دعم مصري للجهود الليبية لإخراج المرتزقة من البلاد
تتحرك مصر خلال الفترة المقبلة لدعم الجهود الليبية الساعية إلى إخراج المرتزقة من البلاد، عبر عقد سلسلة من اللقاءات مع أطراف دولية عدة في هذا السياق، بحسب ما كشفت مصادر مطلعة.
والسبت الماضي، أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، اتصالا هاتفيا مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش، تناول سُبل تعزيز العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين، وتبادل الرؤى تجاه مُستجدات الأوضاع في ليبيا، وجهود تنفيذ كامل مُخرجات الحوار السياسي وقرار مجلس الأمن ذي الصلة، كما وجَّه شكري دعوة لـ المنقوش من أجل زيارة مصر في أقرب فرصة، وذلك في إطار استمرار التشاور والتنسيق حيال تدعيم ركائز الاستقرار في ليبيا، على ضوء العلاقات التاريخية المُمتدة بين البلدين.
انسحاب المرتزقة الموالين لـ تركيا
وأبدت القاهرة دعمها لحديث الوزيرة الليبية عن ضرورة انسحاب المرتزقة الموالين لـ تركيا من ليبيا، مؤكدة أن هذا الأمر هو اشتراط لا تراجع عنه في المحادثات مع أنقرة لتطبيع العلاقات، وذلك خلال حديث المنقوش أمام مجلس النواب الإيطالي الجمعة، حيث قالت إن حكومة الوحدة الوطنية فتحت حوارا مع تركيا خلال الفترة الماضية، مؤكدة تصميمها على انسحابها من البلاد، وفق ما أوردت سكاي نيوز عربية.
وجاء رد فعل الإخوان غاضبا من تصريحات المنقوش، وهو ما ظهر على لسان رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، الذي تحدث عن احترام الاتفاقية الموقعة بين حكومة السراج وأنقرة، وبمقتضاها نشر الآلاف من المرتزقة السوريين وضباط أتراك ومعدات عسكرية في البلاد.
وفي هذا السياق، دعا الباحث السياسي الليبي الهادي عبدالكريم، الشعب الليبي إلى تأييد ومؤازرة تصريحات المنقوش بخصوص خروج المرتزقة، حتى يعلم تنظيم الإخوان أنها تحدثت بمطالب الشعب، مردفا أن المشري الذي تكلم عن عدم أحقية وزيرة الخارجية في فتح ملف المرتزقة، بحكم الاتفاق السياسي، هو نفسه أصبح خارج المشهد.
خروج المرتزقة
وأضاف عبدالكريم، أنه لا يمكن فصل خروج المرتزقة عن تنفيذ بنود الاتفاق الذي توصل له ملتقى الحوار، الذي شدد على أن الأمر هو من صلب اختصاص حكومة الوحدة الوطنية حسب ما ورد في الاتفاق، مشيرا إلى أن الهجوم الإخواني الشرس على المنقوش، ليس بسبب تصريحاتها ضد الأتراك فقط، وإنما بسبب عزم الوزارة تقليص عدد بعثاتها الدبلوماسية وموظفيها، معقبا: السفارات هي أذرع خفية يتحكم من خلالها الإخوان في ليبيا.
وقررت حكومة الوحدة الوطنية، في 5 أبريل الجاري، وقف قرارات التعيين الصادرة عن وزير الخارجية في حكومة السراج، محمد سيالة، ضمن خطوات تصحيح مسار مؤسسات الدولة.
وقال وكيل وزارة الخارجية الليبية الأسبق حسن الصغير إن المشري، الذي خرج لانتقاد المنقوش بسبب موقفها من خروج القوات الأجنبية والمرتزقة، هو نفس الشخص الذي ترشح أمام ملتقى الحوار السياسي في جنيف، ليشارك في السلطة الجديدة وتعهد برحيل تلك القوات، مضيفا: لا أريد أن أذكره بقرار مجلس الأمن الدولي الأخير، والذي لا يقدر على معارضته هو أو حليفه التركي، إذ حث المجلس بقوة كل الدول على احترام ودعم وقف إطلاق النار بسبل من بينها سحب كل القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا دون تأخير، وطالب بالانصياع الكامل لحظر لوصول الأسلحة إلى ليبيا.
دفاع الإخوان
ويؤكد الباحث السياسي الليبي محمد قشوط أن دفاع الإخوان عن تواجد الأتراك في البلاد كشف تبعيتهم لهم، مردفا أنهم سيخرجون سواء بالحرب أو السلم، ولكن لن تنسى الأجيال المقبلة موقف التنظيم، موضحا أن الحملة الشرسة التي تتعرض لها المنقوش هي خطوة استباقية، من المحتمل أنها بإيعاز من أنقرة؛ لتثبيت وجودها أو تهديد بنسف مخرجات عملية برلين وجنيف، والعودة للحرب، لأن الشرط الأساسي الذي من أجله أقيم الحوار، وعلى أساسه سيتم عقد الانتخابات العامة المقبلة، هو خروج القوات الأجنبية من ليبيا.
وأشاد قشوط بموقف لجنة الخارجية التابعة لمجلس النواب، التي أصدرت بيانا يؤيد تصريحات المنقوش، واصفا إياه بـ المتزن والصريح في عباراته، والذي يستنكر محاولات التهجم على الوزيرة.
وأشادت اللجنة بكلمة المنقوش أمام مجلس النواب، قائلة إنها تعبر عن تطلعات الليبيين، مشددة على أهمية الامتثال إلى مطلب خروج قوات الأجانب من ليبيا، باعتبار أن كل ليبي حر يرى ضرورة تحقيقه، كما استنكرت التشويش والتبرير الواهم لوجود القوات الأجنبية في ليبيا، ودعت إلى الإسراع بمغادرتها كي يعود الاستقرار إلى ليبيا.