سرقة العصابات المسلحة تضاعف معاناة الفلسطينيين في غزة
يعيش سكان قطاع غزة على وقع أزمة جديدة تتمثل في محاولة عصابات مسلحة السيطرة على ما تبقى من مقدرات المدنيين والاستيلاء على المساعدات الإنسانية الشحيحة فيما بات القطاع المحاصر يواجه خطر المجاعة.
وكشفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية في تحقيق لها أن قانون الغاب بات يسود القطاع في خضم البحث عن الغذاء فيما تسمح الدولة العبرية بتفشي الفوضى بعد تدميرها لجزء كبير من القدرات العسكرية والإدارية لحركة حماس التي حكمت القطاع طيلة 16 سنة.
ووفق المعطيات فان ظاهرة السرقة والسلب والعنف تفشت في القطاع فيما تقوم العصابات بفرض سيطرتها في بعض المناطق وتفرض أموالا مقابل تأمين شاحنات المساعدات الداخلة لغزة. وكانت تقارير تحدثت أن افراد الشرطة التابعين لحركة حماس باتوا يرفضون تأمين الشاحنات خوفا من تعرضهم للاستهداف والقصف إثر مقتل عدد منهم في الفترة الماضية بسبب الغارات الإسرائيلية.
وكشف مدنيون فلسطينيون وعاملون في منظمات الإغاثة الأممية للصحيفة عن قيام العصابات بهجمات تطال قوافل المساعدات في رفح وغيرها من المناطق سواء التي تدخل عبر المعابر أو في الأحياء.
وتعرضت بعض السيارات التي يقودها مسؤولون في المجال الاغاثي للرشق بالحجارة حيث قال أحد العاملين في المجال الإنساني، الذي قضى عشرة أيام بالقرب من رفح، إن سيارته المدرعة، التي كانت تمر بالكاد عبر نقاط التفتيش، تعرضت لهجوم من قبل الحشود مضيفا “كان الناس يرشقون النوافذ بالطوب لمحاولة كسرها” في مشهد عن حجم المعاناة واليأس بين السكان.
وقد أصيب سائقان يعملان لدى الأونروا وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن مساعدة اللاجئين في رفح ليل السبت حيث غادرت شاحناتهم المعبر الذي يربط قطاع غزة بمصر عندما تعرضت للهجوم.
ويمثل ملف المساعدات الإنسانية ورقة ضغط تمارسها إسرائيل على حركة حماس والمدنيين بهدف الحصول على مزيد من التنازلات في ملف المفاوضات بشأن الرهائن.
وتعبر السلطة الوطنية الفلسطينية عن رفضها المطلق لسياسة تجويع الفلسطينيين وسط تحذيرات من قبل المنظمات الدولية من تداعيات منع دخول المساعدات الغذائية والصحية خاصة مع الاضرار الكبيرة في القطاع الصحي واستهداف المستشفيات.
وتؤكد السلطة أن عشائر قطاع غزة ترفض التعاون مع الاحتلال لتوزيع بعض المساعدات وإدارة القطاع حيث أشاد رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية، محمد اشتية، الاثنين، برفض العشائر في قطاع غزة التعاون مع إسرائيل بحكم المناطق وإدارة توزيع المساعدات.
وقال اشتية في كلمة باجتماع الحكومة الأسبوعي “أحيي رؤساء العشائر من أهلنا في قطاع غزة، الذين رفضوا رفضا قاطعا التعاون مع قوات الاحتلال” مضيفا “على إسرائيل أن تسمح للمؤسسات الدولية العمل في كل أنحاء قطاع غزة وخاصة في الشمال، وأن تسمح بإيصال المساعدات عبر مؤسسات الأمم المتحدة، وتلك الأخرى ذات العلاقة”.
وكانت هيئة البث العبرية (رسمية) كشفت في يناير/كانون ثاني الماضي عن ما قالت إنها خطة للجيش الإسرائيلي لما بعد الحرب على غزة، “تتضمن تقسيم القطاع إلى مناطق تحكمها العشائر، وتتولى مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية”.
وسعت بعض الدول العربية إضافة للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لإلقاء المساعدات الإنسانية عبر الجو لمناطق في شمال قطاع غزة فيما تحدثت وزارة الصحة في قطاع غزة عن وفاة نحو 15 طفلا بسبب الجفاف وسوء التغذية.