أمريكا

سوق الأوراق المالية تتنبأ بالفائز.. ترامب أم هاريس؟


سباقٌ متقاربٌ على حلبة الانتخابات الأمريكية، وتدافعٌ كبير على أسواق التنبؤ الإلكترونية.. وما بين هذا وذاك يبرز مُنجم جديد.

فمنذ إعلانها مرشحة الحزب الديمقراطي بعد انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من السباق، تصدرت كامالا هاريس جميع استطلاعات الرأي تقريبا، لعدة عوامل بينها الحماس الذي خلقته بين الناخبين الأمريكيين.

لكن مؤشرات سوق الأسهم، تبقى على ما يبدو هي الحَكم بين هاريس وخصمها الجمهوري دونالد ترامب، في الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ووفق موقع “ماركت ووتش”، يعد سوق الأسهم الأمريكية أحد أفضل المتنبئين بالفائز في انتخابات البيض الأبيض.

بلغة الأرقام

موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي هو الآخر مع مقولة إن سوق الأوراق المالية تساعد في التنبؤ بالفائز في الانتخابات الرئاسية.

ويرى الموقع أن أداء مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” في الأشهر الثلاثة التي تسبق الانتخابات، هو المؤشر الرئيسي الذي يجب مراقبته.

وللتأكيد على خلاصته، أشار إلى أنه منذ عام 1928، كان معدل دقة مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” في التنبؤ بنتائج الانتخابات 83%.

ووفقا لكبير الاستراتيجيين الفنيين في LPL آدم تورنكويست، فإنه منذ عام 1928، كان معدل دقة مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” 83% في تحديد الحزب السياسي الذي سيفوز بالبيت الأبيض.

وسلّط الخبير الاقتصادي الضوء على أداء سوق الأوراق المالية خلال الأشهر الثلاثة التي تسبق يوم الاقتراع، والتي بدأت في الخامس من أغسطس/آب الجاري.

ويوضح تورنكويست أنه “منذ عام 1928، كلما كان مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إيجابيا خلال الأشهر الثلاثة التي سبقت الانتخابات، ظل الحزب الحاكم مسيطرا على البيت الأبيض بنسبة 80٪ من الوقت”.

على سبيل المثال، في الأشهر الثلاثة التي سبقت انتخابات عام 2008، انخفض مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 24.8٪. وفاز الديمقراطيون في النهاية، حيث أنهى الرئيس باراك أوباما سيطرة الجمهوريين على البيت الأبيض بعد ثماني سنوات.

من ناحية أخرى، عندما سجلت سوق الأوراق المالية عائدا سلبيا في الأشهر الثلاثة التي سبقت الانتخابات، خسر الحزب الحاكم الانتخابات بنسبة 89٪ من الوقت.

وقبل الانتخابات الرئاسية لعام 2016، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.3٪، وقاد دونالد ترامب في النهاية الحزب الجمهوري إلى النصر، منهيا سيطرة الديمقراطيين على البيت الأبيض بعد ثماني سنوات.

ولكن!

وفي المجمل، تنبأت قاعدة سوق الأوراق المالية هذه بشكل صحيح بـ 20 من آخر 24 انتخابات، بمعدل دقة إجمالي 83٪.

ومع ذلك، يمكن أن تخطئ السوق أيضًا، حيث كانت الانتخابات الرئاسية لعام 2020 مثالا رئيسيا.

إذ ارتفع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 2.3٪ قبل انتخابات عام 2020، ومع ذلك خسر الحزب الحاكم، بقيادة ترامب أمام جو بايدن.

فمن سترفع سوق الأسهم من صندوق الاقتراع إلى كرسي البيت الأبيض؟

بحسب صحيفة “ذا إيكونوميك تايمز” فإن الأيام الـ80 المقبلة ستكون صعبة على ترامب، وأن أرقام استطلاعات الرأي التي حققتها هاريس تقود أسواق الأسهم.

بالنسبة لمدير الاتصالات السابق بالبيت الأبيض أنتوني سكاراموتشي، فإن كامالا هاريس تبذل جهودا كبيرة في سباق استطلاعات الرأي وتكتسب موطئ قدم قوي، في حين قد يواجه دونالد ترامب هزيمة كبيرة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. 

ويشير سكاراموتشي، إلى أن أرقام استطلاعات الرأي لهاريس كانت تدفع اتجاهات سوق الأوراق المالية إلى الارتفاع، وهو مؤشر جيد للديمقراطيين، الذين كانوا في وقت سابق يعانون من خروج بايدن من بطاقة الترشيح.

ولفت سكاراموتشي إلى أن الأيام الثمانين المقبلة ستكون صعبة حقا على ترامب وأنه يحتاج إلى التركيز بشكل أكبر على بناء السياسات والاختلافات بدلا من الانغماس في الهجمات الشخصية والتعليقات اللاذعة، والتي قد تجعله متخلفا في هذا السباق.

وخلال الأيام الماضية، شنّ ترامب العديد من الهجمات الشخصية عبر تصريحات لاذعة لكل من بايدن ونائبته كامالا هاريس، وركز بشكل أقل على إقناع الأمريكيين بأن سياساته وقيادته مناسبة للأمة، بحسب سكاراموتشي.

وأنتوني سكاراموتشي كان مدير الاتصالات السابق في البيت الأبيض والذي أصبح معارضا قويا لترامب علنا.

في غضون ذلك، تتزايد معدلات تأييد هاريس يوما بعد يوم، حيث تكشف استطلاعات الرأي في مختلف مناطق الولايات المتحدة أنها تتقدم على ترامب في العديد من المجالات، بما في ذلك استطلاع رأي كلية إيمرسون الأخير الذي شهد تفوقها على ترامب بنسبة 4٪.

سوق الأسهم تتفاعل مع هاريس

مع ارتفاع أرقام استطلاعات الرأي لهاريس، تظهر أسواق الأسهم تحولا مثيرا للاهتمام، وترتفع كل ساعة، مع ارتفاع مؤشري ناسداك المركب وستاندرد آند بورز .

وعلى الرغم من أن الديمقراطيين واجهوا بعض العقبات في الأشهر الأخيرة، فإن ترشيح هاريس ساعدهم على العودة إلى المسار الصحيح.

وفي هذا الصدد، أشارت الصحيفة إلى وجود فرص كبيرة لفوزها في استطلاعات الرأي.

من هي الكفة الرابحة في الاقتصاد؟

وبحسب مجلة “فوربس” الأمريكية، يُفضل الأمريكيون قليلا المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس لقيادة الاقتصاد الأمريكي على المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وذلك وفقا لاستنادها لاستطلاعات الرأي التي صدرت في وقت سابق من الأسبوع الماضي.

وبحسب الاستطلاع الذي أجرته صحيفة “فايننشال تايمز” وكلية “روس” لإدارة الأعمال بجامعة ميشيغان ونشر الأحد الماضي، فإن حوالي 42% من المستطلعة آراؤهم حددوا هاريس باعتبارها المرشحة الأكثر جدارة بالثقة للتعامل مع الاقتصاد الأمريكي مقارنة بـ 41% لترامب.

واعتبرت المجلة أن هذا تحولا ملحوظا عن الميزة التي بلغت ست نقاط والتي كان ترامب يتمتع بها على بايدن في يوليو/تموز الماضي.

في المقابل، أظهر نفس الاستطلاع أن 42% من الأمريكيين يعتقدون أن ترامب سيجعلهم في وضع أفضل ماليا، مقارنة بـ 33% لهاريس، وهو أحدث استطلاع يظهر أن المرشح الجمهوري يتمتع بميزة كبيرة في هذا الصدد بعد استطلاع أجرته شبكة “سي إن بي سي” ونشر قبل أيام.

سياسات هاريس الاقتصادية

على الرغم من أن خبراء السياسة يتوقعون أن تعكس خطة هاريس الاقتصادية إلى حد كبير خطة إدارة بايدن، مدعومة باستعانتها بمستشار الرئيس الاقتصادي السابق برايان ديس لبناء أفكارها، إلا أنها لم تصدر برنامجا بعد.

لكنها أخبرت الصحفيين، الأسبوع الماضي، أنها ستطرح أجندتها الأوسع “التي تركز على الاقتصاد” هذا الأسبوع.

وقد يكون الانفصال الأكثر وضوحا لهاريس عن ترامب بشأن الاقتصاد هو خلافها القوي معه بشأن الإشراف الرئاسي المباشر على بنك الاحتياطي الفيدرالي، البنك المركزي الأمريكي الذي يحدد السياسة النقدية، ولا سيما التأثير على أسعار الفائدة والذي يتم تعيين محافظيه من قبل الرئيس.

ولكن تاريخيا يتصرف محافظو البنك بشكل مستقل عن السلطة التنفيذية.

وقال ترامب الأسبوع الماضي إنه يعتقد أن “الرئيس يجب أن يكون له رأي على الأقل” بشأن أسعار الفائدة، في حين أكدت هاريس أنها “لن تتدخل أبدا” في القرارات التي يتخذها “الكيان المستقل” بنك الاحتياطي الفيدرالي.

كيف يمكن للأسهم أن تتفاعل مع فوز ترامب المحتمل؟

ورغم أن التأثير الرئاسي على أسعار الأسهم غالبا ما يكون ضئيلا في الأمد البعيد، فإن الاستراتيجيين يشيرون إلى أنه من المرجح أن تحصل الأسهم في قطاعات مثل البنوك وإنتاج النفط على دفعة من ترامب.

في حين أن الشركات التي تعتمد بشكل كبير على التصنيع في تايوان (مثل شركة صناعة الرقائق أشباه الموصلات إنفيديا)، أو على المبيعات في الصين (مثل أبل)، قد تتضرر بسبب سياسة ترامب في المنطقة.

ماذا عن فوز هاريس المحتمل؟

​إذا فازت هاريس بالانتخابات، فقد تتفاعل الأسواق في البداية بحذر بسبب الزيادات المحتملة في ضرائب الشركات واللوائح الأكثر صرامة. ومع ذلك، يشير بعض المحللين إلى أن الأسواق قد ترحب بالاستقرار الذي يوفره رئيس أكثر قابلية للتنبؤ مقارنة بدونالد ترامب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى