إن الاختلاف الإنساني فطرة كونية وطبيعة الحياة. وهنا تكمن أهمية التركيز في العنصر البشري المشترك.
الذي يتجاوز حدود الانتماءات الجغرافية والدينية والعرقية، ويوحد البشرية جمعاء حول مصير مشترك.
والحرية حق مكفول للجميع، وكل إنسان حر في فكره ومعتقداته وممارساته، فكما خلقنا الله سبحانه وتعالى شعوبًا وقبائل ودعانا إلى التعارف والتعاون والتآخي، فقد يسر لنا طرق الحوار والتفاهم والتآلف، ودلّنا على سبل نشر الخير والفضيلة، التي توحد بين البشر مهما اختلفت أصولهم وألسنتهم ودياناتهم ومعتقداتهم”.
إن نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي بين الناس، سبيل تجاوز الصراعات والمشاكل التي تحيط بالبشرية. ونحن حين نتأمل تاريخنا الحضاري والإرث الإنساني الذي خلفه لنا الآباء المؤسسون، المستمد من قيم الإسلام السمحة، ومن منظومة قيمية وثقافية أصيلة، نتيقن بأن الأسس الأخلاقية التي بنى عليها الوالد المؤسس دولتنا هي أسس متينة، وتجربة دولتنا الإنسانية تجربة رائدة، تستحق أن تكون أنموذجًا يحتذى به بين جميع الدول، في تطبيق مبادئ التسامح والتعايش السلمي والأخوة الإنسانية في جميع الممارسات والمعاملات”.
عندما تكون القيم الإنسانية الأسس التي نبني عليها علاقاتنا مع الآخر ومنهج تفكيرنا ومعاملاتنا، تزدهر المجتمعات، وتصبح رؤيتها رؤية خالدة عبر الزمن. فقيم المحبة والتعاون البشري وزرع الخير تحصده الأجيال القادمة، جيلًا بعد جيل. وهذه الحكمة الكونية هي الأساس الذي بنى عليه الآباء المؤسسون اتحادنا، ونحن اليوم نرى نتيجة هذه الرؤية التي جسدها الوالد المؤسس الشيخ زايد -طيب الله ثراه-، واقعًا ملموسًا؛ بفضل جهود القيادة الرشيدة التي أدركت بأن الأخوة الإنسانية والتعايش السلمي هو سبيل النجاح والازدهار، وطوق النجاة خلال الأزمات وسعت جاهدة لنقل تجربتها الرائدة في بناء مجتمع متماسك يتعايش فيه الجميع بسلم وأمان، مجتمع يعمل معًا نحو الصلاح والازدهار.
إن اعتماد اليوم الدولي للأخوة الإنسانية إنجاز عظيم يحتسب للبشرية، وحدث سيخلده التاريخ في صفحات الإنجازات الهادفة إلى ترسيخ مبادئ التعايش المشترك بين أفراد المجتمع البشري. تفخر جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بكونها جزءًا من رؤية أبوظبي الحضارية في ترسيخ مكانة الإمارة كعاصمة التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية. ونفخر ببرامجنا الرائدة على مستوى العالم، المختصة في التسامح والتعايش السلمي. ونشكر قيادتنا الرشيدة على متابعتها الكريمة، ورعايتها لهذه البرامج العلمية، والمبادرات الأكاديمية، والجهود البحثية التي تؤسس لمستقبل إنساني مشرق”.