الشرق الأوسط

داعش يسعى لبسط نفوذه في الساحل الأفريقي.. كيف ذلك؟


بتكرار السيناريو نفسه الذي حصل في العراق وسوريا، يحاول تنظيم داعش التسلل إلى الساحل الأفريقي بين السكان المحليين، وتحديداً في منطقة ميناكا شمال شرق مالي المحاذية للنيجر.

وكشف تقرير فرنسي عن تحركات التنظيم لتطبيع العلاقات مع السكان. عقب تورطه في ممارسة أعمال عنف ضدهم لأعوام. وهو الموقف الذي يسعى من خلاله لترسيخ نظام إدارته وضمان استدامته.

وتناول تقرير لموقع (أفريك 21) الفرنسي الإثنين شهادة نادرة ومفصلة عن الأساليب العنيفة إلى حد كبير، وأيضاً الاستراتيجية التي يستخدمها تنظيم (داعش) في مالي. لترسيخ قوته ضد منافسه (جماعة نصرة الإسلام والمسلمين). التابعة لتنظيم القاعدة، بحسب ما نقل موقع (إرم نيوز).

التقرير الفرنسي يشير إلى ما سمّاه “تطور أسلوب حكم التنظيم” لحماية السكان وممتلكاتهم. فقد أنشأ نماذج سلطة أمنية مستوحاة من سيناريوهات تنظيم (داعش) .التي انتُهجت في المنطقة السورية العراقية في عام 2014.

ولفت محلل ومراقب مستقل يكتب تحت اسم مستعار “عبد الله”. إلى تصرف (داعش) كطرف فاعل (مسلح) في السياسة المحلية، إذ يعدّل تدابيره ويستخدم العنف وفقاً للانقسامات المجتمعية، ويمكن أن تختلف هذه الاستراتيجية اعتماداً على مناطق القيادة والظروف المحلية.

ونبّه التقرير إلى الاختلاف في النهج بين منطقة ميناكا ومنطقة أنسونغو-غاو بمالي؛ إذ ما تزال الجماعة في مرحلة فرض نظامها من خلال العنف، كما يتضح من المجازر التي وقعت في بلدتي بارا وجابيرو، التي خلفت نحو (100) قتيل في حزيران (يونيو) 2023.

وأضاف التقرير: “من الضروري أن نذكّر أنّ علاقات تنظيم (داعش) في الساحل مع سكان منطقة ميناكا ما تزال تتسم بممارسات العنف، (السرقة والتهديدات والاختطاف وما إلى ذلك)، على الرغم من التحول الاستراتيجي الذي يلفت إلى معارك حدثت بين تنظيمي (داعش ونصرة الإسلام) في آذار (مارس) 2023″.

وخلَّفت العديد من القتلى من كلا الجانبين، وهدّأت الحماسة الحربية لكل مجموعة، كما أجبرت تنظيم (القاعدة) على مراجعة أولوياته، وفقاً لما نقله موقع (إرم نيوز) عن (أفريك 21).

وبعد ارتكاب تنظيم (داعش) عدة مجازر. أدرك التنظيم أهمية السكان بتحديد أسلوب الحكم الذي كان حتى الآن يعتمد على العنف. ففي البداية اعتمد التنظيم على ظهور شعب يخضع لنظامه السياسي بعد المجازر. ويُستكمل هذا النظام بدوريات على الدراجات النارية في تيجيررت. وجلسات وعظية خلال السوق الأسبوعية.

وتتبع هذه المرحلة الأمنية مرحلة إعادة تأهيل البنية التحتية. وتحتضن عائلات المتشددين الذين هُدمت منازلهم. والأشخاص الذين بقوا في القرية. وهم في الغالب أرامل المقاتلين.

كما أعاد التنظيم المسلح فتح الأسواق الأسبوعية لإنعاش الأنشطة الاقتصادية .والمبادلات التجارية بين مدينة ميناكا والنيجر والمناطق الخاضعة لنفوذه. وتسمح هذه الترتيبات التجارية للسكان بالحصول على الضروريات الأساسية. لكنّها تسمح أيضاً بتزويد المجموعة بالموارد التي تحتاجها: الغذاء والوقود والدراجات النارية والأسلحة.

وتدير المجموعة أيضاً مراكز صحية في مناطق معينة (تامالات وأنديرامبوكان). وتدفع رواتب موظفي الرعاية الصحية، وفق التقرير.

ومن أجل دمج الفضاء التجاري للمناطق التي ينوي حكمها بشكل أفضل. أصدر التنظيم المتشدد تصاريح يبلغ سعرها (7500) فرنك أفريقي، (11.40) يورو، للشخص الواحد. وبفضلها يمكن السفر من تيجريرت إلى منطقة تيليا بالنيجر، وهكذا يعيد التنظيم لصالحه  التبادلات التجارية التي كانت سائدة قبل وجوده في المنطقة.    

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى