رئاسيات تونس: خيارات الإخوان وتأثيرها على نتائج الانتخابات
مع انطلاق الدعاية في الانتخابات الرئاسية التونسية مطلع الأسبوع الماضي، بات السؤال الأبرز في البلاد يتعلق بموقف جماعة الإخوان.
وخلال الاستحقاقات السابقة تباين موقف الإخوان بين المقاطعة والمشاركة في الاقتراعات التي حفلت بها تونس بعد يوليو/تموز 2021، حينما أطلق الرئيس قيس سعيد تحت ضغط شعبي سلسلة إجراءات لتفكيك هيمنة الجماعة على السلطة.
-
الارتباك يسيطر على الإخوان في تونس: محلل يكشف الأسباب والدلالات
-
مذكرة إيداع بالسجن ضد محمد الغنودي، أبرز قادة الإخوان في تونس
ويبدو أن الجماعة قررت الاصطفاف خلف المرشح الرئاسي السجين العياشي زمال، لما تضمن برنامجه الانتخابي خطابا يغازل فيه الإخوان.
وبدأ العياشي زمال الإثنين الماضي حملته الانتخابية بخطاب سياسي يستميل به أنصار حركة النهضة الإخوانية، حيث تعهد بالإفراج عن المساجين من السياسيين والمعارضين من الجماعة وحلفائها.
كما تعهد حال فوزه بالانتخابات بإجراء مصالحة وطنية شاملة وصياغة دستور جديد وانتخابات تشريعية مبكرة وتكوين المحكمة الدستورية.
-
ثلاث سنوات على الإطاحة بحكم الإخوان في تونس: التحديات والإنجازات
-
تعديلات قانونية جديدة لمحاسبة الإخوان في تونس
ووضع قيس سعيد دستورا جديدا للبلاد أقر في استفتاء شعبي عام 2022.
وعلى ما يبدو أغرى برنامج زمال جماعة الإخوان، إذ نشر الإخواني رضوان المصمودي على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بيانا اليوم الجمعة، وقع عليه رفقة مجموعة من قيادات النهضة في الخارج وشخصيات سياسية أخرى متحالفة معها للتصويت لزمال.
ودعا البيان إلى عدم مقاطعة الانتخابات الرئاسية والمشاركة فيها، مشددا على ضرورة “التصويت بكثافة لصالح العيّاشي زمّال بعد التزامه بطيّ صفحة الماضي والإفراج عن كافة المساجين السياسيّين وإرجاع الاعتبار لمؤسّسات الدولة وضمان استقلال القضاء”.
مغازلة الإخوان
ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي إن التوجّه السياسي لزمال أقرب إلى توجهات حركة النهضة، خصوصا أنه يمثّل كل القوى الرافضة لتوجّهات سعيد الذي يسعى لولاية جديدة في الانتخابات المقررة 6 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وقال الناشط والمحلل السياسي التونسي نبيل غواري إن المرشح الرئاسي العياشي زمال لا يحمل الأفكار الإخوانية، وإنما حاول من خلال خطابه الانتخابي استمالة جماعة الإخوان وهو ما استجابت إليه الجماعة.
-
شائعات الإخوان في تونس.. التفاصيل
-
كيف استغل الإخوان في تونس مواقع التواصل الاجتماعي للتأثير على الشباب ؟
وأكد أن تعهده بالإفراج عن المساجين من السياسيين على رأسهم راشد الغنوشي رئيس النهضة أسال لعاب الإخوان، مضيفا أن زمال يغازل الخزان الانتخابي للنهضة رغم تراجعه، وذلك لم يأت من فراغ، خاصة أنه كان عضوا في حزب حركة “تحيا تونس” الذي يقوده رئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد، الذي سبق وتحالف مع حركة النهضة.
وتابع “زمال هو جزء من تحالف قديم بين حزب حركة تحيا تونس وحركة النهضة في 2017، وبالتالي هو أقرب إلى حركة النهضة منها إلى تيار سياسي آخر “.
-
هل يُنهي الصراع بين سعيد والنهضة حقبة الإخوان في تونس؟
-
إسقاط الإخوان في تونس يثير حفيظة قطر.. ماذا فعلت؟
وأضاف أن “زمال مرشح كل القوى المتحالفة مع الإخوان، وهو ممثل لهم بعد أن تمت الإطاحة بهم وسحب البساط من تحت أقدامهم”.
من جهة أخرى، قال محمد الميداني المحلل السياسي التونسي إنه بعد رفض ملف ترشح الإخواني عبداللطيف المكي، لم يبق لجماعة الإخوان سوى مقاطعة الانتخابات أو المشاركة فيها باختيار مرشح.
وتابع أن “قيس سعيد ورئيس حركة الشعب زهير المغزاوي معروفان بالمناهضة الشديدة للإخوان، لذلك قرروا دعم المرشح الموقوف في السجن العياشي زمال“.
وأكد أن صفحات إخوانية انطلقت منذ السبت الماضي أي منذ انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات في دعم زمال من خلال منشورات تبرز خطابه الانتخابي وتساند ترشحه.
وأضاف أن الخزان الانتخابي للإخوان مترهل، لذلك دعمهم له أو عدم دعمهم له لن يغير في النتائج للانتخابات الرئاسية.
من هو زمال؟
وزمال (47 عاما) هو مهندس في الكيمياء انخرط في الحياة السياسية بعد ثورة 2011، وهو رئيس “حركة عازمون” التي تأسست عام 2022، ونائب سابق في البرلمان عن حزب “تحيا تونس”، الذي أسسه رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد.
والخميس، قضت محكمة تونسية بسجن زمال لمدة عام و8 أشهر، بعد إدانته بتهم “إقامة شهادة نصت على أمور غير حقيقية، واستعمال تلك الشهادة والإدلاء بشهائد مدلسة، وتقديم عطايا نقدية وعينية قصد التأثير على الناخب، ومعالجة وإحالة المعطيات الشخصية للغير دون علم المعني بالأمر”.
والحكم الصادر بحق زمال أولي ويحق له استئنافه، ولا يتوقع أن يؤثر الحكم على خوض زمال للانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل، لأن مرحلة الاستئناف قد تستغرق وقتا.
وفي الانتخابات الرئاسية 2019 حدث نفس السيناريو مع المرشح الرئاسي نبيل القروي، الذي شارك في الانتخابات من السجن وخسر الجولة الثانية من الانتخابات لصالح الرئيس الحالي قيس سعيّد.
ويتنافس في انتخابات الرئاسة التونسية، قيس سعيد، وأمين عام “حركة الشعب” زهير المغزاوي، وزمال.