سياسة

رابعة من داخل السجون.. تفاصيل جديدة عن السلاح والخيانة


خرجت روايات جديدة عن اعتصام “رابعة العدوية”، تكشف الوجه الخفي لما حدث في صيف 2013، حين تحولت الساحة إلى بؤرة لتجميع السلاح وتدريب المجموعات القتالية، في مشهد مغاير لما رُوِّج عن “السلمية” و”الصمود”.

 شهادات من عناصر إخوانية سابقة شاركت في الاعتصام، ثم انشقت عن الجماعة، أكدت أن القرار لم يكن بيد المعتصمين، بل بيد قيادة تنظيمية استخدمت الحشد كوقود لمعركة سياسية.

المصادر من داخل عنبر “2”، بسجن “القاهرة تحقيق”، أشارت إلى أن الشرارة الأولى للفض بدأت من سطح “عمارة المنايفة”، بعد استهداف قوات الأمن بأنبوبة بوتاجاز وإطلاق نار، أسفر عن مقتل ضابط وعسكري، لتبدأ القوات في الرد. وقال أحد الشهود، المنتمي سابقًا لمجموعة “90 قتال”، إن الأسلحة كانت مخزنة مسبقًا، والتدريبات القتالية تمت داخل الميدان، بإشراف من شخصيات بارزة مثل أسامة ياسين.

الشهادات أبرزت دور “طيبة مول” كمخزن رئيسي للسلاح، وغرفة عمليات للتنسيق، بينما تم الحديث عن شخصيات كخيرت الشاطر، وصفوت حجازي، وأحمد المغير، باعتبارهم عناصر تحكم وتوجيه، اختفوا بمجرد بدء الاشتباك. المغير، حسب أحد الشهود، كان يحدد مواقع إطلاق النار ويشرف على توزيع السلاح، قبل أن يختفي كليًا خلال عملية الفض.

وأكد عدد من المعتقلين أن الاعتصام لم يكن “إخوانيًا” فقط، بل شاركت فيه تيارات جهادية من الجماعة الإسلامية وتنظيم القاعدة، وكان هناك تنسيق غير معلن مع محمد الظواهري. 

الهدف، حسب رواياتهم، لم يكن فقط عودة الرئيس المعزول محمد مرسي، بل السعي إلى جر الدولة إلى حالة فوضى أو تفاوض قسري.

كما تحدث أعضاء سابقون في حزب “الحرية والعدالة” عن تضليل متعمد داخل الاعتصام، بإشاعة معلومات عن دعم أمريكي وقرب عودة مرسي، لتثبيت المعتصمين نفسيًا، رغم إدراك القيادات استحالة تحقق هذه الوعود.

تلك الشهادات، التي جمعها الكاتب الصحفي ماهر فرغلي على مدار أكثر من عام، ونشرتها صحيفة “الدستور” المصرية، تكشف سردية جديدة، تؤكد أن المعتصمين السلميين كانوا واجهة لمخطط معقد، سرعان ما انهار تحت نيران المواجهة، ليترك خلفه آلاف الضحايا، وندمًا يسكن الزنازين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى