حصري

رمتني بدائها وانسلت.. أردوغان يقوي علاقاته بإسرائيل وينتقد الإمارات

كتب لموقع Im Arabic هبة بن أحمد


بلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلى مراتب الاستخفاف بعقول العرب، وتجاوز كل حدود الوقاحة، ليضع نفسه في موقف أقل ما يقال عنه أنه “بايخ” جدا، عندما خرج بأحد تصريحاته الرنانة قائلا إنه يبحث سحب سفيره من الإمارات احتجاجا على اتفاقها مع إسرائيل، كما لو أن علم الدولة العبرية لا يرفرف في عقر داره وأن العلم التركي لا يزين سفارته بتل أبيب.

إذا كان أردوغان يرفض اتفاق السلام الإماراتي، فلم لم يهدد بقطع علاقات بلده المتجذرة بإسرائيل؟ لماذا وجه بوصلته نحو الإمارات متحاشيا إسرائيل؟.. إذا عُرِفَ السبب بطٌل العجب، فالسلطان الواهم يوجه حديثه لقطيع من أتباعه، أجساد برؤوس فارغة بعقول معطلة لا تستوعب سوى خطاباته الرنانة، تقول آمين على كل أقواله وأفعاله وكأنها منزلة من السماء.

تصريح الخليفة المزعوم أتى ليؤكد ازدواجيته في الخطاب وانفصامه السياسي ونفاقه الإعلامي، فقولا يحرص على إظهار العداء لإسرائيل ودعم القضية الفلسطينية، في محاولة لكسب ود الشارع العربي والإسلامي وجماعة الإخوان على وجه الخصوص، وفعلا يحرص على إبقاء وتطوير علاقاته بإسرائيل، العلاقات التي يعود تاريخها إلى العام 1949م، حين اعترفت أنقرة بتل أبيب ورفرف علمها فوق مبنى سفارتها هناك، كأول دولة إسلامية تعترف بدولة إسرائيل لتصبح الحليف الأول لها بالشرق الأوسط، سيقول قائل إن ذلك حدث قبل وصول أردوغان إلى السلطة، إذن دعونا من البدايات ولنركز على العلاقات التركية الإسرائيلية إبان حكم حزب العادلة والتنمية، حيث لم تتأثر تلك العلاقات بل زادت تطورا وتماسكا.

فمنذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002، عمل على تعزيز الاتفاقات السابقة مع إسرائيل، وفي عام 2005 قام رئيس الوزراء التركي حينها رجب طيب أردوغان، بزيارة قبر هرتزل مؤسس إسرائيل حاملا معه باقة ورد، والتقى أرئيل شارون، كأول قائد مسلم يقدم على هذه الخطوة، ولم يقتصر التعاون على الاتفاقيات السابقة فنقل العلاقة إلى مرحلة “الاستراتيجية”، التي لم تتأثر بمسرحية أردوغان بالانسحاب من قمة دافوس في 2009، بعد أن أظهر على الهواء خلافا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها شمعون بيريز، ولم تتأثر كذلك بما حدث في العام 2010 بحادثة سفينة “مرمرة” التركية، التي خلفت توترا ظاهريا توج باتفاق المصالحة بعد 6 سنوات.

اتفاق التطبيع بين تركيا وإسرائيل الذي أعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء حالة التوتر والقطيعة التي استمرت لـ 6 سنوات، تضمنت بنوده:

  • دفع إسرائيل 20 مليون دولار تعويضات لضحايا اقتحام سفينة “مافي مرمرة” الأتراك عام 2010
  • التزام تركيا بالمساعدة في الإفراج عن أسيرين إسرائيليين وجثتي جنيين إسرائيليين في غزة
  • تبادل السفراء بين أنقرة وتل أبيب
  • رفع الحصار على غزة وإنشاء محطة لتوليد الكهرباء ومحطة لتنقية المياه
  • منع تركيا حركة “حماس” من القيام بأنشطة عدائية عبر أراضيها
  • اسقاط البرلمان التركي المطالبات القانونية الخاصة باقتحام “مرمرة”

هذا وتعد تركيا ثاني دولة بعد الولايات المتحدة تحتضن أكبر مصانع أسلحة للجيش الإسرائيلي، الأسلحة التي تسفك دماء أبناء الشعب الفلسطيني، وقد وقع البلدان عام 2015 اتفاقيات عسكرية وصلت لأكثر من ثلاثة مليارات دولار، وعام 2018 وبينما كان أردوغان يلقي خطاباته النارية الداعمة للقضية الفلسطينية أرسلت أنقرة أكثر من مليون طن أسمنت لإسرائيل لبناء المستوطنات.

وفي عام 2019 تخطى حجم التبادل التجاري بين البلدين حاجز الـ6 مليارات دولار، حيث تعتبر إسرائيل واحدة من أهم 5 أسواق للبضائع التركية، كما تعد شركات الطيران التركية أكبر ناقل الجوي من وإلى إسرائيل. وظلت الاتفاقيات العسكرية التي بدأت بـتحديث (F-4) فانتوم تركيا وطائرات (F-5) بتكلفة 900 مليون دولار، مرورا بترقية إسرائيل لـ170 من دبابات M60A1 لتركيا مقابل 500 مليون دولار، قائمة، وصولاً للاتفاق الذي يقضي بتبادل الطيارين العسكريين بين البلدين 8 مرات في السنة.

وفي خضم الشعارات الرنانة والخطابات النارية الأردوغانية، وتنظيم التظاهرات في إسطنبول الداعمة للقضية الفلسطينية، في محاولة لكسب ود الشارع وإخضاع عقول البسطاء من العرب، يقام احتفال سنويا في السفارة الإسرائيلية بأنقرة بذكرى تأسيس الدولة العبرية.

وعلى صعيد المساعدات، فالأمم المتحدة تفند مزاعم الدعم التركية لفلسطين، حيث لم يشتمل تقرير لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الذي صدر قبل عامين، لأهم المتبرعين والداعمين للفلسطينيين واللاجئين منهم على مستوى العالم، اسم تركيا من بين أهم 20 داعما ومتبرعا، كما لم يظهر اسمها حتى في قائمة أكبر 20 داعما “غير حكومي” للاجئين الفلسطينيين عالميا.

وفي النهاية يظهر جليا أن كل تلك العجعجات التي يثيرها أردوغان بمناسبة أو بغيرها، ما هي إلا متاجرة بالقضية الفلسطينية.

أرأيتم هكذا تناقض وتلاعب؟!! عذرا فالحمق داء لا دواء له…

كتب لموقع Im Arabic هبة بن أحمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى