سياسة

دور كارتر في صعود الإخوان: كيف حدث ذلك؟


أثار خبر وفاة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر الكثير من النقاشات على الصعيد الإقليمي حول علاقته بجماعة الإخوان المسلمين، وأعادت وسائل إعلام نشر ما دار خلال زيارته لمقر الإخوان في المقطم مطلع عام 2012.

وبحسب مقالة للكاتب السياسي عبد القادر شهيب، فإنّه ليس معروفاً على نطاق واسع الدور الذي قام به كارتر في تمكين الإخوان لحكم مصر، رغم أنّه كان دوراً مهماً وأساسياً ومرجعاً لدعم إدارة أوباما للإخوان للإمساك بالحكم، بعد تنحي مبارك وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد.

وتابع شهيب: “زار كارتر القاهرة في كانون الثاني (يناير) عام 2012 موفداً من قبل الرئيس الأمريكي أوباما، والتقى بقادة الإخوان في مقر مكتب الإرشاد للجماعة الجديد بضاحية المقطم، وكان في مقدمتهم المرشد محمد بديع ونائبه الرجل الأقوى بالجماعة وقتها خيرت الشاطر، وتناقش معهم في شروط واشنطن لدعمهم للوصول إلى الحكم، وحماية المصالح الأمريكية في مصر والمنطقة كلها، وعدم إقامة علاقات قوية مع المنافسين لأمريكا، والمحافظة على المعاهدة المصرية الإسرائيلية وتطبيع العلاقات بين البلدين، والحفاظ على حقوق الإنسان في مصر، وقد تباهى الإخوان كثيراً وقتها بأنّ كارتر ذهب إليهم كما قالوا، ولم يذهبوا هم إليه، أمّا كارتر، فقد خرج من هذا اللقاء ليعلن للصحفيين والإعلاميين أنّ الإخوان يحملون مسؤولية كبيرة لمصر، بل وللإسلام أيضاً، فهم يؤكدون بنهجهم أنّ الإسلام دين سلام وحامي حقوق الإنسان. 

كارتر أسس مكتباً بالقاهرة بعد كانون الثاني (يناير) 2011، بهدف ممارسة الضغوط من أجل ما سُمّي بتسليم السلطة بالكامل للرئيس المنتخب.

وكشفت المقالة ماذا دار في اللقاء الذي لم يكن مجرد لقاء بروتوكولي، فقد طرح فيه كارتر على الإخوان شروط واشنطن للترشح لانتخابات الرئاسة المصرية التي سبق أن قالوا في بداية المرحلة الانتقالية إنّهم لن يشاركوا فيها، وقد أعرب المرشد بديع ونائبه الشاطر الذي كان يتطلع للمشاركة في انتخابات الرئاسة عن موافقتهما الكاملة على كل الشروط الأمريكية، لذلك خرج كارتر ليشيد بهم بعد هذا اللقاء، ويشيد بالانتخابات التي حازوا فيها الأكثرية في مجلس الشعب، وعاد إلى واشنطن وهو يتبنّى موقف دعم تقدم الإخوان بمرشح في الانتخابات الرئاسية التي كانت ستُجرى بعدها ببضعة أشهر قليلة.  

ولم يقتصر دور كارتر، الذي وافته المنية بعد أن احتفل بعيد ميلاده الـ (100) قبل أيام قليلة، على ذلك فقط، وعلى حسم البيت الأبيض دعم الإخوان للوصول إلى منصب الرئيس.وإنّما استمر من خلال مكتب منظمته بالقاهرة الذي أسسه بعد كانون الثاني (يناير) 2011 في ممارسة الضغوط من أجل ما سُمّي بتسليم السلطة بالكامل للرئيس المنتخب. وكان يقصد به أن ينسحب المجلس العسكري من أيّ دور تشريعي، بعد أن تم حلّ مجلس الشعب تنفيذاً لحكم المحكمة الدستورية، وهذا ما تبنته الإدارة الأمريكية أيضاً وقتها، وهكذا كان لكارتر دور مهم في تمكين الإخوان لحكم مصر.

يُذكر أنّ إدارة أوباما التي كانت لا تحبذ أن يكون رئيس مصر بعد مبارك له خلفية عسكرية. لم تكن قد حسمت أمر دعمها وصول الإخوان إلى الحكم. وكانت تريد أن تطمئن إلى أنّهم سوف ينصاعون إليها، ولذلك تم إيفاد الرئيس السابق كارتر ليلتقي بقادة الجماعة بالقاهرة ويتناقش معهم بشكل مباشر. وما سمعه منهم طمأنه ليقوم بدوره بطمأنة أوباما وإدارته التي كانت مختلفة حول دعم الإخوان للوصول إلى حكم مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى