة الإخوان مرة أخرى أمام إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الجديدة وتخرجها من عباءة المظلومية والتستر خلف قناع الدين.
وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية، فرع تنظيم داعش الإرهابي في سيناء بمصر وحركة مرتبطة بتنظيم الإخوان على قائمة الإرهاب العالمي، حيث قالت على موقعها الرسمي إنه تم تصنيف جماعة أنصار بيت المقدس المرتبطة بتنظيم داعش في شمال سيناء شرقي مصر ضمن قوائم الإرهاب، مضيفا أن الولايات المتحدة صنفت أيضا حركة سواعد مصر المعروفة اختصارًا بكلمة حسم التابعة لتنظيم الإخوان ضمن قوائم الإرهاب.
وشمل التصنيف أيضا شخصيتين مرتبطتين بتنظيم حسم هما علاء السماحي، الذي يعتقد أنه مؤسس حركة حسم وهو مصري الجنسية ويتواجد في تركيا حاليا، وقيادي آخر في الحركة يدعى يحيى موسى ويسكن تركيا أيضا.
وتعليقا على ذلك، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، طارق فهمي، إن إدراج الولايات المتحدة لحركة حسم وأنصار بيت المقدس من التنظيمات الإرهابية هي خطوة جيدة وهامة، في إطار تحرك أمريكي كبير في هذا التوقيت، موضحا: ستكون لهذا الحظر نتائج إيجابية، وربما يفتح بقوة ملف جماعة الإخوان مرة أخرى لدى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على عكس ما يقال بأن هذه الإدارة ستدعم جماعة الإخوان، وأنها تطالب بعودتهم إلى التكامل مع الأنظمة العربية بما فيها الحالة المصرية، وفق ما نقلت عنه العين الإخبارية.
وشدد فهمي في هذا الصدد على أنه لا يمكن أن يتم حظر جماعات فرعية خرجت من عباءات الجماعة الرئيسية وتترك الجماعة الرئيسية، ورأى أن هناك منطقا أمريكيا يتبنى نظرية أن جماعة الإخوان لها حضور سياسي وتواجد رسمي في بعض أنظمة الحكم العربية، وهو ما يمنع الإدارة الأمريكية من حظر الجماعة، لكن هذا الأمر تجب مراجعته سريعا بصورة أو بأخرى.
وأكد أن خطوة الإدارة الأمريكية تأتي في توقيت هام وله دلالته وستبنى عليها خطوات جيدة، من حيث إن الإدارة القادمة عليها أن تتعامل مع جماعات الإسلام السياسي بصورة أكثر حضورا وأكثر تواجدا ووعيا بخطورتها، مضيفا: ستبقى الإشكالية الرئيسية الحقيقية حاليا في التعامل مع حظر جماعة الإخوان الرئيسية، وهي التي خرجت منها الحركات الأخرى سواء حسم أو أنصار بيت المقدس خاصة.
وأشار إلى أن حركة حسم حاولت استهداف الأمن القومي المصري، وقامت بعمليات إرهابية متعدده طوال السنوات الماضية.
من جهتها، قالت الباحثة المصرية داليا زيادة عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر للتدوينات القصيرة إن الخارجية الأمريكية صنفت حسم وحماس والجهاد الإسلامي ولواء الثورة تنظيمات إرهابية، وكلها أذرع مسلحة للإخوان، ورغم ذلك، ما زالت أمريكا عاجزة عن تصنيف الجماعة تنظيما إرهابيا.
ونبهت الباحثة المصرية إلى أن جماعة الإخوان، نظراً للانقسامات الشديدة بين قياداتها وتشتت قواعدها، أصبحت ورقة محروقة بالنسبة لجميع الأطراف، لكن ما بقي النظام التركي بقيادة رجب أردوغان وحزبه في سدة الحكم في تركيا، وبقيت فصائل الجماعة في مناصب سياسية في بعض الدول العربية، سوف يستمر الوضع على ما هو عليه.
وتابعت: وستحسب الولايات المتحدة ألف حساب لمسألة إدراج الإخوان كتنظيم إرهابي دولي، وأملنا أن يتغير هذا الوضع، ولو قليلاً في السنوات القادمة مع توقع سقوط أردوغان في الانتخابات القادمة في تركيا.
وكان مهدي عفيفي، العضو البارز في الحزب الديمقراطي الأمريكي والكاتب والمحلل السياسي والاقتصادي، قد أكد في تصريح سابق للعين الإخبارية أن الإخوان ليس لديها تنظيم ثابت داخل الولايات المتحدة، وما يحدث أنهم يتواجدون كأفراد في بعض المؤسسات الإسلامية، لكن لا يمكنهم الحديث باسم الجماعة.
ومن واقع عمله مع حملة الرئيس الأمريكي الأسبق، قال عفيفي إن ما يتردد عن دعم إدارة باراك أوباما للإخوان، ووجود قنوات تواصل بينهما عار تماما عن الصحة، فلم يكن لديها أي استعداد لفتح مجالات للتعاون مع الجماعة، مشيرا إلى أن الجماعة لن تقوم لها قائمة في أمريكا للخمسين عاما المقبلة.
ونجحت الأجهزة الأمنية المصرية خلال السنوات الماضية في تسديد ضربات قوية لعناصر التنظيم الإخواني، وإحباط عدد من العمليات الإرهابية.