دعم حل الدولتين من مجلس ديني في قم يثير استنكار المحافظين
أثارت مؤسسة دينية إسلامية غضبا وجدلا واسعا في إيران بعد أن دعت إلى دعم حل الدولتين لإنهاء العنف والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مما يعني ضمنا الاعتراف بـ”حق الدولة اليهودية في الوجود”.
-
بعد اغتيال نصر الله: إيران في حالة ارتباك.. تهديدات بمحو إسرائيل
-
طهران تسعى لتجنب عواقب الحرب القادمة بين إسرائيل وحزب الله
وأصدر مجلس المحاضرين والعلماء في قم، وهو مجموعة إصلاحية من رجال الدين، بيانا دعا فيه النظام الصهيوني إلى العودة إلى “الحدود القانونية قبل اعتداءات عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة”.
ولم تدعم إيران قط حل الدولتين، بل إنها ترفع شعار القضاء على إسرائيل. ولم تشارك طهران في مؤتمر القمة الذي عقد في الرياض حول حل الدولتين والذي شاركت فيه أغلب دول المنطقة.
وكان المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي قد اثار ردود فعل غاضبة في عام 2020 عندما صور مستقبله للقدس بحيث يكون هناك قوات فلسطينية وقوات من حزب الله تحرس الموقع الإسلامي المقدس في الحرم القدسي وصور أب الثورة الإسلامية آية الله الخميني وقائد فيلق القدس الإيراني القتيل قاسم سليماني وزعيم حزب الله الذي قُتل مؤخرا في قصف إسرائيلي حسن نصر الله.
وجاء في التعليق “فلسطين سوف تتحرر” و”الحل النهائي هو المقاومة المسلحة حتى الاستفتاء”.
وفي أعقاب التعبير عن الغضب، أصدرت الجماعة الإصلاحية في قم بيانا ثانيا لم يكن تراجعا عن البيان، بل أضافت جملة تشير إلى “الجرائم الدنيئة التي ارتكبتها الدولة الصهيونية”. وأكدت الجماعة على رأيها بأن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل من شأنه أن ينهي العنف وسفك الدماء.
-
خامنئي: إذا أردنا صنع أسلحة نووية فلن يستطيعوا منعنا
-
إنذار مسبق يثير التساؤلات حول الهجوم الإسرائيلي على إيران
وكتبت صحيفة الغارديان البريطانية كذلك في السياق ذاته تحت عنوان “رجال الدين الإصلاحيون يلمحون إلى أن إيران يجب أن تدعم حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين”. وأشارت إلى أن الاصلاحيين من رجال الدين أثاروا نقاشا حول ما إذا كان ينبغى لطهران أن تكون على استعداد للتحول من معارضتها العميقة لحل الدولتين في الأراضي الفلسطينية والذي يفرض عليها حتما الاعتراف بوجود إسرائيل.
وتقول الصحيفة إن “الموت لإسرائيل” كان حاضرا بقوة في الفكر الثوري الايراني منذ العام 1979، في تماه مع موقف منظمة التحرير الفلسطينية قبل توقيع اتفاق أوسلو في تسعينات القرن الماضي.
-
رد إسرائيلي على إيران: قصف منشآت تصنيع الصواريخ ومواقع عسكرية
-
تصعيد خطير: إيران تستهدف إسرائيل بهجوم صاروخي
وكانت طهران اقترحت في عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمى ووزير خارجيته كمال خرازى، اقترحت إجراء استفتاء على حل الدولة الواحدة، على أن لا يسمح إلا اللاجئين الفلسطينيين ولأحفاد أولئك الذين عاشوا هناك قبل الغزو الصهيوني بالتصويت، في شرط من شأنه أن يجعل اليهود الإسرائيليين أقل عددا في التصويت.
وفيما يبدو دفعا للتحول في الموقف من الاعتراف بوجود إسرائيل، ولكن فى الحادى والعشرين من أكتوبر، أصدر مجلس المحاضرين والعلماء في حوزة قم في الحادي والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بيانا يدعو إلى “عودة النظام الصهيونى إلى حدوده القانونية قبل عدوان عام 1967 وتشكيل دولة فلسطينية مستقلة”.
-
غموض في الرواية الإيرانية بشأن سقوط طائرة رئيسي
-
التفكيك الاستراتيجي لقيادة حزب الله.. إسرائيل تراهن على النهاية الحاسمة
وتسبب ذلك في احتجاجات منددة بالمقترح خارج مكاتب المجلس فى قم بعد صلاة الجمعة. وتعرض المجلس لانتقادات عنيفة حتى أن صحيفة ‘كيهان’ لسان التيار المحافظ المتشدد وصفت المجلس بأنه “آلة دعائية للعدو”، معتبرة “الاعتراف بالنظام الإسرائيلي المفتعل حقير ومخز”.
ويؤكد المجلس أنه يدين الجرائم الإسرائيلية وأنه لا يعترفى باسرائيل، إلا أنه قال إنه يعتقد أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة من شأنه أن يضع حدا لإراقة الدماء. وتقول صحيفة ‘الغارديان’ إن معارضة إيران لحل الدولتين جعل من الصعب عليها بناء تحالفات دبلوماسية في المنطقة.