رسالة لبنانية واضحة لحماس: لا نريد حرباً بالوكالة

حذّر المجلس الأعلى للدفاع في لبنان الجمعة حركة حماس من استخدام الأراضي اللبنانية في “أعمال تمس بالأمن القومي” للبلاد. بعد عمليات إطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل ردّت عليها الدولة العبرية بقصف جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت. مؤكدا أنه سيتخذ جميع الإجراءات واقصى التدابير لوضع حد نهائي لأي عمل ينتهك السيادة اللبنانية”.
-
جنوب لبنان يشتعل.. قيادي بحماس بين قتلى غارة إسرائيلية على صيدا
-
في جنوب لبنان.. إسرائيل تغتال قياديا بارزا في حماس
وجاء في بيان لمجلس الدفاع الأعلى عقب اجتماع ترأسه رئيس الجمهورية جوزيف عون وشارك فيه وزراء الدفاع والمالية والاقتصاد والخارجية والداخلية. أن المجلس قرر “رفع التوصية الاتية الى مجلس الوزراء: تحذير حركة حماس من استخدام الأراضي اللبنانية للقيام بأي اعمال تمس بالأمن القومي اللبناني”.
وأعلن الجيش اللبناني في أبريل/نيسان الماضي توقيف لبنانيين وفلسطينيين ضالعين في إطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل يومي 22 مارس/آذار و28 مارس/آذار.
ولم تتبنّ أي جهة عمليات إطلاق الصواريخ فيما نفى حزب الله أي علاقة له بها. وفي حين لم يحدد الجيش انتماء الموقوفين، أفاد مصدر أمني حينها بتوقيف ثلاثة منتمين الى حركة حماس التي سبق أن أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ من لبنان خلال الحرب.
ونقل بيان مجلس الدفاع عن الرئيس عون تشديده على “عدم التهاون تجاه تحويل لبنان منصة لزعزعة الاستقرار…وعدم توريط لبنان بحروب هو بغنى عنها”.
وأكّد رئيس الحكومة نواف سلام وفق البيان على “ضرورة تسليم السلاح غير الشرعي…وعدم السماح لحماس أو غيرها من الفصائل زعزعة الاستقرار الأمني والقومي”.
وأعلن المجلس الأعلى للدفاع أنه أخذ العلم “بمباشرة الملاحقات القضائية مطلع الأسبوع القادم بحق كل من الموقوفين على ذمة التحقيق” في قضية إطلاق الصواريخ.
ورغم سريان وقف لإطلاق النار منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني، تواصل إسرائيل شنّ ضربات دامية تؤكد أنها تستهدف عناصر في الحزب أو “بنى تحتية” عائدة له لا سيما في جنوب لبنان. كذلك، طالت بعض الضربات عناصر في حركة حماس أو فصائل لبنانية متحالفة معها ومع الحزب. تتهمهم الدولة العبرية بالضلوع في المواجهة التي امتدت لأكثر من عام على جانبي الحدود.
ونصّ الاتفاق على انسحاب مقاتلي الحزب من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومترا من الحدود) وتفكيك بناه العسكرية، في مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني. وقوة الأمم المتحدة (يونيفيل).
كذلك، نصّ على انسحاب إسرائيل من مناطق توغلت فيها في جنوب لبنان خلال الحرب. وقد انسحبت القوات الإسرائيلية منها، باستثناء خمسة مرتفعات تتيح لها الإشراف على جانبي الحدود.
-
نهاية شريان الحياة: إسرائيل تقطع الدعم المالي لحماس وتزيد من معاناة غزة
-
نزيف حزب الله مستمر: إسرائيل تقضي على قيادي في جنوب لبنان
وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون الأربعاء أن الجيش يسيطر على أكثر من 85 في المئة من الجنوب الذي قام بـ”تنظيفه”، في إطار تنفيذ التزاماته بالاتفاق.
وكان مصدر أمني لبناني أكد أن حزب الله انسحب من جنوب الليطاني .وجرى تفكيك معظم بنيته العسكرية في تلك المنطقة.
وكانت حماس قد حاولت تكريس حضورها في الداخل اللبناني لخلق ملاذ بديل لقادتها وناشطيها. بغطاء سياسي وميداني من قبل قيادة حزب الله قبل تغير موازين القوى في البلاد.
-
غزة تحت الحصار: كيف تحوّلت الحرب إلى سياسة إسرائيلية دائمة؟
-
أطفال غزة يلعبون قرب الموت.. القنابل غير المنفجرة تهدد الجميع
وتعمد إعلان حماس تأسيس ما أطلقت عليه “طلائع طوفان الأقصى” توجيه رسالته للداخل اللبناني أكثر منه لدعم المقاومة في الأراضي الفلسطينية في ظل الحرب المدمرة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة، بهدف صناعة مستقبل وتحرير القدس.
وبررت الحركة تأسيس تنظيم عسكري وسياسي جديد في لبنان بأنه تأكيد “لدور الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والمشروعة. وسعيا نحو مشاركة رجالنا وشبابنا في مشروع مقاومة الاحتلال والاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم العلمية والفنية”.