إيران

دمشق تتلقى عرضًا إيرانيًا بالدعم العسكري لمواجهة المعارضة المسلحة


 

أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي استعداد بلاده لإرسال قوات عسكرية إلى سوريا لدعم القوات الحكومية في مواجهة تقدم قوات المعارضة السورية في حماة بعد أن سيطرت على حلب، فيما بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا تطورات الوضع، بينما تقول أنقرة إنها تعمل مع موسكو وكذلك طهران لوقف التصعيد العسكري والعودة لصيغة أستانا (خفض التصعيد).

وتأتي تصريحات الوزير الإيراني بعد تقارير سابقة كانت قد أكدت دفع طهران بالمزيد من المقاتلين المنضوين تحت ميليشيات متعددة الجنسيات بينها عراقية، إلى سوريا، إلا أن تصريحات عراقجي هي الأوضح على تدخل إيران عسكريا في الساحة السورية التي تعتبرها حيوية كامتداد جغرافي لنفوذها بعد الساحة العراقية. 

وميدانيا قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة الذين يحرزون تقدما في مواجهة قوات الحكومة اقتربوا اليوم الثلاثاء من مدينة حماة، بعد أن باغتت سيطرتهم على حلب قبل أيام الرئيس بشار الأسد.

وأكد المصدر نفسه أن مقاتلي المعارضة سيطروا على قرى من بينها معر شحور، التي تبعد بضعة أميال شمالي المدينة، بينما قالت وسائل إعلام رسمية سورية إن تعزيزات تصل إلى المنطقة.

وارتفعت حصيلة قتلى المعارك في شمال سوريا إلى 602 بينهم 104 مدنيين، وفق المرصد. وقد يفاقم الهجوم على حماة الضغوط على الأسد الذي سارع حلفاؤه الروس والإيرانيون إلى دعمه في مواجهة تجدد هجمات المعارضة. وظلت المدينة في أيدي الحكومة منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011.

وقال عراقجي في مقابلة باللغة العربية إن طهران ستفكر في إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك وقالت وكالة الإعلام الروسية إن الرئيس فلاديمير بوتين حث على التوصل إلى نهاية “للعدوان الإرهابي” في سوريا.

وقالت قوات الحكومة السورية وتحالف يقوده الأكراد وتدعمه الولايات المتحدة إن مسلحين من التحالف اشتبكوا في قتال مع قوات حكومية في شمال شرق البلاد لتنفتح جبهة جديدة على طريق إمداد حيوي، مما يفاقم مشكلات الأسد.

واستيلاء المعارضة على حلب، أكبر مدينة في سوريا قبل الحرب، كان أكبر هجوم منذ سنوات. وتجمدت خطوط المواجهة في الصراع منذ عام 2020 بعد أن استعاد الأسد معظم أنحاء البلاد من المعارضة بفضل مساعدة القوة الجوية الروسية والمساعدة العسكرية من إيران وشبكتها من الجماعات المسلحة الشيعية الإقليمية.

لكن الآن تركز روسيا على الحرب في أوكرانيا، في حين أدت الضربات الإسرائيلية على مدى الأشهر الثلاثة الماضية إلى تدمير قيادة حزب الله، أقوى قوة مدعومة من إيران تقاتل في سوريا.

وقالت مصادر عراقية وسورية الاثنين إن مئات من مقاتلي فصائل عراقية مسلحة مدعومة من إيران دخلوا سوريا لدعم قوات الحكومة السورية، لكن حزب الله لا يخطط لإرسال قوات الآن.

وقال مصدر في المعارضة إن مقاتلين من جماعات مسلحة مدعومة من إيران كانوا من بين القوات التي كانوا يقاتلونها خارج حماة.

 مقاتلو المعارضة يستولون على معدات ومركبات عسكرية تابعة للجيش السوري
مقاتلو المعارضة يستولون على معدات ومركبات عسكرية تابعة للجيش السوري

وكثفت طائرات حربية تابعة للحكومة السورية ولروسيا ضرباتها الجوية ضد المعارضة في الأيام القليلة الماضية وقال عمال إنقاذ إن الضربات استهدفت مستشفيات في حلب وإدلب مما أسفر عن سقوط قتلى.

وقد يؤدي أي تصعيد طويل الأمد في سوريا إلى تفاقم الاضطراب في المنطقة التي تعاني بالفعل من حربين في غزة ولبنان، حيث دخل اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله حيز التنفيذ الأسبوع الماضي.

وأدى تراجع قوات الأسد على مدى الأيام القليلة الماضية إلى تنافس على الأراضي بين مجموعات مسلحة تسيطر على مناطق في الشمال الغربي والشمال والشرق.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف يقوده الأكراد ويسيطر على أراض في شرق سوريا بدعم من الولايات المتحدة، في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء إن قوات مجلس دير الزور العسكري التابع لها “أصبحت مسؤولة عن حماية أهالي” سبع قرى كانت تحت سيطرة الجيش السوري.

ويضم مجلس دير الزور العسكري مقاتلين عربا من سوريا تحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية بشكل رئيسي.

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن وحدات من الجيش والقوات الرديفة تتصدى لهجوم شنته قوات سوريا الديمقراطية القرى الواقعة في الريف الشمالي لمحافظة دير الزور، وهي المنطقة الوحيدة التي تتواجد فيها الحكومة السورية على الضفة الشرقية من نهر الفرات إذ تسيطر عليها في الغالب قوات سوريا الديمقراطية.

وقال ضابط بالجيش السوري إن هجوم قوات سوريا الديمقراطية كان يهدف إلى استغلال ضعف القوات الحكومية بعد تقدم المعارضة المسلحة، وأضاف أن الجيش والجماعات المسلحة المدعومة من إيران المتحالفة معه يرسلون تعزيزات.

وذكر مصدر أمني في شرق سوريا ومصدر بالجيش السوري أن الضربات الجوية استهدفت أيضا جماعات مسلحة مدعومة من إيران تدعم قوات الحكومة السورية في المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية.

وقال مسؤول أميركي إن جيش بلاده الذي لديه عدد صغير من القوات متمركز في حقل للغاز في المنطقة، نفذ ضربة واحدة على الأقل دفاعا عن النفس خلال الليل، مضيفا أنها لا تتعلق بالتقدم المستمر للمعارضة.

وترسم عودة القتال إلى شمال سوريا الذي يشهد تواجدا للولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا صورة لفوضى السياسة العالمية التي تلعب دورا في الصراع فضلا عن احتمالات التصعيد في ساحة معركة تعج بالأطراف.

وقال مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بيان على منصة “إكس” اليوم الثلاثاء إنه ناقش تجدد الصراع في سوريا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي.

وأضاف أن “أردوغان شدد على أهمية إفساح مجال أكبر للدبلوماسية في المنطقة”، مؤكدا على “ضرورة انخراط النظام السوري في عملية للتوصل إلى حل سياسي”.

وقال إن سوريا يجب ألا تصبح مصدرا لزيادة زعزعة الاستقرار، موضحا أن “تركيا ستظل متمسكة بموقفها الحازم بشأن القتال ضد منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية وروافدها التي تحاول الاستفادة من المستجدات الأخيرة في سوريا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى