الشرق الأوسط

خبرات الحرب: كيف يساعد أهل غزة اللبنانيين على التكيف مع النزوح؟


مع تصاعد أزمة النزوح في لبنان جراء القصف الإسرائيلي، لجأ عدد من سكان قطاع غزة إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتوجيه النصائح للنازحين الجدد في لبنان.

وأجبر القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان الآلاف من سكانه على النزوح، ليواجهون أسئلة ملحة، مثل: ما ينبغي أن أحزمه قبل الإخلاء؟ وما يجب أن أتخلى عنه؟ وما المنطقة الآمنة التي يمكن التوجه إليها؟.

وكان لدى سكان غزة بعض الإجابات على تلك الأسئلة، حيث لجأوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتوعية اللبنانيين بما بنبغي عليهم القيام به، باعتبار أن الآلاف من سكان غزة ربما نزحوا أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية.

ورصدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية ما قام به مواطنون من غزة لدعم اللبنانيين.

من بين هؤلاء، الفلسطينية هالة الأخصم، التي تمتلك حسابا باسم “الشيف هالة”، الشخصية التليفزيونية والمؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي ولديها حوالي 20 ألف متابع على تطبيق “تيك توك”.

واضطرت الأخصم إلى النزوح 3 مرات في مدينة غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية في القطاع، في أعقاب هجمات حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ولذلك تمتلك خبرة في هذه المسألة.

ونصحت الأخصم، اللبنانيين بحمل حقيبة خفيفة الوزن للأشياء الثمينة والوثائق المهمة (مثل الذهب والنقود وشهادات الميلاد والهويات الشخصية)، بجانب جعل أحد أفراد الأسرة مسؤولا عن تلك الحقيبة في جميع الأوقات.

كما أن كل شخص، وفق السيدة الفلسطينية، يجب أن يحمل حقيبة صغيرة بها ملابس وأدوات نظافة وزجاجة مياه قابلة لإعادة الاستخدام، مشيرة إلى ضرورة أخذ معاطف تحسبا لدخول فصل الشتاء.

الأخصم التي كانت تنشر في السابق مقاطع عن الطهي ووصفات الطعام، تقوم الآن بتحميل مشاهد الدمار جراء الحرب إلى جانب النصائح العملية للبقاء آمنًا وسط الفوضى.

وتقول “يجب أن يكون لديك موقع آمن محدد مسبقا، منزل أو منطقة للانتقال إليها، دون إضاعة الوقت في اتخاذ القرار.”

ودفعت الغارات الجوية الإسرائيلية والتحذيرات بالإخلاء مئات الآلاف من اللبنانيين إلى الفرار من منازلهم، دون يقين بشأن موعد عودتهم أو ما قد يتبقى من هذه المنازل عندما يعودون.

وتفاعل المشاهدون اللبنانيون بالتقدير للأخصم، وتكالبت عليها الطلبات للحصول على المزيد من المشورة. وفي مقطع فيديو حديث، وضعت قائمة بالأدوية الأساسية الواجب الاحتفاظ بها في رحلة النزوح.

وتقول الأخصم: “لقد واجهت الجوع والتلوث الشديد، وألهمني كفاحي طوال هذه الحرب لمشاركة شعب لبنان هذه الدروس.”

وأضافت: “بدأت الدروس التعليمية عندما سمعت لأول مرة، أن اللبنانيين أيضًا ينزحون بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، فقد تمنيت حقا أن يشرح لي أحد ما كان يجب فعله عندما نزحت لأول مرة، فلم أكن أدرك ما قد أحتاج إليه”.

وتوجه بعض سكان غزة إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتحدث إلى شعب لبنان للإعراب عن تضامنهم، فيما أعرب آخرون عن أسفهم لأن اللبنانيين يبدو أنهم يدفعون ثمن دعم حماس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى