دعوات لتشكيل تحالف دولي ضد الحوثي
مواقف دولية المنددة بهجمات الحوثي الإرهابية الأخيرة، على منشآت مدنية، أظهرت الحاجة لتحرك دولي حازم لهزيمة المشروع الإيراني.
وعكست المواقف الدولية المنددة بالهجوم الإرهابي على منشآت مدنية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، إجماعا دوليا غير مسبوق على خطورة بقاء مليشيات الحوثي الانقلابية كمصدر تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة.
كما يكمن التهديد الرئيسي في امتلاك مليشيات إرهابية منفلتة كجماعة الحوثي، أسلحة بعيدة المدى ومخزونا من الطائرات المسيرة بمختلف استخداماتها. وهي سابقة لم تحدث من قبل.
وخلال العقود الماضية، بقيت نماذج من هذه الأسلحة في أيدي دول مارقة، لكن وجودها مع عصابة إرهابية؛ يجعل منها تهديدا يتجاوز كل التنظيمات الإرهابية في العالم.
وأثبتت التقارير الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والأجهزة الأمنية العالمية أن إيران توفر مختلف أشكال الدعم العسكري والمالي للمليشيات الحوثية في اليمن، وتستخدمها كذراع لها وورقة ابتزاز في المنطقة.
وتوفر إيران دعما عسكريا مفتوحا لمليشيات الحوثي الإرهابية وتمدها بشكل متواصل بالصواريخ والطائرات المسيرة؛ الأمر الذي يفرض على المجتمع الدولي وقبله دول المنطقة والإقليم، مواجهة هذه التهديدات العابرة للحدود وخطرها على البحر الأحمر والممرات المائية الدولية، وفق مراقبين.
تحالف دولي
وبما أن خطر مليشيات الحوثي وما تملكه من سلاح وقدرات إرهابية يتجاوز اليمن ليصل إلى تهديد المصالح الدولية ودول الجوار، فإن مواجهة هذه الجماعة لم تعد تقتصر على دول التحالف العربي، إذ يتطلب الأمر تحالفا دوليا لتأمين المنطقة وممرات الملاحة كما حدث في مواجهة تنظيم داعش بالعراق وسوريا .
وتزامن تشكيل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “داعش” في سبتمبر/أيلول 2014 مع اجتياح مليشيات الحوثي صنعاء وانقلابها على الدولة ومؤسساتها، ونهب كل مقدراتها، قبل أن تسخرها لشن حربها ضد اليمنيين ودول الجوار.
وتفرض التطورات الميدانية والتصعيد العسكري للمليشيات الحوثية الانقلابية وتنفيذها هجمات إرهابية ضد دول الجوار، وتفخيخ خطوط الملاحة الدولية واختطاف السفن واستهدافها بالصواريخ، على المجتمع الدولي التحرك بجدية بجانب التحالف العربي لتحييد هذه التهديدات، وهزيمة المشروع الحوثي.
هذا على وجه الدقة، ما دعت إليه الحكومة اليمنية في آخر اجتماعاتها، إذ طالبت المجتمع الدولي بالقيام بدوره إلى جانب التحالف العربي لمواجهة التصعيد الخطير لأدوات إيران وهجماتها الإرهابية التي استهدفت المصالح الحيوية في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، وهددت الملاحة الدولية واستقرار المنطقة والعالم.
وخاطبت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي، من أجل التحرك لوضع حد لهذه الهجمات الإرهابية الحوثية وردع مرتكبيها، والعمل على استكمال عملية استعادة الدولة اليمنية وهزيمة الانقلاب الحوثي ومشروع إيران الدموي في هذا البلد.
ودعا رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك إلى ربط المواقف الدولية المعلنة والمُدينة للإرهاب الحوثي، بالتحرك من أجل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وما يترتب على ذلك من مسؤولية في دعم الشعب اليمني وتحالف دعم الشرعية لاستكمال استعادة الدولة وتنفيذ القرارات الدولية الملزمة والرافضة للانقلاب الحوثي.
اجتثاث الحوثي
وتستخدم مليشيات الحوثي الإمكانيات العسكرية التي تحصل عليها من إيران، لتثبيت مشروعها الدموي في اليمن ومحاولة ابتزاز دول التحالف العربي لثنيها عن دعم اليمنيين في عملية استعادة دولتهم وعاصمتهم التي تسيطر عليها المليشيات منذ أواخر سبتمبر/أيلول 2014.
وفي هذا الإطار، قال الباحث السياسي اليمني صالح الدويل إن هجوم مليشيات الحوثي على الأعيان المدنية في دولة الإمارات هو عدوان صريح، ويدل على فشل المشروع الحوثي في اليمن والمنطقة.
وأوضح الدويل أن مليشيات الحوثي تستشعر قدوم معركة وشيكة لاجتثاث مشروعها التدميري وداعمها إيران.
وأضاف أن هجمات الحوثي الإرهابية لا تدل إلا على تنامي خطر المليشيات المدعومة إيرانيا؛ والذي يستهدف كل المنطقة.
ومضى قائلا “لا يمكن أن تؤثر الهجمات الحوثية على سير المعركة التي تستشعر مليشيات الحوثي قدومها لاجتثاث مشروعها وداعميهم من الأراضي اليمنية”، لافتا إلى حجم الضربات الموجعة التي تلقتها المليشيات على أيدي قوات العمالقة خصوصا عقب تحرير كامل شبوة.
الخبير اليمني اعتبر أن “الهجمات الحوثية ضد الأعيان المدنية لا تشكل أي تحول استراتيجي في المعركة لصالح مليشيات الحوثي بل ضدها؛ وهي في واقع الأمر عبارة عن ظاهرة إعلامية أكثر منها استراتيجية بالنسبة للانقلابيين”.
وتابع “هناك موضوع آخر أكثر أهمية يُفهم من هجمات مليشيات الحوثي الأخيرة، إذ تدل على تداعي وتهاوي هذا المشروع الإيراني وشعوره بالهزيمة في كل الجبهات”.
مستطردا “كما تدل أيضا على الثقل الإماراتي والدور المحوري في المعركة خصوصا ما حصل مؤخرا في شبوة، وأن مليشيات الحوثي تلقت ضربات موجعة؛ فحاولت تغطيتها عبر هجمات عابرة للحدود”.
جرائم تهدد العالم
الناشط الإعلامي عبدالقادر العنقري، حذر من خطورة تنامي المشروع الإيراني، مستنكرا الاستهداف الذي تعرضت له الإمارات من قبل مليشيات الحوثي الانقلابية.
ورأى العنقري أن الهجمات الحوثية دلالة واضحة على أن المليشيات الإرهابية تعيش أيامها الأخيرة، وتعد رد فعل للعملية العسكرية الخاطفة التي قامت بها قوات العمالقة .
وأشار إلى الدعم اللوجستي والعسكري الذي قامت به دولة الإمارات في دعم ألوية العمالقة؛ والذي وقف خلف الخسارة المدوية التي تعرضت لها مليشيات الحوثي في معركة شبوة.
أما المواطن اليمني سعيد العولقي فشجب بشدة، الهجمات الحوثية التي وصفها بالإجرامية، على منشآت مدنية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وتحويل اليمن إلى معسكر مفتوح للنظام الإيراني.
ولفت العولقي إلى أن هذه الجرائم تعد جزءا من جرائم وأعمال إرهابية لمليشيات الحوثي تهدد العالم أجمع.
وطالب المواطن اليمني، الأمم المتحدة وكل الجهات الدولية المختصة في مكافحة الإرهاب، بالتدخل ودعم تحالف دعم الشرعية باليمن، وتشكيل تحالف دولي للتصدي لهذا الإرهاب الخطير وكسر شوكة المشروع الإيراني.