رياض حسن: وجه النظام الأمني في دمشق وآلة قمع الأسد
في عتمة النظام الأمني الذي حكم سوريا على مدى عقود، تبرز أسماء ترتبط بذكريات ثقيلة من القمع والانتهاكات، من بين هذه الأسماء، يبرز رياض حسن، الذي ترأس شعبة الأمن السياسي، الجهاز الذي تحول من أداة إدارية إلى شبكة تجسس وقمع متغلغلة في كل تفاصيل حياة السوريين، على مدار سنوات الحرب، تراكمت اتهامات ضده، بدءًا من استغلال النفوذ وانتهاكات حقوق الإنسان، وصولًا إلى إدارة سجون سيئة السمعة، مثل سجن عدرا، خلف هذه الجرائم تقف حكاية رجل صنع من الظلال أداة للبقاء، ومن القسوة وسيلة لبسط النفوذ، كيف أصبح رياض حسن أحد رموز الأجهزة الأمنية السورية؟ وكيف ساهمت شعبة الأمن السياسي في تشكيل ملامح نظامٍ عُرف بالسيطرة والقمع؟
-
إيران وسوريا بعد سقوط النظام السابق: شراكة متجددة أم بوادر خصومة؟
-
سقوط الأسد.. بين أمل بسوريا جديدة وخطر التطرف القادم
شعبة الأمن السياسي: أداة النظام ورمز تغلغله
تُعد شعبة الأمن السياسي واحدة من أبرز الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري. إداريًا وماليًا تتبع لوزارة الداخلية، لكن مهامها تجاوزت الرقابة إلى السيطرة المطلقة. تحت قيادة رياض حسن، أصبحت الشعبة تُعرف بـ”خزان معلومات النظام”، لتغلغلها في المجتمع ومراقبتها جميع الشرائح الاجتماعية والسياسية والدينية.
لم يقتصر دور الشعبة على المراقبة، بل توسعت لتصبح أداة لإصدار الموافقات على معاملات المواطنين؛ مما فتح الباب أمام الفساد واستغلال النفوذ.
فرض عناصر الشعبة “إتاوات” ورشى مقابل الخدمات، وتحولت الموافقات إلى سلاح للسيطرة، مما رسّخ الشعبة كأحد أبرز رموز قمع النظام.
-
هل تسيطر تركيا على مستقبل سوريا بنموذج الإسلام السياسي؟
-
موسكو تحيط وجودها في سوريا بـ”درع الغموض”: استراتيجيات غير معلنة في المنطقة
أبرز الفروع: الدوريات والمراقبة
كان فرع الدوريات والمراقبة التابع للشعبة، تحت سيطرة مباشرة من رياض حسن، الأداة التنفيذية الأقوى. هذا الفرع، الذي ضم عددًا كبيرًا من العناصر، شارك في حملات المداهمة والاعتقال. توسعت عمليات الفرع لتشمل كافة أنحاء دمشق وريفها، حيث أصبح ذراع النظام القوي لترهيب المواطنين وملاحقة النشطاء.
سجن عدرا: ذاكرة القمع في سوريا
يُعد سجن عدرا أحد أبرز المواقع التي تحمل بصمة رياض حسن.
هذا السجن، الذي يقع شمال شرقي دمشق، كان مكانًا لتجسيد سياسات النظام الأمنية. خصص السجن قسمًا للمعتقلين السياسيين وآخر للنساء، حيث تعرضت المعتقلات للتعذيب والاعتداءات الجنسية.
-
أمريكا تُجلي ترافيس تيمرمان من سوريا عبر عملية جوية
-
مسؤول حقوقي يكشف عن مقبرة جماعية في سوريا تحتوي على 100 ألف جثة
مع انطلاق الاحتجاجات السلمية عام 2011، ازداد دور السجن، ليصبح مقرًا لاحتجاز الآلاف من النشطاء، الظروف القاسية، مثل نقص المياه والكهرباء والطعام، جعلت الحياة داخله غير إنسانية، فيما واجه السجناء تعذيبًا ممنهجًا وابتزازًا ماديًا.
على مدار تاريخه، شهد السجن إضرابات عن الطعام، كان أبرزها عامي 2007 و2009.
وفي ديسمبر 2024، بعد سنوات طويلة من القمع، سيطرت فصائل المعارضة على السجن، وحررت المعتقلين الذين كانوا يعيشون في ظروف مأساوية.
-
سفير إيران في سوريا يعلن عن قرب استئناف عمل السفارة
-
أكراد سوريا يطالبون بالحوار مع السلطة الجديدة في دمشق
الوجه الآخر: نفوذ بلا حدود
رياض حسن لم يكن مجرد مسؤول أمني، بل كان رمزًا للنهج الذي اتبعه النظام في إدارة الدولة. استغل موقعه لتعزيز سلطته، وتحول إلى شخصية محورية في دائرة القرار الأمني. مما جعله واحدًا من أبرز قيادات النظام خلال الحرب السورية.
رغم كل ذلك، ظل حسن بعيدًا عن دائرة المحاسبة. مستفيدًا من الحصانة التي وفرها له النظام. هذه الحصانة ساعدته في الإفلات من العقاب على الجرائم التي ارتكبها، سواء من انتهاكات داخل السجون أو ممارسات الفساد في الشعبة.
-
سوريا تطالب إيران بتعويضات بمليارات الدولارات في ظل إدارة جديدة
-
سوريا بعد سقوط الأسد: رفض صريح للتعاون مع الحوثيين
نهاية مظلمة لفصل طويل
بعد تحرير سجن عدرا، ظهرت شهادات المعتقلين التي فضحت حجم الانتهاكات التي شهدها السجن تحت إدارة حسن. لكن، رغم كل الأدلة، لم يتم تقديمه للمحاكمة. مما يعكس استمرار إفلات القيادات الأمنية في سوريا من المحاسبة، وسط واقع سياسي وأمني معقد.
-
حكام سوريا الجدد يعلنون خططًا لتحقيق الاستقرار وإنهاء الحروب
-
دراسة تكشف ملامح مستقبل سوريا وسط تغييرات متسارعة