سياسة

دلالات القمة الروسية الأفريقية على القارة السمراء


استضافت مدينة بطرسبرج الروسية القمة الروسية-الإفريقية الثانية في الفترة بين 27 و28 يوليو، بهدف تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين روسيا والدول الإفريقية والارتقاء بها إلى مستوى جديد. يشارك في القمة العديد من القادة والزعماء الأفارقة. تُعد هذه القمة الثانية من نوعها بعد قمة سوتشي الأخيرة في أكتوبر 2019.

ملفات عديدة

ملفات عديدة على طاولت الزعماء الأفارقة في القمة، في مقدمتها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على بلدان القارة، حيث تعقد القمة في توقيت بالغ الحساسية، وتلقي الحرب بظلالها على الدول الأفريقية والدول الأكثر احتياجا منها؛ حيث أدت لارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، فضلا عن إنهاء روسيا العمل بصفقة الحبوب في 18 يوليو الجاري وسحب ضماناتها بسلامة الملاحة في البحر الأسود وإغلاق الممر الإنساني البحري لمرور الحبوب الأوكرانية.

توقيت هام

وقالت الدكتورة نرمين توفيق، الباحثة المتخصصة في الشؤون الأفريقية ومدير مركز فاروس للدراسات الأفريقية، إن انعقاد القمة الروسية الأفريقية يأتي في توقيت هام وحساس لما تشهده القارة السمراء والعالم كله من تغييرات جيوسياسية واضطرابات اقتصادية كبرى، فهذه القمة ستأتي بنتائج إيجابية لاقتصادات الدول الأفريقية. 

وأضافت مدير مركز فاروس للدراسات الأفريقية تأتي في توقيت أيضا هام على المستوى الروسي، وذلك في ظل استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى تداعيات فاغنر الأخيرة.

ولفتت أن القمة مهمة على المستوى الإفريقي، وخاصة الأوضاع الاقتصادية بين روسيا والدول الإفريقية، كما أن القمة ضرورة للحفاظ على القارة الأفريقية وهو ما تقوم به مصر الآن وتركز عليه في كل القمم الدولية من أجل الحفاظ على مصالح القارة الأفريقية، والتأكيد على رفضها لأي تدخلات خارجية في شؤون القارة السمراء، والعمل على دعم القارة اقتصاديا وسياسيا، من أجل استقرار الأوضاع داخل دول القارة.

اهتمام بالقارة

قال محمد بركات، الباحث في العلاقات الدولية، هناك إشارة إلى اهتمام موسكو المتزايد بإفريقيا؛ إذ زار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف القارة مرتين منذ مطلع العام الجاري ساعيا للتقريب بين الجانبين، كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقال نشر له خلال الأسبوع الجاري: “لطالما دعمنا الشعوب الأفريقية في نضالها من أجل التحرر من الاضطهاد الأمبريالي، وساعدنا في تأسيس الدول، وتعزيز السيادة والقدرات الدفاعية”.

وأضاف: أنه يأتي انعقاد القمة الروسية الأفريقية 2023 في سان بطرسبرج الخميس قبل نحو شهر من قمة مجموعة دول بريكس التي تستضيفها جنوب إفريقيا، كما سعى قادة الدول الأفريقية إلى التوسط لإيجاد حل للنزاع بين روسيا وأوكرانيا، وقام وفد ضم عددا القادة الأفارقة منتصف يونيو الماضي، بزيارة موسكو وكييف، ودعوا خلال لقائهم بشكل منفصل بوتين ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، إلى وقف الأعمال العسكرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى