سياسة

«رصاص غير مميت» يهدد انتخابات أمريكا


مع أنه “من الصعب التنبؤ بما يمكن أن تفعله كوريا الشمالية بالتزامن مع انتخابات الرئاسة بأمريكا إلا أنه ينبغي توقع حدوث «استفزازات غير مميتة».

فمع تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية، يحذر الخبراء من اندلاع صراع قريب تشعله الاستفزازات المستمرة من كوريا الشمالية خلال العام الجاري، وذلك وفقا لما ذكره موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي.

ورغم عدم وجود إشارات على اقتراب اندلاع حرب واسعة النطاق، إلا أن المخاوف تتزايد من سلوك غير متوقع لبيونغ يانغ بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

“استفزازات غير مميتة”

وفي مقال بمجلة “فورين أفيرز”، كتبت سو مي تيري، وهي زميلة بارزة في الدراسات الكورية بمجلس العلاقات الخارجية، تقول إنه: “من الصعب التنبؤ بحقيقة أي أزمة مقبلة من جانب كوريا الشمالية”.

ومستدركة: لكن على الأقل ينبغي توقع “الاستفزازات غير المميتة” مثل الهجمات الإلكترونية ضد المؤسسات الحكومية والدفاعية.

وأضافت أنه يمكن أيضا لكوريا الشمالية إجراء المزيد من الاختبارات لصاروخها الباليستي العابر للقارات الذي يعمل بالوقود الصلب من طراز “هواسونج 18”.

كما يمكنها أيضا اختبار سلاح نووي تكتيكي، أو حتى إطلاق صاروخ فعلي وشن هجوم عسكري محدود ضد جارتها الجنوبية مثلما حدث في 2010، عندما قصفت كوريا الشمالية سفينة بحرية كورية جنوبية، ما أسفر عن مقتل 46 من أفراد طاقمها.

وبحسب المصدر نفسه، قد يكون هدف بيونغ يانغ جذب الاهتمام الدولي أو نشر الخوف للعودة إلى التفاوض أو ربما تسعى إلى إشعال الخلافات بين سول وواشنطن أو الرغبة في تحدي التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

والمشكلة أن أي صدام بين الكوريتين قد يتحول إلى صراع أوسع نطاقا خاصة بعد تعزيز العلاقات بين واشنطن وطوكيو وسول التي تبنى رئيسها يون سوك يول منذ انتخابه قبل عامين موقفا أكثر صرامة تجاه الجارة الشمالية.

مؤشرات ومخاوف

منذ بدايته، شهد العام الجاري تحولات ملحوظة مع إعلان كوريا الشمالية أن جارتها الجنوبية “العدو الرئيسي” مهددة بإبادتها تماما هي والولايات المتحدة إذا تعرضت بيونغ يانغ للاستفزاز .

كما ألغى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون هدف التوحيد بين الكوريتين من سياسات الحكومة، إضافة إلى هدم النصب التذكاري لإعادة التوحيد الوطني.

وهذه الخطوات التي أثارت القلق وربما كانت رد فعل على موقف رئيس كوريا الجنوبية الصارم مقارنة بسلفه مون جاي إن.

وتأتي هذه التوترات في فترة حرجة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية في حين أجرت كوريا الجنوبية الشهر الماضي انتخابات تشريعية خسر فيها حزب الرئيس.

وأشارت تقارير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن كوريا الشمالية أجرت اختبارات أسلحة في سنوات الانتخابات الأمريكية أربعة أضعاف اختباراتها في السنوات الأخرى.

وقالت أليسون هوكر، النائبة السابقة لمساعد الرئيس والمديرة الأولى لشؤون آسيا في مجلس الأمن القومي، إن بيونغ يانغ تستغل الكثير مما يحدث على الساحة العالمية لتحقيق مكاسبها الخاصة مثل حرب أوكرانيا والتوترات في تايوان.

وأضافت أن هدف أنشطة بيونغ يونغ هو الانخراط مجددا ومن موقع قوة في السياسة الخارجية مع واشنطن وسول في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى