زعيمة المعارضة في الخارج تتوقع انهيار النظام الإيراني
أكدت زعيمة المعارضة في الخارج شيرين عبادي، أن النظام الإسلامي في إيران أيل للسقوط، مشيرة إلى أن الاحتجاجات الحالية هي الأكثر جرأة في تحدي شرعية المؤسسة الدينية الحاكمة.
حيث توقعت المحامية والمعارضة الإيرانية البارزة شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، أن الاحتجاجات الحالية التي تشهدها إيران ستؤدي في النهاية الى انهيار النظام الإسلامي مع تشديد الضغوط.
وقالت “أن وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني وهي رهن احتجاز الشرطة العام الماضي أطلق شرارة “عملية ثورية” لا رجعة عنها ستؤدي في النهاية إلى انهيار الجمهورية الإسلامية”.
وكانت سلطات إيران قد عزت وفاة أميني، لمشكلات صحية كانت تعاني منها، عندما كانت محتجزة لدى شرطة الأخلاق، بعد أن اعتقلتها بسبب “ملابسها غير اللائقة.
لكن المؤسسة الدينية الحاكمة في إيران تواجه اضطرابات واسعة النطاق منذ وفاة أميني .
وقد واجه حكام إيران من غلاة المحافظين الاحتجاجات، بالقمع كما فعلوا على مدى العقود الأربعة المنصرمة.
و اتهمت إيران، الولايات المتحدة وخصوما آخرين بتأجيج الاضطرابات لزعزعة استقرار المؤسسة الدينية الحاكمة.
كما أصدرت السلطات العشرات من أحكام الإعدام بحق بعض المحتجين، ونفذت أربعة منها على الأقل شنقا، وقد وصفه نشطاء مدافعون عن حقوق الإنسان بأنه إجراء يهدف لترهيب الناس وإبعادهم عن الشوارع.
وتعتبر شيرين عبادي من بين أكثر الداعمين صراحة وعلنا للمظاهرات المناهضة للحكومة وتوجه انتقادات لاذعة للمؤسسة الدينية الحاكمة التي تهيمن على السلطة في إيران منذ الثورة الإسلامية في 1979.
وتعتقد عبادي، وعلى غرار العديد من المنتقدين لرجال الدين الحاكمين في إيران، ” ان الموجة الحالية من الاحتجاجات هي الأكثر جرأة في تحدي شرعية المؤسسة الدينية الحاكمة حتى الآن”.
وقالت “هذه العملية الثورية مثل قطار لن يتوقف إلا عندما يصل لوجهته النهائية”.
وقد حصلت عبادي على جائزة نوبل للسلام في 2003 تكريما لعملها في الدفاع عن حقوق الإنسان وتعيش في لندن منذ 2009.
وقالت مقابلة ” إن استخدام الدولة للعنف الذي أدى لسقوط قتلى عمق الغضب الذي يشعر به الإيرانيون من المؤسسة الدينية الحاكمة لأن مظالمهم ظلت دون معالجة”.
وتابعت قائلة “الاحتجاجات اتخذت شكلا مغايرا، لكنها لم تتوقف”.
ومع احتدام الأزمة الاقتصادية، لأسباب أبرزها العقوبات الأميركية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي.
دفعت الاحتجاجات الأخيرة إيران إلى أزمة محتدمة إذ فجرت وفاة أميني غضبا مكبوتا منذ سنوات بين الإيرانيين بسبب مشكلات من البؤس الاقتصادي وحتى التفرقة بحق أقليات عرقية إضافة لفرض السلطات لقيود اجتماعية وسياسية صارمة.
ويشعر الإيرانيون بوطأة التضخم الجامح وارتفاع نسبة البطالة، وقد تجاوز التضخم 50 بالمئة وهو أعلى مستوى منذ عقود.
فيما ارتفعت نسب البطالة بين الشباب لما جعل يزيد عن نصف الإيرانيين لما دون خط الفقر، وفقا لتقارير من مركز الإحصاءات الإيراني.
ويواجه الايرانيون توترا دبلوماسيا ، بسبب القمع والتضييق عليهم من قبل السلطات، وتزامنا مع جمود المحادثات لإحياء اتفاق طهران النووي الموقع في 2015.
وفرضت الولايات المتحدة ودول غربية عقوبات على السلطات الإيرانية وكيانات أخرى بسبب مشاركتهم في القمع وفي انتهاكات لحقوق الإنسان.
وقالت عبادي : “إن على الغرب أن يتخذ “خطوات عملية” لإجبار المؤسسة الدينية الحاكمة في إيران على ترك السلطة مثل خفض مستوى العلاقات السياسية مع البلاد باستدعاء السفراء من طهران وتجنب التوصل لأي اتفاق مع الجمهورية الإسلامية بما يشمل الاتفاق النووي”.
وقد تأسست الجمهورية الإسلامية، بعدما اطاحت الثورة الإسلامية في بالشاه محمد رضا بهلوي ، 1979، الذي كان علمانيا ومتحالفا مع الغرب.
ومنذ اندلاع الاحتجاجات وعلى مدى أشهر، دعا الإيرانيون إلى سقوط المؤسسة الدينية الحاكمة وهتفوا بشعارات مناهضة للزعيم الأعلى آيةالله علي خامنئي.
لكن الاحتجاجات لم تعد بالوتيرة ذاتها منذ بدأت عمليات إعدام مشاركين فيها. وشهدت المناطق السنية أكبر الاحتجاجات وحاليا تقتصر على تلك المناطق.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي من يهتفون “الموت لخامنئي” من على أسطح منازل بعض المدن لكن حجم الاحتجاجات ليس كما كان عليه في الشهور السابقة.
وقد ذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)” أن 527 محتجا قتلوا خلال المظاهرات حتى يوم الأربعاء من بينهم 71 من القُصر. وأضافت أن 70 من أفراد قوات الأمن قتلوا ويعتقد أن ما يصل إلى 19262 اعتقلوا”.