الشرق الأوسط

رسالة طمأنة لبنانية لا تحجب المخاوف من تداعيات أحداث عين الحلوة


تسعى السلطات اللبنانية لتهدئة الأوضاع وامتصاص حالة الاحتقان في الشارع وكذلك مواجهة مخاوف جهات أجنبية وبعثات دبلوماسية من تطورات الأوضاع في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بعد الاشتباكات التي اندلعت الأسبوع الماضي بين مجموعات إسلامية وحركة فتح ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وبعد أن طالبت العديد من الدول خاصة الخليجية منها رعاياها بمغادرة لبنان او الابتعاد عن المناطق المتوترة امنيا سعى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي لتهدئة المخاوف قائلا ” أن الوضع الأمني لا يستدعي القلق”.
وتابع ميقاتي مع وزيري الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب والداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، التطورات المتصلة بالبيانات التحذيرية الصادرة عن سفارات المملكة العربية السعودية والكويت وألمانيا لرعاياها في لبنان.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة ، في بيان أورده على صفحة رئاسة مجلس الوزراء بموقع “تويتر” اليوم السبت، إنه “بنتيجة البحث مع القيادات العسكرية والأمنية، أفادت المعطيات المتوافرة بأن الوضع الأمني بالاجمال لا يستدعي القلق والهلع ، وأن الاتصالات السياسية والأمنية لمعالجة أحداث مخيم عين الحلوة قطعت أشواطا متقدمة، والأمور قيد المتابعة الحثيثة لضمان الاستقرار العام ومنع تعكير الأمن أو استهداف المواطنين والمقيمين والسياح العرب والأجانب”.

 

وبحسب البيان “كلف ميقاتي بو حبيب التواصل مع الاشقاء العرب لطمأنتهم على سلامة مواطنيهم في لبنان”.
كما طلب من مولوي دعوة مجلس الأمن المركزي للانعقاد للبحث في التحديات التي قد يواجهها لبنان في هذه الظروف الإقليمية المتوترة، واتخاذ القرارات المناسبة لحفظ الأمن في كل المناطق في كل المناطق اللبنانية.

وقالت السفارة السعودية في لبنان في بيان نُشر في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة على منصة إكس، المعروفة سابقا باسم تويتر، إن المملكة تدعو مواطنيها إلى مغادرة الأراضي اللبنانية بسرعة وتجنب المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة.
ولم تذكر المملكة المناطق التي تدعو مواطنيها إلى تجنبها في لبنان.
واوضحت السفارة في المنشور “تود السفارة تحذير المواطنين الكرام من التواجد والاقتراب من المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، كما تطالب المواطنين بسرعة مغادرة الأراضي اللبنانية، وأهمية التقيد بقرار منع سفر السعوديين إلى لبنان”.

 

كما أصدرت الكويت في وقت مبكر اليوم السبت بيانا تدعو فيها مواطنيها في لبنان إلى توخي الحذر. وقالت السفارة الكويتية في لبنان في البيان المنشور على حساب وزارة الخارجية على منصة إكس “تهيب سفارة دولة الكويت لدى الجمهورية اللبنانية بمواطني دولة الكويت المتواجدين في الجمهورية اللبنانية إلتزام الحيطة والحذر والإبتعاد عن مواقع الإضطرابات الأمنية في بعض المناطق والتقيد بالتعليمات الصادرة عن السلطات المحلية المختصة”.

 

بدورها قالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان اليوم السبت إن المملكة طلبت من مواطنيها مغادرة الأراضي اللبنانية بسبب “النزاع المسلح”، وذلك حفاظا على سلامتهم.
وقامت السعودية في أول أغسطس/آب بتحديث توجيهات السفر إلى لبنان ونصحت بتجنب “كافة أنواع السفر غير الضروري” إلى مناطق في جنوب لبنان قرب مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.

 

وحذرت ألمانيا الأسبوع الماضي مواطنيها من السفر إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان ومناطق أخرى. ونصحت بريطانيا أيضا مواطنيها بعدم السفر “إلا للضرورة” إلى مناطق جنوب لبنان، بما في ذلك بالقرب من عين الحلوة.
وفي خضم حالة التوتر نفى الجيش اللبناني، السبت، التحضير للقيام بعملية عسكرية في المخيم.
وقالت قيادة الجيش في تغريدة على حسابها بتويتر وفق ما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية: “تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي معلومات نقلًا عن مصدر عسكري حول تحضير الجيش لتنفيذ عملية عسكرية في مخيم عين الحلوة”.

وأضافت “يهم قيادة الجيش أن تنفي صحة هذه المعلومات”.
وأردفت القيادة، أنها “تتابع بدقة الوضع الأمني في المخيم”، مشددة على “ضرورة العودة إلى بياناتها الرسمية حصرا للحصول على المعلومات”.
والإثنين الماضي أغلق الجيش اللبناني، جميع مداخل مخيم “عين الحلوة” للاجئين الفلسطينيين بعد تجدد الاشتباكات التي تدور منذ السبت الماضي، داخله بين مجموعات إسلامية وقوات الأمن الوطني الفلسطيني التابعة لحركة “فتح”.
وأدت الاشتباكات إلى مقتل 12 شخصا وإصابة أكثر من 60 آخرين، وفق مصادر طبية بمدينة صيدا جنوبي البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى